«السُحت».. حرامي البطولات!!

صار في بيتنا طاقة شمسية (أي نعم)، والبراد اشتغل، ولمبات الدار مضاءة، والتلفزيون مشعشع بألوانه، وصوت الأفلام والمسلسلات ودوريات كرة القدم والبرامج الوثائقية بالتتابع حاضرة تقريباً أربعاً وعشرين ساعة في الصالون وغرف الأولاد، ففي بيتنا طاقة شمسية وكهرباء..!!
وحصتي من كهرباء التلفاز اخترت أن تكون لمتابعة مسلسلات التسعينيات (مذكرات عائلية والمال والبنون ورأفت الهجان..) وانقسم أولادي في نقد متابعتي لفريقين، فريق استنكر حصر مشاهداتي لكل حلقة يومية على التلفاز بينما استطيع من خلال «النت» حضور أكثر من حلقة في ساعات، وفريق وصفّ حالتي بـ(البطر) وأنني من شدة سطوع الكهرباء وشاشة التلفاز تابعت كل جديد وبدأت بمتابعة قديم مشاهداتي في سن الشباب.!!
طبعا أنا، وفي وجه كل التعليقات أعطيت أذني الطرشى، ولم أتخل عن «”الريمونت» وحقي الساعي بمشاهدة ما يحلو لي من مسلسلات.
والجديد أنني أستمتع اليوم بمخرجات انفعالية جديدة تحاكي علائم العمر الآني وخطوط التعابير المكتسبة على وجهي ومداركي المعرفية، فما عدت أشعر بالغيرة من حريم البطل رأفت الهجان، وتوقفت عند هفوات إخراجية في مسلسل «مذكرات عائلية» الجميل اجتماعياً، أما الانقلاب الأكبر لمزاجي التحليلي فكان في مسلسل «المال والبنون».
إذ إنني حصلت على تعريف جديد للبطولة الدرامية، وشخصية الحاج سلامة فرويلا وعباس الضو ويوسف وفريال وحتى شخصية الدكتور إمام، هم أبطال في زمن «القروش والتعريفة وببور الكاز»، لكن اليوم يمكن أن يتحور دور البطولة، ويصير مطلقاً لأحمد راتب الذي لعب شخصية السحت_ السحت لغوياً صفة مبالغة للحرام_ والحرامي الذي بدأ سرقته بقطع صغيرة من لحم الصدقات التي كان يوزعها سلامة فرويلا على الخان، ليسرق في نهاية المسلسل سرقته الكبيرة، ويتحول من خادم لـ«بيه» ومليونير يرتدي بدلة، ويشرب السيجار.

والإبداع الدرامي للمؤلف محمد جلال عبد القوي، أظهر الحرامي بثوب مختلف عما نراه في حرامية الأمس واليوم، وجعله مثقفاً ينهل من مكتبة الدكتور إمام، ويتأثر برواية مرتفعات «ويذرنغ»، ويعترف للدكتور إمام، وهو مقبوض عليه بتهمة القراءة بدل التنظيف ومسح الغبار بأنه: (عاوز يبقى زي هوس هيثكليف) الغلبان الذي صار غنياً، وانتقم من أسياده.
لكن الحوار الأجمل في كلا الجزءين من العمل الدرامي (المال والبنون) كان نصيحة الدكتور إمام للحرامي السحت: «دوّر على منطقة الوسط، كل مشاكل العالم بتنحل من منطقة الوسط».
والسؤال، هل يمكن درامياً أن تنتقل جينات السحت لسيناريوهات تصلح للحاضر ومسلسلات العشر حلقات؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
الرئيس الأسد خلال استقباله وزير خارجية البحرين: ضرورة العمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة خلال افتتاح مؤتمر بغداد الرابع للمياه.. مخلوف: التعاون المائي لم يعد خياراً بل أصبح ضرورة فرقة "غروب يوروم" التركية من حلب: نغني لفلسطين وندعم مقاومتها بوجه الإرهاب والإمبريالية وزير الزراعة يؤكد على تأمين البذار لتنفيذ الخطط الإنتاجية بأصناف ملائمة لكل منطقة وفق خارطة توزيع الأصناف علامات تحذيرية لمرض «خفي» يستغرق اكتشافه سنوات بعد زيادة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي الأرباح تفوق التوقعات ..غوغل ومايكروسوفت تؤكدان أن الاستثمارات الضخمة تتوافق مع المداخيل جديد هوكشتاين وبلينكن ومعركة رفح «المؤجلة».. نتنياهو إلى «الجنائية الدولية» وبكين على خط التوافق الوطني الفلسطيني الساحل عاد إلى مصاف أندية الدرجة الأولى والأسباب...! الحراك والاعتصامات الطلابية في الجامعات الأميركية توقيع مذكرة تفاهم بين «الصناعة» و«السياحة» لدعم الحرف التراثية