الأهالي يشككون و«التربية» تنفي التجاوزات في اختبارات المتفوقين

تشرين- أيمن فلحوط:
لا تقف المسألة عند حدود شكوى مواطن هنا أوهناك لأن ابنه لم يوفق في اختبارات القبول بمدارس المتفوقين، بل تتعدى القضية لتشمل جوانب أخرى تشكك بما يحصل في قاعات الاختبار، ويشرح طالب من الصف السابع في مدرسة (م.ج) بدمشق كيف كانت هناك عمليات (تنقيل) من المراقبات لبعض الطلاب في عدة قاعات، وكيف قامت المراقبة ذات الشعر الأحمر بالبحث عن أسماء طلاب وطالبات لتقديم المساعدة لهم، وقامت المراقبة نفسها بإعطاء الطالبة التي كانت تجلس أمامه أجوبة اللغة الإنكليزية كاملة، وهي ليست الطالبة الوحيدة التي أعطوها معظم الإجابات الصحيحة وفقاً للطالب.

طلاب: ما ذنبنا أن فرصنا تضيع في الالتحاق بمدارس المتفوقين

ليضف الطالب: ما ذنبنا نحن الطلاب الذين تعبنا واجتهدنا وسهرنا الليالي، ليحصد غيرنا الترتيب في النجاح، ويحصلون على أماكن لا يستحقونها، ونحرم نحن من دخول مدارس المتفوقين، مع أن وزير التربية الدكتور محمد عامر مارديني أكد خلال جولته يوم الاختبار ضرورة التزام المراقبين والكوادر الإدارية بتوفير الأجواء الامتحانية المناسبة، فهل تم الالتزام بهذه التوجهات؟
لا يوجد خلل
رئيس دائرة التربية الخاصة في الوزارة ربيع أحمد نفى في رده على تساؤلات «تشرين»، إمكانية حدوث أي خلل في اختبارات المتفوقين، لأن آلية المراقبة صارمة في لجم أي خطأ يمكن أن يحصل، مشيراً إلى أن عملية الاختبار سارت في جو مريح، ولم يحدث أي خلل أثناء تنفيذ الاختبار! وأن آلية المراقبة تتم من خلال تحديد مشرف وزاري من مديري الإدارة المركزية على كل محافظة، وتكليف موجه أول بالإشراف على كل مركز امتحاني وتعيين مندوبي وزارة من مديريات التربية كمشرفين على كل مركز امتحاني إضافة إلى رؤساء مراكز وأمناء سر ومراقبين من مديريات التربية.
من جهتة نفى مدير التربية في دمشق سليمان يونس أن يكون هناك أي تجاوزات في المدارس الأربع للمتفوقين في العاصمة دمشق، وعدم وجود أي ملاحظات عليها خلال الاختبارات، مضيفاً: إن ما أثير كان حول إحدى الطالبات بأن والدها جاء إلى المديرية معتذراً، ولفت سليمان إلى أن الأحاديث والاتهامات تسيء إلى المدارس والمراقبين، مطالباً بالمحافظة على الكادر التدريسي الذي يبذل قصارى جهده، وعدم القيام بتجريحه وتوجيه الاتهامات له.

المعايير في القبول تختلف بين مدرستين متجاورتين

اختلاف المعايير
واستغرب (أنور) اختلاف المعايير بين مدرستين متجاورتين ، مبيناً أن عدد الطلاب الذين تقدموا في المدرسة الأولى 474 وفي الثانية 380 لكن ترتيب عدد المقبولين اختلف بين المدرستين، وكان الأجدر مادامت المدرستان متشابهتين، تحديد الترتيب لعدد المتقدمين في كلتا المدرستين، ويتم القبول على أساس العدد الكلي لمجموع المدرستين، وليس لكل مدرسة على حدة، وهذا ما كان سابقاً، فلماذا الاختلاف في العام الحالي؟ وهذا ما أدى إلى ظلم عدد من الطلبة في المدرسة الأكثر عدداً في التقديم قياساً للمدرسة الثانية، وتمنى ممن وقع عليهم الظلم العمل على افتتاح مدرسة جديدة.
مدرسة المتفوقين في جرمانا
وعن اقتصار قبول الصف السابع في مدرسة المتفوقين في جرمانا على شعبتين فقط هذا العام، أي 60 طالباً، بعد أن كان 90 طالباً في السنوات السابقة، بينت مديرة مدرسة المتفوقين في جرمانا غزوة حامد في حديثها لـ«تشرين» أن لديها هذا العام 3 شُعب حادي عشر نجح طلابها إلى “البكالوريا”، بينما كان عدد طلاب البكالوريا العام الماضي شعبتين، وهذا السبب في تقليص عدد شعب السابع إلى شعبتين، لأن عدد الشُعب الصفية محدود ولا يمكن أن تكون هناك أعداد زائدة ضمن الشعبة الواحدة تتجاوز 30 طالباً في الشعبة، وفي السنة الماضية تم قبول 90 طالباً بالصف السابع، ولكي نحدث شعبة ثالثة في السابع، وهذا احتمال قائم قياساً لعدد المتقدمين والناجحين في الاختبار، يمكن بعد أسبوعين من انطلاق العام الدراسي تحقيق ذلك، مع انتقال عدد من الطلاب إلى عدد من المدارس الخاصة، لكننا كإدارة ما لم يمض على الأقل أسبوعان عن انقطاع هؤلاء الطلبة، وفي اليوم السادس عشر، لا يمكن الطلب بإحداث شعبة للصف السابع، بدلاً من أعداد الطلبة المغادرين للمدرسة من طلاب البكالوريا، الذين قد يصل عددهم لشعبة صفية.
والحل برأي مديرة المدرسة يكمن بإحضار غرف مسبقة الصنع ليتم قبول جميع الناجحين.

