مستحقاتٌ ومشروعاتٌ ضائعة
أنهى اتحاد كرة القدم المرحلة الأولى مما يسمى المشروع الوطني لبناء وتطوير كرة القدم السورية، المديرون الفنيون لمنتخبات المحافظات قدموا تقاريرهم الفنية واختياراتهم للأسماء التي ستشكل لاعبي منتخبنا الوطني تحت 14 وتحت 16 عاماً إذ سيتم انتقاء 50 لاعباً من كل فئة من أصل 840 لاعباً شاركوا في المشروع ليكملوا المرحلة الثانية التي ستكون من خلال معسكرات داخلية في دمشق ومعسكرات خارجية تتخللها مباريات ودية تحضيراً لمشاركة منتخب الناشئين في بطولة غرب آسيا لمواليد 2008 التي ستقام في عُمان.
مشروع كلف الكثير من الصرفيات وما زال قيد انتظار المرحلة الثانية التي سيتم فيها صرف أموال إضافية، كل ذلك لتغطية أشياء أخرى على حساب تطوير كرتنا ومنشآتنا الرياضية من حيث البنى التحتية وأرضية ملاعبنا التي لا تصلح حتى لسباقات الخيل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى رحلة سياحية جديدة قبيل دخول فصل الشتاء إلى الصين مع المنتخب الأول لإجراء لقاءين وديين مع الصين وماليزيا.
الكادر الفني والتدريبي لمنتخبنا لم يوجد في سورية، بل كل في بلده وضيف على القنوات التلفزيونية الفضائية على حساب كرتنا البعيدة عن مجارة حتى دول الجوار، والأنكى من ذلك المبلغ الخيالي الذي يتقاضاه عناصر الكادر من الأموال المجمدة في الاتحاد الدولي، فهذا مدرب حراس المرمى المصري عصام الحضري راتبه يتجاوز مئتي مليون شهرياً وقع عقده من أكثر من عشرة شهور، أي إنه حصل على ما يقارب المليارين، ولم يحضر إلى سورية إلا عند توقيع العقد، واقتصر عمله على سبعة أيام في معسكر دبي وثلاثة في البحرين وخمسة أيام في فييتنام ، وإجازته السنوية واحد وعشرون يوماً، وما ينطبق على الحضري ينطبق على بقية أفراد الكادر.
فيا ترى، هل ستتطور كرتنا بهذه العقلية؟ أم بالفعل إن ما يفعله المعنيون بالشأن الرياضي هو الصحيح بعيداً عن تأثير الجماهير المواكبة لرياضتنا في الخسارة قبل الفوز؟.