العالم العربي «الزهراوي».. أسبقيّات في عالم الطب تكشفها المخطوطاتُ والدراساتُ
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
تتناثر المخطوطات العربية في مختلف أرجاء العالم بعد أن مستها يد السوء من سرقة وغزوات همجية، اهتمت بالدرجة الأولى بطمس آثار العرب واكتشافاتهم التي دونوها في كتب ومخطوطات عدة، ولكن ينبغي الإشارة أيضاً إلى أن بعض المؤلفين وخاصة العلماء العرب استطاعوا تهريب أعمالهم وكتبهم إلى دول مجاورة لكي تسلم من أيدي الشر والسوء.
ومؤخراً صدر كتاب عن دار النشر (ناؤوكا) طبعة طبق الأصل عن المخطوطات العربية القديمة (المقالة ثلاثون في العمل باليد من الكي والشق والبط)، إضافة إلى ترجمة لها باللغة الروسية، والمخطوطة هي إحدى أندر مخطوطتين للطبيب العربي (أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي)، وتحفظ بعناية كبيرة في خزائن مخطوطات أكاديمية العلوم الأذربيجانية، وقد أتاحت دراسة العلماء للمخطوطة إمكانية تحديد تاريخها بالقرن الثاني عشر، ولم يأت ذكر هذه المخطوطة حتى الآن في الفهارس العالمية..
يقول (ضياء بونياتوف) المستعرب الأذربيجاني الذي أنجز دراسة هذه المخطوطة: «إنه يمكننا الاستدلال من خلال مؤلفات الزهراوي على السمعة العظيمة التي نالها الطب العربي في أوروبا»..، ويطرح الزهراوي في هذه المخطوطة أفكاراً جديدة تماماً كان يجهلها الأطباء الأوروبيون، كإزالة الألم وطرق العمليات الجراحية، ووصف أكثر من (200) أداة طبية وشرح طرق صنعها.. كما نوّه (بتروف) العضو المراسل في أكاديمية الطب الروسية بكثرة أسبقيات (الزهراوي) في الجراحة وتنوعها، فهو لم يستحدث طرقاً جراحية جديدة فحسب، بل اخترع أدوات جراحية أصيلة تماماً أيضاً.. ويحتفظ الاتحاد السوفييتي القديم بمخطوطات ثلاث رسائل للزهراوي، الثانية والثالثة في لينينغراد، والأولى في (باكو).
ومن الجدير ذكره أن أكاديمية أذربيجان تحتوي على الكثير من المخطوطات العربية المهمة، والمعروف أن اللغة العربية كانت في القرون الوسطى اللغة العلمية في كل أنحاء الشرقين الأدنى والأوسط، وخاصة الدراسات التي كانت تتناول علوم الفلك والرياضيات والفيزياء والمعادن، وهنا تتمثل أهمية دراسة المخطوطات القديمة المكتوبة باللغة العربية لتاريخ العلوم.