الأمريكيون يستخدمون القانون الدولي لتحقيق مصالحهم.. شولغين: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحولت إلى أداة لخدمة الأجندة السياسية لواشنطن وتقاريرها منحازة
تشرين- هبا علي أحمد:
أكد المندوب الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي السفير ألكسندر شولغين أن الولايات المتحدة الأمريكية تحول منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أداة لخدمة أجندتها السياسية، وهذا سيئ الصيت، فواشنطن معروفة باستخدام حلفائهم لتحقيق أهدافها الأنانية.
وخلال مؤتمر صحفي في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق، قال شولغين: الأمريكيون يستخدمون القانون الدولي مع أحكام أخرى من صنعهم والمنظمات الدولية لتحقيق مصالحهم، وهذا انتهاك صريح للقانون الدولي ومعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية لتناسب أجندتها وخططتها السياسية.
ولفت السفير الروسي أن الأمانة الفنية للمنظمة تخضع تماماً للأجندة الغربية، مشيراً إلى أن بعثات “تقصي الحقائق” التي ترسل دائماً من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تصدر دائماً تقارير منحازة للغرب بهدف تشويه الحقائق والنتيجة.
وأوضح شولغين أن الولايات المتحدة وحلفاؤها كبريطانيا وفرنسا يعملون دائماً على اختراق البعثات المرسلة من منظمة الحظر، كما حصل في حادثة دوما نيسان 2018 بهدف العبث بالتحقيقات والتقارير ليواكب ويواءم أهدافهم المتمثلة بشن الهجوم على الدولة السورية وتحريف الحقائق وتوجيه اللوم إليها.
وبين السفير الروسي أنه عندما أشار خبراء إلى وجود معلومات مغلوطة في التقارير حول حادثة دوما المزعومة غضبت واشنطن وأرسلت ثلاثة أشخاص مجهولي الهوية إلى فرق تقصي الحقائق ليحضروا اجتماعات الفرق حاولوا فرض رواية معينة عن ما حصل في دوما وفرض إملاءات على الأمانة الفنية لحرف مسار التحقيق واتهام الدولة السورية وهذا تسيس واضح لعمل الأمانة الفنية وانتهاك للمادة الثمانين من معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية التي تمنع أي تدخل خارجي في عمل البعثات والأمانة الفنية في المنظمة.
ونوه شولغين إلى أنه إذا لم تتوقف محاولات واشنطن العبث بالمنظمة وعملها فهذا يقود المنظمة إلى الفشل في أداء دورها في مراقبة منع انتشار الأسلحة الكيميائية والذي يفترض أن يكون مستقلاً.
وحول فشل الدول الغربية في تمرير مخططاتها في الوثيقة الختامية خلال مؤتمر الاستعراض الخامس للمنظمة الذي عقد في آيار الماضي، بيّن المندوب الروسي أن المنظمة واجهت الكثير من التحديات خلال المؤتمر أبرزها التأكد من التخلص من الأسلحة الكيميائية التي تم إزالتها بشكل رسمي، وضمان بعثات المنظمة بأنه لم يتم إنتاج تلك الأسلحة مرة أخرى وعدم انتهاك اتفاقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ومن التحديات الأخرى محاربة الإرهاب الكيمياوي لا سيما مع الاعتقاد أن إرهابيي “داعش” قد يصلون إلى التقنيات المستخدمة في تصنيع الأسلحة الكيماوية.
وأضاف: أصرت روسيا وسورية على ضرورة رفع كل القيود المفروضة لتتعاون كل الدول بشكل ناجح كما تنص المادة ١١ من اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي تتعلق بتبادل التقنيات الكيمياوية المتعلقة بالمواد غير المحظورة وفق الاتفاقية، لذلك طرحنا تلك الأجندة الإيجابية، لكن واشنطن وحلفاءها كانوا يدفعون لخلاف ذلك تسييساً لعمل المنظمة والترويج لفكرة أن السوريين يشكلون” مشكلة لعمل المنظمة”.
وتابع: كنا نحاول التفاوض على الوثيقة النهائية واستطعنا الحصول على إجماع مع وجود استثناءات، لذلك حاولنا الدعوة لاعتماد وثيقة سياسية أو تطوير سياسي للمواد التي تمت الموافقة عليها من كل الدول الأعضاء وكل القضايا الخلافية التي لم نستطع الوصول إلى توافق بشأنها ربما نقوم بتقديم وثيقة منفصلة من رئيس المؤتمر ولكن واشنطن كانت تدفع لتبني الوثيقة بشكلها الكامل، ولجأوا إلى تهديدنا وحاول الوصول إلى عدد كاف لتبني الوثيقة، لكننا عملنا ونجحنا بمساعدة العديد من البعثات على الحصول على موافقة بعثات أخرى على روايتنا ونهجنا الذي اتبعناه، ما دفع واشنطن إلى الاستسلام وإنهاء المؤتمر من دون تبني الوثيقة لكننا نتابع عملنا من دون أي تردد.
وأشاد شولغين بانفتاح الدولة السورية في التعاون مع المنظمة والقيام بكل المطلوب لإغلاق الملف الكيماوي، والتزامها باتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، لكن بعثة فريق تقيم الإعلان المسؤولة عن التحقق من إعلان الجمهورية العربية السورية التخلص من الأسلحة الكيماوية، لا تنوي وضع حد لهذا الملف إذ انصاعت للأوامر الأمريكية التي تعمل على إبقاء أصابع الاتهام موجهة إلى الدولة السورية والحصول على نتيجة تتوافق مع أجندتهم السياسية، إضافة إلى الحصول على “نصر” على سورية وجيشها لكن الجيش العربي السوري انتصر على إرهابهم.
وعن آلية عمل المنظمة وكيفية المواجهة، أوضح شولغين أنه بعد التقارير المضللة حول حادثتي خان شيخون ودوما أصبحت لدينا شكوكاً حول آلية عمل المنظمة وخاصة الأمانة الفنية، لذلك بدأنا بتقديم الإحاطات والتقارير والمعلومات الحقيقية التي تكشف زيف تقاريرهم، مشيراً إلى أن الرأي العام العالمي كان واعياً لما يُحاك، حتى أن مؤسسة “الشجاعة” توجهت إلى مدير المنظمة وطرحت شكوكها حول تقارير البعثات.
حضر المؤتمر السفير ميلاد عطية المندوب الدائم لسورية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وعدد من أعضاء البعثة الدبلوماسية الروسية بدمشق، ومديرو الإدارات بوزارة الخارجية والمغتربين، وعدد من وسائل الإعلام.