العالم والذكاء الصنعي- الاصطناعي إلى أين؟
تشرين – رفاه نيوف:
أصبح الذكاء الصنعي ثورة في حياتنا اليومية وفي كل المجالات، والموازنة بين سلبياته وإيجابياته مرهونة بحوكمة استخدامه ووعي مستخدميه وأهدافهم.. والذهاب إلى المستقبل أصبح محجوزاً للشعوب المتقدمة لأصحاب العلم ومراكز الأبحاث.
وقد عرف العالم عدة قفزات علمية بدأت من الثورة الصناعية إلى اكتشاف الكهرباء ومن ثم العلوم الرقمية إلى الذكاء الصنعي، هذا الموضوع الذي يلقى جدلاً واسعاً وتخوفاً كبيراً من انتشاره تناوله الباحث حسن عز الدين بلال بشكل علمي ومنطقي ودراسة معمقة خلال محاضرة ألقاها في قصر الثقافة في بانياس تحت عنوان «الذكاء الصنعي إلى أين؟».
وبيّن بلال أن إيجابيات الذكاء الصنعي يمكن اختصارها بالكم الهائل من المعلومات التجارية الاستراتيجية، وتحسين تجربة الزبائن وجودة السلع والخدمات وتخفيض الأخطاء الناتجة عن تدخل الإنسان.. أما سلبيات الذكاء الصنعي فتتجسد بأن العمل لم يعد يتمحور حول تدخل الإنسان (أزمات بطالة).. والتدخل الخارجي في شؤون الشركات والدول (جاسوسية صناعية، تهكير بيانات، عدم استقرار..), ومحدودية تدخل الإنسان.
وتساءل الحضور هل يجب إدخاله في برامجنا التربوية والتعليمية؟ الجواب نعم وبشدة.
ولفت بلال إلى أن الذكاء الاصطناعي هو بدائل مهمة جداً الغرض منها محاكاة الدماغ البشري وتأمين كل الوظائف التي يقوم بها وأكثر منه وبالتالي يمكن أن يطور لنا جميع وسائل الحياة.
وفي مقارنة بين مصطلح (الاصطناعي والصنعي والصناعي) بيّن بلال أن الذكاء الاصطناعي تقليد والتقليد لا يعطي للأعلى صفة الذكاء، أما الصنعي أو الصناعي فيشغل الدماغ، وبالتالي هو عملياً عمل وإنتاج، وهذا يعني أن صفة الذكاء موجودة، أي إنه أفضل من الاصطناعي ولكن الاصطناعي هو الشائع.
وعن فوائد الذكاء الصنعي ذكر بلال منها: تحقيق معدلات عالية في مجمل نواحي الحياة، خفض تكلفة الإنتاج، اختصار الوقت اللازم لعملية التطور، ارتكاب أخطاء أقل من البشر وغيرها.
وإذا ما قارنا بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البشري فإن الدماغ يتعلم ذاتياً منذ أن يتشكل وحتى يحتضر، ويتعلم بأسلوب التجربة والخطأ والصواب فيعزز الصواب ويمنع الخطأ، وهذا يشبه الذكاء الصنعي الذي يتعلم ذاتياً ويستعمل أسلوب الصواب والخطأ لتعزيز حالة معينة عن طريق خوارزميات تشابه تقريباً الخلية العصبية، وبالتالي نكون اقتربنا من إنتاج إنسان آلي يماثل ويحاكي الدماغ البشري.
وأضاف: اليوم نعاني من غياب اللغة العربية بالوصول للمفاهيم الحديثة وتعريبها كما يجب، وشيوع استخدام المفردات الأجنبية لدرجة أنها غزت اللغة العربية، لذلك فإن اللغة العربية في أزمة مصطلحات حقيقية وخصوصاً في المجال العلمي.
أخيراً الذكاء الاصطناعي هل يمكن أن يغزو العالم ولا يكون هناك دور للذكاء البشري؟ هذا رأي ستيفن هوكنغ عندما قال: أنا لا أنصح بالتعليم المعمق الذي يجعل الإنسان الآلي أذكى بمرات عديدة من الإنسان لأنها ستكون نهاية الجنس البشري، أما الرأي الإيجابي فيقول كورزويل: يمكننا أن نقوم بحوكمة بحيث لا يتصرف كما يريد ولا يعمل كما يشاء.