الشاعر «أيمن أبو الشعر» والمغنية «لانا هابراسو» ثنائيّ يذكّرنا بالثنائيّات الملتزمة

تشرين- إدريس مراد:
الثنائي الذي شكله الشاعر أيمن أبو الشعر والمغنية السورية لانا هابراسو يستحق الوقوف عنده مطولاً، لعدة أسباب، منها الشخصية والمسيرة الحافلة للشاعر أبو الشعر، وهو شاعر ومترجم سوري من مواليد دمشق 1946، حاصل على الدكتوراة في الآداب من معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية العليا، عمل في مجال الترجمة لمصلحة دار التقدم ودار رادوغا، إضافة إلى عمله في مجال الاعلام في الصحافة المطبوعة والمرئية والمسموعة قرابة أربعة عقود، نشرت قصائده بشكل خاص عبر أشرطة التسجيل لأمسياته الجماهيرية المتميز، إذ يعد من أشهر الشعراء الجماهيريين تواصلاً مع عشاق الشعر بشكل مباشر، وقد انتشرت قصائده عبر هذه الأشرطة، وطبع منها في الصحافة، وصدرت بعض مؤلفاته منقولة من هذه الأشرطة في بعض البلدان العربية، بما في ذلك داخل الأرض المحتلة كديوانه «الصدى» الذي طبع في عكا عن دار أبي رحمون قبل سنوات عدة، وله مايقارب خمساً وعشرين مطبوعة.
والسبب الآخر هو تركيبة الثنائي ذاتها، ولاسيما الثنائيات الملتزمة التي مرت في تاريخ الغنائي العربي، منها تجربة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم وتجربة مارسيل خليفة ومحمود درويش، واليوم نحن أمام تجربة قريبة من هاتين التجربتين، وخاصة الجانب الأول منها هو أبو الشعر، وكما أسلفنا قصائده التي تجسد أحوال الناس ومعاناتهم، والجانب الثاني مغنية شابة تمتلك صوتاً قادراً لجذب المتلقي وإيصال الكلمة إلى مسامعه بسهولة.
بداية التشكيل
تعرفت «لانا هابراسو» على الشاعر أيمن أبو الشعر منذ ما يقارب عامين عن طريق الملحن وليم حسن، لتغني له قصيدة بعنوان «أفدي عيونك» لتكون بداية المشروع، وكذلك أغنيتان من قصيدة «ثلاثيات» وهي ذات طابع صوفي لحنهما «معن دوارة»، كما غنت قصيدة له كتبها في رثاء مراسل روسيا اليوم خالد الخطيب، ومن كلماتها:
الحشدُ يومَ وداعِكَ الماجِدْ
يُعلي عروقَ النبضِ في الساعِدْ
يَمضي بكلِّ شوارعِ الرؤيا
كقصيدةٍ تجثو على قدميكَ يا خالدْ
النعشُ أغنيةُ المُحالْ
أيقونةٌ غصَّتْ بأشواكِ السؤالْ
هذي الجموعُ هي الصخورُ هي الجبِالْ
أنتَ الذي أرضعتَها ببراءةٍ عشقَ الوصولْ
كالقمةِ الطُهرِ البَتولْ
شبَّتْ صخورُ الأرضِ أحصنةً
علا لحنُ الصهيلْ
فتشابَكتْ لوداعِكَ الشهمِ الجليلْ…..
كما أدت «لانا هابراسو» الأغنية الروسية الشهيرة «كاتيوشا» ترجمها أبو الشعر، وأيضاً أصدر هذا الثنائي أغنية «عودة حبيب» عن القضية الفلسطينية.
احتفاءً بمئوية حمزاتوف
وجديد هذا الثنائي جاء لمناسبة الذكرى المئوية لشاعر داغستان الأول رسول حمزاتوف، إذ ترجم له أبو الشعر أغنية (دفي) – من آلة الدف الإيقاعية- ، وهي من أكثر الأغاني الشعبية الرائجة عبر عشرات السنين لدرجة أنها باتت أقرب إلى الفولكلور، وهي تحمل طابعاً فلسفياً محبباً وترمز إلى أهمية مصاحبة الإبداع، وهي من ألحان ألكسي إيكيميان، وقد غنتها عدة مطربات وخاصة آنا غيرمان وتامارا غفيرديتسيتيلي.. وأغنية ثانية هي «الغرانيق» واستلهمها حمزاتوف من زيارته لتمثال الطفلة اليابانية التي كانت ضحية القصف الأمريكي النووي على هيروشيما، وحوّل مشاعره للحديث عن الجنود الذين يسقطون في ساحات المعركة دفاعاً عن الوطن، وعادة تبث هذه الأغنية في عيد النصر كل عام كتقليد ثابت منذ عشرات السنين، وهي من ألحان يان فرينكيل، وغناها مارك بيرينس، وتبث عادة بصوته في عيد النصر.
من كلماتها:
يبدو لي أحياناً، أنَّ الجنودَ
الذين سقطوا في المعارك الدامية
لم يُدفَنوا في ترابنا يوماً قط
بل تحوّلوا إلى غرانيق بيض
وأنهم ما زالوا يطيرون ويبعثون إلينا النداء
منذ تلك الأيام البعيدة وحتى الآن
أليس لهذا غالباً ما نصمتُ
بحزن ونحن نتطلّعُ إلى السماء؟
واليومَ أرى عند المغيب
عبْرَ الضباب كيف أنَّ الغرانيق
تطيرُ في انتظامها المعهود
كما كان يمشي الجنودُ في الأرض.
تطيرُ وتختتِمُ طريقَها الطويل
وهي تستدعي بعضَ الأسماء
أليس لهذا ومنذُ الأزل تُشبِهُ
اللغةُ الآفارية صوتَ نداء الغرانيق؟
يطير ويطير في السماء سربٌ تعِبٌ …..
وقد بث موقع روسيا اليوم الأغنيتين ، بصوت هابراسو، وترجمة أبو الشعر، وسيتم اطلاقهما رسمياً، ضمن حفل توقيع كتاب للدكتور أيمن أبو الشعر عن حمزاتوف بدمشق في الأيام القادمة.
أغانٍ متنوعة

يشار إلى أن المغنية لانا هابراسو من مواليد دمشق، ولها مشاركات عدة في مهرجان أم الربيعين مع الملحن وليم حسن، وأدت أغنية باللهجة الجزائرية كثنائي مع الفنان صابر هواري بعنوان عشقي وحبي، تم تصويرها بين الشام والجزائر، وأغنية باللهجة العراقية برفقة الفنان صلاح الريان، كما شاركت في المهرجان الأول والثاني للأغنية التراثية السورية في قصر العظم بدمشق، وشاركت مؤخراً بأغنية شركسية، ضمن احتفالية الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجمعية الخيرية الشركسية على مسرح دار الأوبرا، وحالياً تتابع دراستها الموسيقية على يد الموسيقي زياد قاضي أمين.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار