صبرا وشاتيلا: أين المحاسبة؟؟

‏قبل يومين مرت الذكرى ال (41 ) لمذبحة صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها الميليشيات اللبنانية اليمينية المتعاونة مع “إسرائيل”. وبدعم من الجيش الإسرائيلي ومساعدة دباباته وطائراته و مخابراته وقناصيه. دخلت هذه الميليشيات إلى المخيم وأعملت القتل و الذبح والتدمير بأهله وهم نيام أو في بيوتهم آمنين. وتكدست الجثث في الطرقات. ودمرت المنازل فوق ساكنيها. ولم يفرق المجرمون بين المرأة والرجل. و لا بين فتاة وحامل. أو بين شاب وعجوز. وحسب الإحصاءات الأولية قتلوا يومها 3000 شخص. ودمروا كل شيء في المخيم. والمفارقة الموجعة أنه رغم معرفة الفاعلين وهوياتهم فإن أحداً منهم لم يحاسب . حتى إن محكمة بلجيكية قامت برفض دعوى أقامها بعض الناجين من المذبحة ضد شارون. باعتباره المسؤول الأعلى عن هذه المذبحة و مدبرها ومديرها. كما وصفته جهة إسرائيلية أدعت التحقيق في الجريمة.

‏إنه النموذج المعتمد أمريكياً. خلق ميليشيات عميلة. ودفعها لتنفيذ المذابح. بمواكبة ومساعدة وقيادة وتسليح أميركي يضمن تنفيذ الجريمة بأبشع صورها . وكما حدث في صبرا وشاتيلا, سبق أن قام الغرب باعتماد عصابات يهودية نقلها إلى فلسطين. للاعتداء على الفلسطينيين. و اغتصاب أرضهم. وطردهم من بيوتهم. هذه العصابات الغاصبة المجرمة هي الميليشيات المتطرفة التي تحولت إلى كيان عصابات يشكل (قاعدة عسكرية ) متقدمة للغرب الإمبريالي ضد المنطقة العربية وضد العروبة سموها ( إسرائيل). عصابات ميليشيات تحتل وتقتل وتغتصب وتنشئ قاعدة عصابات مسلحة. تحصل لها على ترخيص أممي. وتمارس بواسطتها كل أعمالها الإجرامية العدوانية لتركيع الشعوب العربية والسيطرة على مقدراتها . سياسة أميركية واضحة . عصابات ميليشياوية مجرمة تصنعها أمريكا وتدعمها وتدربها و تسلحها و تقودها لتنفذ عنها بالوكالة كل الجرائم و المجازر ضد الشعوب و الدول الرافضة للهيمنة الأمريكية الإمبريالية الصهيونية الغاشمة.

‏من يدقق في النموذج الذي اخترعه مستشار الأمن القومي الأمريكي بريجنسكي لمحاربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان. يجده نسخة مطورة عن أسلوب العصابات اليهودية الصهيونية المتطرفة التي اغتصبت فلسطين. اعتماد مجموعات إسلامية عصابية متطرفة لقتال السوفييت. وكلاهما العصابات اليهودية و المجموعات الإرهابية ميليشيا مجرمة. وظفتها الإدارة الأمريكية كوكيل لها في تنفيذ الأعمال الإرهابية الإجرامية. واليوم من يتمعن في طريقة اعتماد أمريكا ل ( قسد ) يجد أنها على المنوال نفسه ونفس النهج القائم على الاستفادة من عملاء طامعين. وتحويل أوهامهم إلى أيديولوجيا تشكل الأساس لأعمالهم التي يتوهمون أنها ستقودهم إلى كيان انفصالي يشكل قاعدة ميليشياوية عصاباتية تخدم المصالح الأمريكية ضد سورية ووحدتها وسيادتها وضد مصلحة السوريين واستقلالهم.

‏الميليشيا المتعصبة المتطرفة بإدارة إسرائيلية قتلت البشر وحطمت الحجر و أجهزت على الناس. دمرت البيوت وخربت المنشآت وحرقت الآليات ولم تبق على أي وجه من وجوه الحياة في المخيم. لكنها فيما يتعلق بمركز الدراسات الفلسطينية قامت بسرقة وثائقه ومحتوياته بعناية وحذر. وأخذتها غنيمة. تريدها حية وتريد حرمان أصحابها منها. وهذا يشير إلى مدى شيطانية “إسرائيل” التي لا يفوتها أن تستفيد من الدراسات والوثائق والمراجع و الأفكار المبتكرة الموجودة في الأوراق التي سرقتها حول فلسطين وشعب فلسطين وقضية فلسطين. و حول العروبة و حول العرب. إنها شيطانية صهيونية يجب أن تحفزنا أكثر على الاهتمام بالدراسات والوثائق والمتابعة وحفظها وصونها والاستفادة منها كأساس فكرياً وأيديولوجياً في مقاومتنا لكل ما يحدث هنا ويعرقل مسيرتنا الحضارية والتحررية السيادية.

‏ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا يجب أن تكرس حق الضحايا في محاسبة المجرمين المرتكبين. كما يجب أن تكون مناسبة لفضح معنى اعتماد أمريكا لمبدأ (القيادي من الخلف) الذي يعني دفع ميليشيات متعصبة متطرفة مجرمة عميلة للقيام بالاعتداء على الدول والشعوب والمؤسسات وإرهابهم خدمة لأمريكا ومصالحها.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار