حلم الأمس.. وحقيقة اليوم

زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى جمهورية الصين الشعبية في هذه الظروف الصعبة، التي يمر بها بلدنا لها مؤشرات كثيرة ومدلولات مهمة ترقى إلى مستوى العلاقة السياسية التي تجمع البلدين على المستويين الرسمي والشعبي، وهذا ما حددته النتائج الإيجابية التي ترجمت بتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة، والأهم ترجمة سريعة لفكر السيد الرئيس بالتوجه شرقاً لبناء علاقات قوية قوامها الشراكة الثابتة والمصالح المشتركة، التي يستفيد منها الجميع بعيداً عن الاستغلال والتبعية، وذلك وفق استراتيجية مفردات حلمها أصبحت حقيقة على أرض الواقع، وتنفيذها لا يقع على الحكومة والجهات التابعة لها، بل على القطاع الخاص أيضاً، وتغيير المفهوم الذي يعتمد على سياسة الغرب في المتاجرة، والمشاركة الاقتصادية وغيرها.
وبالتالي فإن هذه الاستراتيجية ليست وليدة اليوم، بل حدد خطواتها الرئيس الأسد منذ بداية الحرب على سورية وقبلها، ولو استثمرت في وقتها لكان حال الاقتصاد والمشروعات ومعيشة الناس أفضل بكثير، وخاصة أن بلدنا يمر في أصعب ظروفه الاقتصادية والمعيشية.
من هنا نجد الأبعاد المهمة للزيارة التاريخية التي تؤسّس لعلاقة متنوعة، تقوم على المنفعة المتبادلة، وخاصة في الاقتصاد والاستثمار والرسائل التي حملت مضامين مختلفة ترجمت باتفاقيات ومذكرات تفاهم ترسم خطوات من شأنها تعميق العلاقة والتعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، وكل ما يؤسس لنجاح مبادرة «الحزام والطريق» الشريان الاقتصادي الذي يستفيد منه الجميع، وما يمثله من رسائل في غاية الأهمية مضمونها كسر الحصار الجائر والعقوبات الظالمة على الشعب السوري من جهة، وفتح المجال واسعاً أمام الدول الصديقة للمساهمة في إعادة إعمار ما خرّبه الإرهاب طوال سنوات الحرب من جهة ثانية، والرسالة الأكثر أهمية تعزيز قوة الدولة السورية لاستعادة ثرواتها المسروقة من الاحتلالين «الأمريكي والتركي» وأدواتهما الإرهابية من جهة ثالثة.
وبالتالي فإننا نجد رسائل الزيارة تأتي استكمالاً لجهود كبيرة، تشترك فيها دول لإعادة صياغة نظام عالمي جديد، أساسه احترام حقوق الشعوب في تطبيق العدالة، وتأمين عوامل التنمية التي تحقق الرفاهية لها.
وما مشروع «الحزام والطريق» إلّا خطوة بهذا الاتجاه لبناء حالة اقتصادية تحقق منفعة الجميع، لا كما يمثله المشروع الأمريكي الذي يحمل هوية استغلال واستعباد الشعوب ونهب ثرواتها لمصلحة هيمنة أمريكا وأعوانها في المنطقة.
حلم الأمس أصبح حقيقة اليوم ترجمته اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون وضعت سورية في قلب مبادرة المشروع الصيني، طريق الحرير، أو ما يسمى اليوم «الحزام والطريق» الذي يعول عليه الكثير من الأمنيات الاقتصادية للشعب السوري، وفتح المجال واسعاً أمام تنفيذ المشروعات الضخمة وزيادة الإنفاق المالي على مشروعات الخدمات والتنمية، وإقامة المعامل الجديدة، وقبلها إعادة تأهيل ما خرّبه الإرهاب من بنى خدمية وإنتاجية بما يعكس الحالة الإيجابية في توفير مصادر الرزق، وتحسين معيشة الناس وخاصة بعد الأزمة وما جرّته من ويلات على الدولة وأجهزتها المختلفة، وبالتالي فإن حلم الأمس سيصبح حقيقة، مفرداته تحتاج فقط إلى التطبيق والترجمة الفورية.

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار