على مرأى الجميع.. مسلسل هدم المدارس في الريف الشّمالي لحمص لايزال مستمراً والمعنيون ينؤون بأنفسهم عن اتخاذ أيّ قرار!!!

تشرين- إسماعيل عبد الحي:

رغم معرفة أصحاب القرار بمسألة هدم المدارس في الريف الشمالي لحمص، وسبق لـ”تشرين” أن نشرت تحقيقاً بهذا الأمر، إلّا أنّ مسلسل الهدم لا يزال مستمراً على مرأى الجميع، وليطلعنا المهندس عبدالله المغربل رئيس دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية حمص على حقيقة مفادها، أنّ لا أحد كلّف نفسه حتى تاريخه بإصدار قرار إيقاف الهدم ريثما تنتهي الجهات الرقابية من عملها، والذي يدور معظمه حول البحث عن المتسبّب بالهدم للأبنية التي كان من الممكن ترميمها، وأدى الهدم إلى ضررٍ بالغٍ في المال العام، ومن الوثائق الجديدة التي حصلنا عليها الطلب الذي تقدّم به المتعهد بصفته مؤازرة لمجلس مدينة حمص يقول فيه: إنّه على استعداد لإزالة وترحيل أنقاض المباني المُهدّمة كلها لدى مديرية تربية حِمص كلياً أو جزئياً حسب الضرر الواقع على المبنى من دون المطالبة بالحديد الناتج عن الهدم شريطة تنظيف الأنقاض بالكامل، والموافقة بعدها كذريعة لهدم كل ما يمكن هدمه من دون النظر لإمكانية الترميم أو عدمه.
الوثيقة الثانية تحدّث فيها المغربل عن إزالة أجزاء من مدرسة تيسير فرزات في الرستن، وهي متضررة كلياً ليأتي الهدم على كامل الموقع المشار إليه.
منذ وقت قريب طلبت دائرة الأبنية المدرسية في مديرية تربية حمص من نقابة مهندسي حمص مراجعة الأبنية التي تمّ ترميمها والتي تعرضت للقذائف أثناء الحرب من حيث التأكد من موضوع انفصال الحديد عن البيتون نتيجة تعرض أجزاء من المنشآت للإصابة المباشرة، وحصول ارتجاج عنيف في تلك المنشآت وضعف التماسك بين البيتون والحديد، ووضع المعايير والتجارب الناظمة لاختبار هذه الظاهرة.
‏وفي كتابه الموجّه لنقابة المهندسين في حمص يرى المهندس عبدالله مغربل أنّ تصميم مقاطع البيتون المُسلّح في مدارس حمص يعتمد على أساس حصول انهيار في حديد التسليح قبل البيتون بغرض تفادي حصول الانهيار الفجائي وإعطاء زمن كافٍ لإخلاء المبنى أو المعالجة (الترميم) وذلك لأنّ حديد التسليح يتطاول فيتشقّق البيتون حتى الوصول إلى مرحلة الخضوع والانكسار (انهيار المقطع) أمّا إذا حصل الانهيار في البيتون قبل الحديد يكون الانهيار فجائياً وسريعاً ولا يعطي فرصة للإخلاء، وهذا غير مقبول وكل نظريات تصميم البيتون المسلح بُنيت على حصول الانهيار في الحديد أولاً من خلال وجود نسبة تسليح أعظمية يجب عدم تخطيها، والشرط الأساسي في التصميم وجود تماسك بين قضبان التسليح مع البيتون، وفي حال ضعف هذا التماسك فسوف يفقد البيتون المسلح العمل المشترك ويتحمّل البيتون العبء كله، وفي حالة انهياره يكون فجائياً وكارثياً، وهو خطر جداً على السلامة العامة، ولا يمكن صيانة أو ترميم هذا البيتون لإعادة تماسكه مع الحديد فيجب إزالته حتى لو كان قوام البيتون في أفضل أحواله.
يقول المغربل من خلال تجربتي بالعمل مع زملائي المهندسين في دائرة الأبنية المدرسية في مديرية التربية في حمص ووجود أكثر من /400/ موقع مدرسي في محافظة حمص تعرّض لإصابات بالقذائف أثناء الحرب بشكل متفاوت فيما بينها ومنها أبنية قديمة ومنها أبنية حديثة ومنها ما هو مصمم على تحمّل الزلازل (الحديثة) ومنها غير مصمم على تحمّل الزلازل (القديمة) ومنها طابق واحد ومنها طابقان ومنها ثلاثة طوابق ويوجد لدينا واحدة مؤلفة من أربعة طوابق ( مدرسة زنوبيا في حي الخالدية/ قديمة دخلت الخدمة عام 1976 ) والحالات السابقة كلها تعدّ غير سليمة إنشائياً لخروج عنصر إنشائي واحد على الأقل عن وظيفته ( مهدم أو يعاني انزياحاً أو متشقق أو تعرّض للحريق) ويوجد مبانٍ مهدمة كلياً ومبانٍ مهدمة جزئياً ( يمكن أن يكون متجمّعاص في جزء محدد من المبنى ويمكن أن يكون موزعاً على أجزاء متباعدة منه) وبعد معالجة الضرر يصبح المبنى سليماً إنشائياً.
وفي كتابه يقول المغربل أضع نقابتنا الكريمة أمام مسؤوليتها الوطنية وحرصاً على سلامة المواطنين لبحث هذه الظاهرة والتنبه لها من خلال تشكيل لجنة علمية متخصصة بالهندسة الإنشائية وزيارة هذه المواقع ودراسة هذه الظاهرة وتعميمها، من خلال رئاسة مجلس الوزراء على الميادين الهندسية للأخذ بها وتحديد التجارب الواجب إجراؤها لمعرفة حصول هذه الظاهرة ووضع المعايير المناسبة لها.
المهندس خليل جديد نقيب المهندسين في حمص يرى في كتاب المغربل كلاماً علمياً، واستبعد في لقاء له مع “تشرين” أن يكون لما حدث من هدم المدارس في الريف الشمالي لحمص أي علاقة بالكتاب الموجه للنقابة.. فالموضوعان منفصلان!!!!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار