بعد إقرارها.. هل من أفق لتطبيق الخطة الإنتاجية الزراعية بدرعا؟.. فلاحون: ما يعنينا قلة التكاليف وارتفاع المردود

درعا – وليد الزعبي:
بين عام وآخر تشهد أرقام الخطة الإنتاجية الزراعية في محافظة درعا تعديلات جديدة، حيث يتم تغليب القمح كمحصول استراتيجي بالدرجة الأولى، مع زيادة مساحة المحاصيل العلفية وفي مقدمتها الشعير، لأهميتها لقطاع الثروة الحيوانية، فيما التخفيض قليل للبطاطا ومحدود للبندورة لكونهما من المحاصيل الرئيسية.
الملاحظ من خلال تتبع المنفذ على أرض الواقع في السنوات الماضية، أن الخطة في بعض مفرداتها تكاد تكون حبراً على ورق، فيما الفلاحون لهم خطتهم الخاصة المدفوعة بحسابات الجدوى، حيث أشار عدد منهم إلى أنهم يُغلبون زراعة محصول ما على آخر تبعاً للتكاليف الأقل والمردود الأفضل.

مدير الزراعة :  تخفيض الخضر والحمص والعدس وزيادة القمح والمحاصيل العلفية

ومن هذا المنطلق تجد أن هناك محاصيل ليست رئيسية ولا تشكل أولوية بالنسبة لاحتياجات سوقنا المحلية، إلا أن الفلاحين أصبحوا يتوسعون بها، ومثالها الرمان الذي بدأت زراعة أشجاره في السنوات الأخيرة تزداد كثيراً، وليس على حساب محصول العنب فقط بل وعلى حساب بعض المحاصيل المروية الأخرى، مثل القمح والخضر الرئيسية، علماً أن إنتاجه أصبح كبيراً يذهب بنسب ليست بقليلة للتصدير، وبالنظر إلى المردود المتحقق منه فإنه مهما بلغ لا يعادل شيئاً بمقابل ما يستهلكه من كميات مياه كبيرة، يتم استجرارها من الآبار الزراعية المخالفة التي حفرت بالآلاف خلال سنوات الحرب، حيث لم تكن الظروف تسمح بردعها.
يرى بعض العاملين في التسويق والتصنيع الزراعي، أنه في ظل عدم وجود سياسة تسويقية واضحة لمعظم المحاصيل، فإن الفلاح سيبقى في حالة من التخبط ولن يستطيع إحسان المفاضلة بين الجدوى الفعلية المتحققة من هذا المحصول أو ذاك، لأن السوق الداخلية غير مستقرة بفعل تقلبات سعر الصرف، كما أن السوق الخارجية ليست مضمونة وتخضع لاعتبارات كثيرة ضمن الظروف الراهنة، فيما يرى آخرون في ضبط عمليات التصدير عاملاً مهماً في جعل الفلاحين يلتزمون بالخطة الإنتاجية إلى حدٍّ كبير، إذ إنهم لو أدركوا أن التصدير لن يسمح إلا بكميات محدودة من فائض الإنتاج (الرمان كمثال) أو غيره، لما أقدموا على زراعة مساحات إضافية منه، بل كانوا توجهوا إلى زراعة محاصيل أخرى في حال كانت أسعارها محفزة طبعاً ومتاح لها منافذ تسويق خارجية مناسبة.
مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أشار إلى أن الخطة الإنتاجية الزراعية توضع وفق آليات تراعي المساحات المروية والبعل والاحتياج من المحاصيل والمتوافرة من المصادر المائية، مع إعطاء الأولوية لمحصول القمح الاستراتيجي ومحاصيل وخضر رئيسية أخرى، مبيناً أنه جرى في خطة الموسم القادم تخفيض مساحات الخضر الشتوية والصيفة، وكذلك مساحات الحمص والعدس، في حين تمت زيادة مساحات القمح والمحاصيل العلفية، حسب الأولوية والضرورة.
الحشيش لفت إلى أنه يتم تقديم المستلزمات وفي مقدمتها المحروقات والبذور والأسمدة حسب التنظيم الزراعي الذي يمنح بالانسجام مع الخطة، وهذا يعد من العوامل الأساسية التي تحفز الفلاح على الالتزام بالخطة وخاصة لجهة محصول القمح، علماً أن التواصل مع الفلاحين مستمر من خلال الوحدات الإرشادية الموزعة في مختلف أنحاء المحافظة، لتأكيد ضرورة الالتزام بمحددات الخطة لكيلا يحدث أي خلل في توازن العملية الإنتاجية إلى حدّ يؤثر على مدى وفرة المنتجات الزراعية الأساسية في السوق المحلية، ويؤدي إلى خسارة الفلاح نتيجة كساد إنتاجه في حال كان فائضاً عن حاجة السوق المحلية ولم يجد منافذ تسويق خارجية كافية تمتصه، مؤكدأ أن الالتزام بمعايير الخطة الإنتاجية الزراعية فيه مصلحة عامة وخاصة في آنٍ معاً، والأمل أن يتنبه المزارعون إلى ألا يكون دافعهم التقليد ولحاق الآخرين ممن يقبلون على زراعة محاصيل معينة من دون غيرها، فتغص الأسواق بمنتجاتها ويكون احتمال الوقوع في الخسائر وارداً إلى حد كبير.

تخفيض المساحة المروية من ٢٥٣٣٦ هكتاراً إلى ٢١٧٣٧ هكتاراً

وبشأن سمات الخطة الإنتاجية للموسم القادم ٢٠٢٣ /٢٠٢٤ بيّن المهندس حسن الأحمد رئيس دائرة التخطيط والتعاون الدولي في المديرية، أنه تم تخفيض المساحة المروية من ٢٥٣٣٦ هكتاراً إلى ٢١٧٣٧ هكتاراً، منها ٣٨٦٢ هكتاراً أشجار مرورية مخططة والباقي ١٧٨٧٥ هكتار سليخ مروي (ومحاصيل خضر)، حيث تم تخفيض مساحة البطاطا والخضر الشتوية على اختلافها للحفاظ على مساحة القمح المروي البالغة ١٠٠٣٠ هكتاراً، وكذلك تخفيض المساحة المروية للخضر والمحاصيل الصيفية، لكن من دون تخفيض كبير لمساحة البندورة لكونه محصولاً رئيسياً، حيث كانت نسبة التخفيض ٥٪ فقط، أيضاً تم تخفيض مساحة الحمص والعدس نظراً لضعف الجدوى الاقتصادية وارتفاع التكاليف، حيث أصبحت المساحة المخططة الحمص ١٢٢٠٠ هكتار منخفضة من ١٨٠٦٠ هكتاراً للموسم السابق، ومساحة العدس ٦٨٩ هكتاراً مقابل ٩٠٠ هكتار في الموسم الماضي.

ولجهة القمح البعل خطط للموسم القادم زراعة ٨٦٥٥٨ هكتاراً بزيادة ٣٦٧١ هكتاراً عن الموسم الماضي، كذلك الشعير خطط زراعة ٣٩٢٧٦ هكتاراً بزيادة ٦٨٧٦ هكتاراً عن السابق، وذلك لكون الشعير محصولاً علفياً أساسياً ويتحمل الظروف المناخية القاسية وقابل التكلفة قياساً بالمحاصيل الأخرى، كما تمت زيادة مساحة المحاصيل العلفية على اختلافها من ٨٠٠٠ هكتار الموسم الماضي إلى ١٢٠٠٠ هكتار الموسم القادم، وذلك لأهميتها لقطاع الثروة الحيوانية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار