كنت أود والشوق إلى أطفالي أن أدخل البيت ومعي ما يُبهج فؤادهم ممّا لذ وطاب…لكن ما باليد حيلة.. !! بدأت القصة يوم الخميس عندما ذهب المواطن أبو وهب لشراء كرتونة من البيض وحسب وصفه تفاجأ بالسعر الذي وصل إلى 45 ألف ليرة سورية، حيث كان قد اشترى آخر نصف كرتونة قبل حوالي الأسبوعين بـ 35 ألف ليرة سورية أي بزيادة حوالي عشرة آلاف ليرة..قرر أبو وهب التريث قليلاً قبل الشراء وعاد الى البيت للتشاور مع العائلة، ولم يدر أن أسعار البيض واصلت الارتفاع وسط أحاديث غير رسمية عن انخفاض المعروض نتيجة كما يُقال لخروج عدد من المربين من منظومة الإنتاج، بعد يومين أي السبت عاد أبو وهب لشراء نصف كرتونة ليُفاجأ بأن السعر الجديد للكرتونة أصبح خمسة وخمسين ألفاً بزيادة عشرة آلاف ليرة خلال يومين .. لم يكن الوضع يحتمل المزيد من الانتظار..اشترى نصف الكرتونة وعاد إلى البيت ليفطر مع عائلته المؤلفة من ستة أشخاص ثلاث بيضات مقلية…وقد أحسن عملاً، ففي اليوم التالي مباشرة ارتفع سعر كرتونة البيض إلى ستين ألف ليرة؟
هذه الارتفاعات منطقية أو معقولة… كيف يرتفع سعر البيض خلال أسابيع حوالي خمسة عشر ألف ليرة ..؟!
ويبدو أن مؤشر بورصة البيض ليس أكثر من رصد مادة من مواد تسير على خطاها كل يوم عبر ارتفاعات جديدة .. كاللبن والحليب والجبنة والزيوت وحتى الخضار والفواكه… ونسأل أين الحلول؟ هل نستغني عن البيض مثلاً… وهو مادة مهمة لنمو الصغار والحفاظ على ما تبقى من صحة الكبار؟
منذ يومين سمحت الحكومة لكل من يرغب باستيراد الأعلاف بالاستيراد… وهذه خطوة مهمة لكسر الاحتكار وكسر أسعار الأعلاف… لكن نتائج هذا القرار لن تظهر قبل انقضاء دورة إنتاجية قد تصل الى عدة أسابيع .
رغم كل شيء لا تزال قفزات الأسعار متوالية ولم تتوقف عند حدٍّ معين وتستقر. وهذا ما يجعل الأوراق تختلط في الأسواق ما بين الحابل والنابل.
مؤسسة الدواجن تستيقظ كل حين لتؤكد أن المؤسسة تغطي ما بين 30 إلى 40 بالمئة من احتياجات السوق المحلية من البيض، حيث توزعه المؤسسة السورية للتجارة في المحافظات، ويباع حسب تسعيرة التموين الرسمية فيها. وتلفت إلى أن حجم الإنتاج لدى المؤسسة يبلغ نحو 75 مليون بيضة.
ناهيك بأن المؤسسة تعمل على عدة مشروعات لرفع الطاقة الإنتاجية من مادتي البيض والفروج، وأمام هذه التصريحات لا يسعنا إلّا القول “تحلفلي أصدقك…أشوف السوق أستعجب” !!
وبالعودة إلى أبو وهب فهو يفكر جدياً في مشروع لتربية بضع دجاجات بلدية لكن هل تصدق كم أصبح سعر الدجاجة البلدية…كان الله في عون السوريين..؟!