سن الشيخوخة في العالم ترتفع إلى أرقام قياسية
تشرين:
ارتفعت معدلات الأعمار في العقود الثلاثة الماضية بشكل ملحوظ، نظراً إلى تطور نمط الحياة وتحسن مستوى المعيشة والرعاية الصحية، لكن الواقع يشير إلى أن بعض أنحاء البلاد تسير بسرعة مخيفة نحو الشيخوخة، ومن الصعب توقيف هذا التسارع، في ظل تراجع المواليد إلى حد مقلق.
وتم تحديد سن 65 عاماً كبداية للشيخوخة، والسبب في ذلك كان يعتمد على التاريخ، وليس على علم الأحياء، حيث تم اختيار سن 65 عاماً كسن للتقاعد في ألمانيا عام 1880، وهي أول دولة تضع برنامجاً للتقاعد.
وفي عام 1965، تم تحديد سن 65 عاماً في الولايات المتحدة باعتبارها سن الأهلية للحصول على تأمين الرعاية الطبية ليصبح هذا العمر هو الشائع كسن للتقاعد الفعلي في معظم المجتمعات المتقدمة اقتصادياً.
وأظهر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في تشرين الأول 2022، أن وتيرة شيخوخة السكان أصبحت أسرع بكثير مما كانت عليه في الماضي، حيث شهد عام 2020 تجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق عدد الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات.
وأرجع التقرير ذلك إلى أن الناس في كل أنحاء العالم باتوا يعيشون فترة أطول، حيث يمكن لمعظم الناس أن يتوقعوا العيش حتى الستينيات وما بعدها، وأن كل بلدان العالم باتت تشهد نمواً بحجم ونسبة كبار السن بين السكان.
وفي آخر الدراسات العالمية، احتلت اليابان المرتبة الأولى عالمياً من حيث نسبة عدد المسنين التي بلغت 29.1% من إجمالي السكان، تلتها دولتان أوروبيتان هما إيطاليا وفنلندا.
وذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية أن عدد الأشخاص في البلاد الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق تجاوز 36 مليوناً و230 ألفاً من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 124 مليوناً و600 ألف نسمة.
وأظهرت البيانات تسجيل رقم قياسي آخر، حيث تجاوزت نسبة الذين بلغت أعمارهم 80 عاما أو أكثر في اليابان نسبة 10% من الشعب الياباني للمرة الأولى، وفقاً لما أظهرته بيانات حكومية.
وبينما احتلت إيطاليا المرتبة الثانية في العالم والأولى في أوروبا بعدد المسنين بنسبة بلغت 24.5% من عدد السكان البالغ نحو 60 مليون نسمة، جاءت فنلندا في المرتبة الثالثة عالمياً والثانية أوروبياً بنسبة بلغت 23.6% من عدد السكان البالغ 5.5 ملايين نسمة.
وحسب تقارير أممية صادرة عام 2022، فإن البرتغال تدخل أيضاً في قائمة أكثر دول العالم التي تزداد فيها نسبة عدد المسنين، حيث وصلت النسبة إلى 22% من عدد السكان البالغ أكثر من 10 ملايين نسمة، بينما وصلت النسبة في ألمانيا إلى 21% من عدد السكان البالغ أكثر من 83 مليون نسمة، وجاءت بلغاريا في المركز السادس من القائمة بنسبة 21% من عدد السكان البالغ 6.8 ملايين نسمة، فيما مثلت نسبة عدد المسنين في كل من جورجيا ولاتفيا وكرواتيا 20% من عدد السكان.
هذا، وحسب تقرير الأمم المتحدة، فإنه بحلول عام 2030 سيبلغ عمر شخص واحد من كل 6 أشخاص في العالم 60 عاماً أو أكثر، وسترتفع نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق من مليار في عام 2020 إلى 1.4 مليار.
وبحلول عام 2050 سيتضاعف عدد سكان العالم الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق (2.1 مليار). ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 عاماً أو أكثر 3 مرات بين عامي 2020 و2050 ليصل إلى 426 مليوناً.