تشكيل لجنة لدراسة واقع مدرسة المتفوقين في جرمانا لاستيعاب الطلبة

لجنة للدراسة
وعن واقع مدرسة المتفوقين في جرمانا بيّن مدير التربية ماهر الفرج أنه شكّل لجنة لدراسة واقع المدرسة من حيث عدد الناجحين في المدرسة، لكونها تضم العديد من المناطق المحيطة بها، بغية العمل على إحداث شعبة صف سابع جديدة، وخلال فترة قصيرة سيتم العمل على تحقيق أماني وتطلعات الأهالي، وآمل أن نوفق بذلك وفق الفرص المتاحة للعمل.
أسس وشروط القبول

وأوضح رئيس دائرة التربية الخاصة في الوزارة أسس وشروط القبول في مدارس المتفوقين، ففي الصف السابع يجب أن يحصل التلميذ على 630 درجة فما فوق، وتحسب على أساس مجموع درجات الفصلين الأول والثاني مقسمة على اثنين لمعرفة الناتج مع الأجزاء، ولا تدخل درجة (المشروع- السلوك- النشاط المدرسي والطلائعي- التربية الزراعية- التربية المهنية- التربية الفنية البصرية والجمالية- التربية البدنية والرياضية- التربية الموسيقية) عند حساب درجات جلاء الصف السادس الأساسي، مشترطاً عدم الرسوب في أحد صفوف مرحلة التعليم الأساسي.
وتحدد الوزارة موعد اختبار القبول المركزي، وتوضع للمتقدمين درجات لهذا الاختبـار قدرها (1000) درجة، ويشترط حصول التلميذ على (600) درجة فما فوق من أصل (1000) درجة.
ويتم حساب الدرجة النهائية للتلاميذ المتقدمين بعد جمع درجات الفصلين الأول والثاني وتقسم على اثنين، ثم تضاف إليها درجة الاختبار لتحديد النتيجة النهائية، ويحكم العدد المخصص وفقاً لتسلسل درجاتهم النهائية التي حصلوا عليها ضمن المعايير المذكورة، كما يُقبل جميع التلاميذ الحاصلين على الدرجة النهائية نفسها عند اكتمال العدد المسموح به من التلاميذ الناجحين في اختبار القبول.
أما فيما يتعلق بالصف الأول الثانوي فيشترط حصول الطالب على (2800) درجة فما فوق في امتحان شهادة التعليم الأساسي، والعلامة نفسها وما فوق في امتحان شهادة التعليم الشرعي من أصل (3100) في المواد الأساسية (اللغة العربية-الرياضيات-الاجتماعيات-العلوم العامة-اللغة الإنكليزية- اللغة الفرنسية- العقيدة الإسلامية الموازية لمادة التربية الدينية في التعليم الأساسي) وإسقاط علامات باقي المواد الشرعية (التفسير والاستحفاظ والتلاوة- الحديث الشريف-الفقه-الخطابة)، مشترطاً عدم الرسوب في أحد صفوف مرحلة التعليم الأساسي.
ويُجرى للمتقدمين اختبار القبول في موعد يحدد من وزارة التربية، وتوضـع للمتقدميـن درجات لهذا الاختبـار قدرها (1000) درجة، ويشترط الحصول على (600) درجة فما فوق من أصل (1000) درجة، ليتم حساب الدرجة النهائية للطلاب المتقدمين على أساس جمع درجة الطالب في الصف التاسع الأساسي مع درجة الاختبار المركزي.
أما بالنسبة للطالب الشرعي، فيتم الحساب على أساس درجته في الصف التاسع الشرعي للمواد المذكورة أعلاه مع درجته في الاختبار المركزي.
ويتم قبول الطلاب حسب العدد المخصص وفقاً لتسلسل درجاتهم النهائية التي حصلوا عليها ضمن المعايير المذكورة، كما يقبل جميع الطلاب الحاصلين على الدرجة النهائية نفسها عند اكتمال العدد المسموح به من الطلاب الناجحين في اختبار القبول.
يذكر أن عدد مدارس المتفوقين للعام الدراسي 2023-2024م بلغ /44/ مدرسة موزعة جغرافياً ضمن محافظات القطر حسب الحاجة.
وتقدم إلى اختبارات القبول في مدارس المتفوقين هذا العام 22 ألفاً و700 تلميذ وطالب، منهم 12814 للصف السابع الأساسي، و9886 للصف الأول الثانوي في مختلف المحافظات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار