أكد أن مجموعة الـ77 والصين أداة مهمة لرفع الصوت.. السفير الكوبي في دمشق: القمة نجاح لسورية وكوبا وكل دول الجنوب
تشرين – هبا علي أحمد::
أكد السفير الكوبي في دمشق لويس ماريانو فرنانديس رودريغيس، أن كوبا وسورية في خندق الدفاع والمواجهة والمقاومة ذاته والعلاقة بين البلدين قوية ومتجذرة ولا يمكن أن تؤثر فيها العقوبات الأمريكية الغربية والحصار المفروض عليهما، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعيق التواصل والحوار بين دول الجنوب وتواصل دورها لزيادة الضغوط على الدول التي تقف في وجه مخططاتها لفرض إرادتها وتحقيق الهيمنة والسيطرة.
وفي إفادة صحفية في مقر السفارة الكوبية في دمشق حول مؤتمر قمة رؤساء دول وحكومات مجموعة الـ 77 والصين والتي تقرر عقدها في هافانا يومي ال15 وال16 من الشهر الجاري تحت عنوان «تحديات التنمية الحالية: دور العالم والتنمية والابتكار»، قال فرنانديس رودريغيس: مجموعة الـ77 والصين تعد أداة مهمة لدول الجنوب من أجل أن تسمع صوتها ومطالبها في عالم نعاني فيه من الأنانية حيث أفضل إنجازات العلوم والتقدم والتنمية والتكنولوجيا موجودة في دول الشمال التي أخذت منا مواردنا وثرواتنا الطبيعية، إضافة إلى سرقة قدراتنا العقلية ومواهبنا، ما انعكس سلباً على إمكانية الوصول إلى وسائل التكنولوجيا، إذ يحاول الغرب تحويل دولنا إلى دول أسواق مستهلكة للتكنولوجيا دون أن تكون منتجة لها، مبيّناً أن دول الجنوب مولت عن طريق ثرواتها التطور والتقدم في الشمال.
وأضاف: ضمن هذا السياق فإن الرئيس الكوبي ميغيل دياز كونيل كرئيس لمجموعة الـ77 والصين لهذا العام دعا جميع أعضاء المجموعة إلى قمة دول رؤساء وأعضاء المجموعة تحت شعار تحديات التنمية الحالية: دور العلم والتكنولوجيا والابتكار كجزء أساس من أجل التطور، بعد أن تم انتخاب كوبا في كانون الثاني من العام الحالي كرئيسة للمجموعة وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا ومهمة جداً عالمياً، ولا سيما أن الولايات المتحدة الأمريكية والفاشية والصهيوينة لا يريدون تطور دول الجنوب.
وتابع السفير الكوبي: تمت صياغة البيان الختامي لقمة دول مجموعة الـ77 والصين وتم التفاوض على نصه من قبل المندوبين الدائمين لدول أعضاء المجموعة في الأمم المتحدة في نيويورك، وهو وثيقة مهمة جداً تضمن سعي جميع الدول الأعضاء من أجل إغلاق الفجوة فيما يتعلق بوسائل التكنولوجيا والحصول عليها بين الجنوب والشمال، والسعي لصالح عالم يسوده التضامن والتعاون ونظام دولي مالي يختلف عن النظام الحالي وتحصل عبره شعوبنا على التنمية والتعليم والقدرة على الوصول لوسائل التكنولوجيا من أجل مواجهة التحديات، مشيراً إلى أن الحدث فرصة مهمة لشعوب ودول الجنوب لرفع صوتها وتوحيده وخلق مناخ من التعاون لإيجاد صوت واحد موحد مقابل دول الشمال لدفعها للمساهمة في موارده المالية من أجل التنمية في دول الجنوب، كما هي فرصة للقيام بأعمال فاعلة وحقيقية وملموسة على أرض الواقع أمام المنظمات والهيئات الدولية لصالح تنمية شعوبنا وتحقيق مطالبنا والسلام العالمي، و لا سيما أن المجموعة تضم حالياً 134 بلداً عضواً، أي 80% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الأمر الذي يعني الكثير.
ونوه رودريغيس بمشاركة سورية من خلال وفد وصل أمس إلى هافانا ويضم وزير المالية الدكتور كنان ياغي، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي الدكتور فادي سلطي الخليل، إلى جانب مشاركة السفارة السورية في هافانا في أعمال القمة ضمن الوفد، قائلاً: سورية تعول على هذا الحدث إذ إن نجاح القمة نجاح لسورية وكوبا وكل أعضاء المجموعة ولا سيما أن الولايات المتحدة تعيق الحوار بين دول الجنوب ولا تريد نجاح القمة وتعمل على التعتيم عليها إعلامياً كي لا تعكس مساحة الحوار ورفع صوت دول الجنوب.
ولفت السفير إلى قول قائد الثورة الكوبية فيدل كاسترو أن دول الجنوب هي قوة لأنها تتوحد حول شعور واحد بأن يكون لها صوت أمام الشمال، موضحاً أن هناك اقتصادات في المجموعة ذات ثقل كبير جداً كالصين والبرازيل وهذا يدفع للقيام بتحالفات والتنسيق مع تكتلات ومجموعات أخرى في هذا العالم مثل «بريكس»، مذكراً بكلمة الرئيس الكوبي في قمة «بريكس» الذي أكد فيها على الأهمية الإستراتيجية للتواصل بين بريكس والمجموعة لأنه من غير الممكن التقدم في تحقيق أجندة التنمية المستدامة لبلداننا 2030 إن لم يكن هناك نظام عالمي جديد يختلف عن النظام المالي أو التجاري الذي يسود العالم حالياً، إضافة إلى عالم لا تسوده الإجراءات القسرية أحادية الجانب والعقوبات.
كما نوّه رودريغيس بدور بلاده الكبير فيما يتعلق بالتضامن في مجال الصحة في دول الجنوب، حيث قدم 400 ألف طبيب كوبي خدمات مجانية في 64 بلداً في جميع أنحاء العالم وفي أماكن نائية جداً، كما ساهمت هافانا في موضوع محو الأمية في الكثير من البلدان.
يذكر أن مجموعة الـ77 والصين تأسست في الـ15 من حزيران عام 1964، داخل حركة عدم الانحياز، وتواجه تحديات كبيرة لتنمية دولها التي تمثل مجتمعة 80 بالمئة من سكان العالم وأكثر من ثلثي أعضاء الأمم المتحدة.