مساحة لارتباط الشباب بالتراث.. بازار (مشروع 041) لدعم التراث المادي واللامادي في اللاذقية

تشرين- سراب علي:
تجسد دعم التراث المادي واللامادي لمحافظة اللاذقية والحفاظ عليه، من خلال المعروضات الفردية و الجماعية للأعمال اليدوية التراثية التي تحاكي أصالة و عراقة الماضي في الريف ضمن بازار مشروع( 041) التابع لحملة( Believe in syria )الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية باللاذقية تحت رعاية وزارة السياحة.

وفي حديقة العروبة حيث أقيم البازار أكد المشاركون المهتمون بالتراث المادي واللامادي، وهواة السياحة الطبيعية، وأصحاب المهن والحرف اليدوية، وأصحاب المواهب الفنية الشابة، أن التراث سيبقى رغم التجديد و الحداثة، والمصنوعات التراثية تعود للواجهة من جديد فالإقبال عليها لافت ويدعم أصحابها.

مهنة لا تزول
على طاولة أمامه، يفترش الشاب رياض خونده من جمعية المكفوفين منتجات مصنوعة من الخيزران بأيدي المكفوفين بالجمعية إلى جانب العطور ، مشيراً إلى دعم الغرفة الفتية لعملهم و تدريبهم على الصناعة و تزويدهم بالمواد ، لافتاً إلى التشاركية التي ينسجها المجتمع في هذا البازار و أهميتها في تطوير عمل الجميع، حيث الإقبال على منتجات الخيزران و هذا دليل كما يقول على أن العمل اليدوي مهنة لا تزول و هي باقية على مرِّ السنين و الأيام .

منذ ستة أشهر بدأت الشابة علا قازان مشروعها الخاص بصناعة الشموع و تحدت إعاقتها، وأكدت لـ”تشرين” أن انطلاقتها الأولى إلى سوق العمل كانت من خلال هذا البازار، وأنها كانت اعتمدت سابقاً على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتها، ودمجت حبها للشموع بالعمل و تعلمت صناعتها بأشكال و أحجام مختلفة عن طريق الإنترنت، و أشارت علا إلى إقبال الزوار على منتوجاتها التي تفننت بألوانها و أشكالها و أحجامها و هذا أعطاها الثقة بنفسها لتطور عملها مستقبلاً.

و أضافت دعد عجيب رئيس مجلس إدارة جمعية إيثار الخيرية والتي تساهم في عرض منتجات ريفية من صنع أسر الشهداء و الجرحى في البازار : المنتجات الريفية التراثية لها حضورها وتشارك أسر الشهداء و الجرحى بمنتجات منها صناعة الإكسسوارات و مراهم العسل و صابون الغار و المطرزات وإعادة تدوير الملابس حيث تم دمج القديم بالحديث لتنقل المنتجات تراث اللاذقية الأصيل ، وتابعت : وجودنا اليوم إلى جانب هذا العدد من الأشخاص بمشاريعهم الخاصة و بقية الجمعيات دليل على تجاوزنا الأزمات و استمرارنا بعملنا رغم الظروف .

وعن مشاركة جمعية (معك ) لدعم مرضى السرطان تحدث طالب الطب البشري حيدرة نعمان : مشاركتنا لدعم مرضى السرطان في الجمعية وما هو معروض أمامنا من مصنوعات يدوية مصنوعة بدقة و مهارة من قبل متطوعي الجمعية و لمسنا إقبال الزائرين على المصنوعات و اندفاعهم لدعم مرضى الجمعية من خلال شرائهم للمنتجات .

يجسد النسيج السوري
بدوره قال رئيس مجلس إدارة الغرفة الفتية الدولية في اللاذقية جونيور مخول في حديثه لـ ” تشرين” : يندرج هذا المشروع تحت حملة Belive in syria التي أطلقتها JCI Syria على المستوى الوطني للإضاءة على سورية والمناطق المميزة فيها وخاصة بعد الأزمة، ويتخصص مشروع 041 بمحافظة اللاذقية ليسلط الضوء على آثارها ومتاحفها وتراثها وحِرفها وعاداتها وتقاليدها العتيقة”.

وأضاف مخول: ختام المشروع هو بازار لأصحاب الحرف اليدوية المعنية في اللاذقية، ليعرضوا منتجاتهم أمام الزوار ويعرفوا المجتمع المحلي بالتراث اللامادي لمحافظتهم، والإضاءة على جوانبها المضيئة التي تتقاطع مع النسيج السوري العريق ضمن حملة Belive in Syria”.

تعزيز الارتباط المجتمعي
بدوره،أشار مدير المشروع أمثل رجوب إلى الأثر الذي يسعى إليه مشروع 041 وهو زيادة ارتباط الشباب في المجتمع بالتراث وتوفير دليل متاح للجميع وقابل للتحديث بمزيد من المناطق في المحافظة على المدى البعيد وتأسيس البازار كحدث سنوي لتعزيز الاستمرارية في دعم المهن والحرف وهو ما وصلنا إليه بهمة شباب اللاذقية وإيمانهم بوطنهم سورية.

وأضاف: المخرجات المتوقعة من المشروع هي إنشاء دليل مرئي للمناطق السياحية والأثرية في المحافظة، ودعم الحركة السياحية في المحافظة، وزيادة الوعي بالتراث المادي واللامادي، وتعزيز الارتباط المجتمعي بين الأفراد ذوي الخلفيات الثقافية المتنوعة، وتحسين دخل سكان المناطق السياحية وأصحاب الحرف والمهن والأعمال الصغيرة”.

وأشار رجوب إلى مرور المشروع ب٤ مراحل، فكانت الانطلاقة بتخييم في بحيرة مشقيتا، شارك فيه عشرات من أعضاء الغرفة وأفراد المجتمع ، و المرحلة الثانية تجسدت في تصوير اللاذقية بصور فنية مميزة تظهر الجانب الحيوي للمحافظة، والمرحلة الثالثة تم الاعتناء بالمناطق الأثرية ليتم لاحقا وضع QR code فيها لينقلنا بعد فتحه إلى موقع إلكتروني للدليل السياحي الذي تم تصميمه ووضع محتواه من قبل أعضاء اللجنة وخبراء في علم الآثار والتاريخ.
كمُخرَج للمشروع قابل للتعديل من قبل المنظمة أو من قبل الشركة المصممة أو الوزارة مستقبلاً. أما المرحلة الرابعة والأخيرة فهي تنظيم بازار لأصحاب المهن والحرف اليدوية والأثرية والأعمال الصغيرة والمتوسطة في محافظة اللاذقية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار