غبار الطلع والذرة..؟! 

تقول الحكاية: (إن أحد المزارعين اعتاد الحصول على الجائزة الأولى في مسابقة الذرة السنوية .. وفي أحد الأيام سأله أحدهم عن أسباب فوزه في كل عام، خاصة أنه علم أن هذا المزارع يتبادل بذار الذرة مع جيرانه، فسأله :كيف تعطي بذارك الجيدة لجيرانك، وأنت تعلم أنهم ينافسونك في المسابقة..؟

ردّ المزارع: ألا تعلم أن الرياح تأخذ لقاح الذرة (غبار الطلع) وتلقي بها من حقل إلى آخر، فعندما يزرع جيراني بذاراً رديئة، ستصل بذار اللقاح المتناثرة في الهواء إلى محصولي .

فإذا كنت أريد محصولاً جيداً، فيجب أن أعطي جيراني أفضل أنواع البذار.

عندنا .. ينتج فلاحنا أجود أنواع الذرة، رغم أن التقارير تشير إلى أن هناك صعوبات واجهت محصول الذرة هذا العام، خاصة موجة الحر الشديدة التي أدت إلى توقع انخفاض الإنتاج بمعدل النصف أي ؛ أثرت في إنتاجيته بشكل واضح إلى ٤-٥ أطنان بعد أن كان يقدر الإنتاج بـ٧ -٨ أطنان للهكتار .

لم تشر الحكاية إلى ما إذا كانت نوعية الذرة التي كان يربح جائزتها الأولى ذلك المزارع، تستخدم علفاً .. أو تعصر زيتاً فاخراً كالذي يتوافر على رفوف السورية للتجارة ، خاصة بعد أن ( فكت ) الحكومة في ذلك البلد

( زنارها )، وأفرجت عن اقتراحات تفيد بترميم وصيانة مجففين فقط ، لكميات تتجاوز تقديراتها حتى الآن أكثر من ٣٠٠ ألف طن موزعة على كل المحافظات التي زرعت هذا العام الذرة الصفراء.

بالتأكيد، سيتكرر مشهد العام الماضي .. سيقوم الفلاحون ( بتشميس – تجفيف ) الذرة على الطرقات والأسطح ..

( والفردنات ).. ( تخميناً ) إن المازوت المخصص لهذه المجففات لن يكفيها .. هذا ليس جديداً، فالشوندر السكري العلفي المفروم يجفف على الطرقات ، والفول السوداني الذي اجتمع لأجله التجار، واقسموا على ( بهدلته ) هو والفلاحون يجفف على الأسطح والطرقات !

لم يكن موضوع الذرة الصفراء يوماً، هو موضوع مجففات فقط، بل إنه موضوع إرادة حكومية مازالت إلى الآن تتهاون بمواسم كهذه.. مثلاً، لماذا لا يتوقف استيراد الذرة خلال فترة الموسم، وإلزام أصحاب معامل الزيت بشراء الذرة وعصرها ، وتقديمها منتجاً محلياً ، زيتاً وعلفاً ؟

لا نعتقد أن ذلك الفلاح في الحكاية هو أذكى من فلاحنا الذي يعدّ أن جائزته الأولى هي تسويق محصوله بأسعار منصفة بعيدة عن الابتزاز .. لا يهمّه غبار الطلع وكيف يلقح ذرة الجيران .. يهمّه أن يقدم لجيرانه (دقة) للمونة لزوم ( المتبلة ) .. وبعض حكايا الفلاحين الذين ينتظرون رسالة المازوت .. ووصول السماد قبل فوات الأوان .. ؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار