بعد 4 أشهر ونصف من الانقطاع: مياه الشرب تصل الحسكة من محطة عللوك
تشرين – خليل اقطيني
بعد انقطاع لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر، تكللت جهود الجهات المعنية في الحسكة بالنجاح ووصلت مياه الشرب من محطة عللوك إلى مدينة الحسكة عصر اليوم، وذلك من خلال التعاون مع منظمة اليونيسيف والأصدقاء الروس.
وذكر المدير العام لمؤسسة المياه في الحسكة تكليفاً المهندس محمد العثمان أن محطة مياه عللوك في ريف منطقة رأس العين المحتلة في الريف الشمالي الغربي للحسكة والمغذية لمليون إنسان من سكان منطقة الحسكة وضواحيها وناحية تل تمر وقراها عادت للعمل.
مبيناً في تصريح لتشرين أنه في حال عدم حصول مفاجآت وبقاء الوضع على ما هو عليه فإن ضخ مياه الشرب باتجاه أحياء النشوة الغربية والشريعة والفيلات والسكن الشبابي سيستمر، ومن ثم إلى باقي أحياء المدينة المقسمة إلى 6 قطاعات في برنامج التقنين المقرر من قبل مؤسسة المياه.
وأوضح العثمان أن عودة محطة مياه عللوك للعمل ووصول مياه الشرب إلى سكان مدينة الحسكة جاء نتيجة لجهود كبيرة بُذِلَت، من خلال المتابعة الحثيثة من محافظ الحسكة الدكتور لؤي محمد صيّوح، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف. والحرص الكبير من هذه المنظمة ومن الأصدقاء الروس على مساعدة الجهات الحكومية على تأمين مياه الشرب لمليون إنسان في مدينة الحسكة وريفها الغربي. وذلك في إطار المهام الإغاثية للمنظمات الدولية من جهة، والمهام الإنسانية للقوات الروسية الصديقة العاملة في محافظة الحسكة من جهة ثانية.
لافتاً إلى أن منظمة اليونيسيف أمنت دخول الورشات الفنية لمؤسسة المياه مع كوادر إدارة المياه، وإعادة التأهيل في فرع الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP إلى داخل محطة عللوك، بحماية الأصدقاء الروس، وذلك منذ يوم الثلاثاء الماضي، حيث شرعت ورشات المؤسسة وكوادر المنظمات الدولية بتفقد المعدات والتجهيزات الميكانيكية والكهربائية للمحطة، فتبين أنها مصابة بعدة أضرار فتم الشروع بإصلاحها وصيانتها، واستمر العمل إلى أن تمكنت الورشات من تشغيل 20 بئراً و 6 مضخات أفقية، وحالياً يتم ضخ المياه من هذه الآبار بواسطة 4 مضخات أفقية فقط، وتم ترك مضختين احتياطيتين بجهوزية تامة للتدخل في حال توقف أي مضخة عن العمل لأي سبب من الأسباب.
وأكد العثمان أن تواتر وصول مياه الشرب إلى خزانات التجميع في محطة الحَمّة الكائنة بالقرب من مدينة الحسكة حتى الآن جيد، الأمر الذي أدى إلى امتلاء الخزانات ومن ثم البدء بضخ المياه منها باتجاه مدينة الحسكة وضواحيها.
وفي حال عدم حصول مفاجآت واستمرار ضخ المياه من محطة عللوك نحو محطة تجميع الحَمّة عبر خط الجر البالغ طوله نحو 70 كم، فإن ضخ المياه لن يتوقف إلى سكان الحسكة.
مشدداً على أن التعديات الحاصلة على محطة مياه عللوك وتجهيزاتها بدأت مع الاحتلال التركي لمنطقة رأس العين في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 2019 ما أدى إلى توقف المحطة في العديد من المرات ولفترات زمنية طويلة.
حيث تقوم المجموعات الإرهابية المسلحة بإزالة التراب المغطي لخط الجر الممتد من محطة مياه عللوك إلى محطة تجميع الحَمّة وكسر هذا الخط، ما يؤدي إلى تدفق المياه من الثقوب وجريانها في الأراضي المنبسطة من أجل عدم وصولها إلى سكان الحسكة.
كما قام الاحتلال التركي ومرتزقته عدة مرات بسرقة المحروقات والزيوت المعدنية المخصصة لمحطة عللوك.
من جانبه بين المدير العام لشركة الكهرباء المهندس صالح إدريس أن كمية الكهرباء التي يتم تغذية محطة مياه عللوك بها حالياً تبلغ 6 ميغا من محطة تحويل الدرباسية.
مبيناً أن كمية الكهرباء التي يتم تغذية المحطة بها تتوقف على عدد الآبار والمضخات العاملة فيها.
وأمل إدريس عدم حصول تعديات على خط الكهرباء، حتى تستمر محطة عللوك بالعمل، مشيراً إلى أن التعديات التي كانت السبب بتوقف المحطة عن العمل تتمثل بمد خطوط غير نظامية من خط التيار الكهربائي المغذي لمحطة مياه عللوك، والممتد من محطة تحويل الدرباسية 20 /66 ك.ف (70 كم شمال غرب الحسكة) إلى القرى المحتلة في محيط مدينة رأس العين، من أجل تشغيل محركات الآبار الزراعية التي استولى الاحتلال التركي ومرتزقته عليها بعد تهجير وطرد الأهالي منها الأمر الذي يؤدي إلى رفع حجم الاستجرار الفعلي من الكهرباء، ما يشكل ضغطاً كبيراً وحمولات زائدة على محطة تحويل كهرباء الدرباسية، ويؤدي بالتالي إلى فصل الحمايات كون الحمولة تتجاوز استطاعة الخط.
يشار إلى أن محطة عللوك تضم 34 بئراً عميقاً يصل عمق كل منها إلى 250 م. تم حفرها في منطقة الأمل المائية الأولى في محافظة الحسكة، والكائنة في منطقة رأس العين شمال غرب المحافظة وذلك من أجل تأمين مياه الشرب لسكان الحسكة وضواحيها وتل تمر وقراها البالغ عددهم أكثر من مليون إنسان.