ترمّل «أبو عماد» بعد زواج دام ثلاثة عقودٍ، أنجب فيها ثائر وأروى معلمة حضانة، و«الباش مهندس» عماد، وصار محور حديث الجارات ممن كنّ صديقات المرحومة (عفراء) في «صبحية النسوان»، والرهان كان مفتوحاً حول احتمالية زواج «أبو عماد» أم لا.
والعناوين الأساسية المطروحة في النقاش كانت تتركز على ثلاث قواعد:
أولاهما: أن «أبو عماد» رجل زاهد في الحياة، ولا تغريه الأحاديث العابرة عن النسوان.
وأنه رجل« بيتوتي» من مكتبه الوظيفي للمنزل و«طبيخ» واهتمام عفراء من دون أي شطحات.
و«أبو عماد» لا تعجبه الأنثى المبهرجة بالتجميل وموضة الشدّ والنفخ وكريمات المكياج.
والاختلاف كان واضحاً بين المتحاورات، مابين مناصرٍ للمرحومة المؤمنة بالزوج الزاهد والعاقل، وناقدٍ لسلوكيات عفراء التي لم تجارِ صيحات الموضة، ولم تضع يوماً أحمر شفاه.
اختلفت النساء..وصارت المناقشة حادة، تحتاج عقد عدة «صبحيات» تبحث في شؤون المرأة وتداعيات المرحلة التجميلية بعد أن شرحن بالتفصيل بداية نشأتها وتطورها من يوم كان كريم «السليماني» أحد أهم مستحضرات التجميل إلى زمن«الفيللر والسيلكون والبوتكس»، لكنهنّ اختلفن أيضاً حول عامل الربط، أيكون القبول الذكوري أم الهرمونات؟؟؟
وآثار تلك «الصبحيات» وصلت لبيوت المتحاورات، وصار الرهان على زواج «أبو عماد» مطروحاً على سفرة الجيران، لتكون المكاشفة على حين غرة، وبعد لقمة من الباذنجان المحشوّ مثلاً، أو البرغل الناشف الذي «يتشردق» فيها الزوج المصلوب على خشبة سؤال(إذا ترملت هل ستتزوج مرة ثانية من حسناء؟) سؤال حلّ أحجيته زواج «أبوعماد»، بصبية طولها طول عود البان وشعرها متموّج بالأشقر وخصل الرمادي، والمكياج على خدودها ، وعلى الشفاه أحمر قان.
وجلسة ما بعد الخبر كانت مختصرة بعبارة عن لسان المرحومة عفراء (أبو عماد لايستهويه التبرج، ولاتعجبه مستحضرات التجميل وأحمر الشفاه).
والانتقال لمحور مناقشة ثانٍ، كان سريعاً ومخيفاً، فعقل النساء أضيق «واعة فيه»، قادرة على استيعاب أكبر العناوين والمناقشة وتفنيد الآراء والاستعراض الذهني بطرح القضايا والتنظير بعرض الحلول وآلية الدعم والتطوير والبناء، وأمثالهن كثر، ممكن أن تسمع حديثهن في أقرب دكان، أو في مكان عملك في إحدى المؤسسات، وعلى التلفاز أيضاً، فقد امتهنَ وعن جدارة قيادة الرأي في جلسات أشبه بـ«صبحية نسوان».
وصال سلوم
71 المشاركات
قد يعجبك ايضا