اللعبُ بالطحين..؟!

يقول الخبر: إن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حماة ضبطت خمسة مخابز خاصة بجرم المُتاجرة بالدقيق التمويني، إذ بلغت الكمية التي تمّ ضبطها حسب المديرية 42 طناً، أي ما يُعادل 840 كيساً زنة 50 كغ خلال شهر واحد فقط.
ويقول الخبر أيضاً إنه تم إلقاء القبض على بعض مُستثمري هذه المخابز، في حين تستمر متابعة الآخرين وتقديمهم إلى القضاء موجوداً وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم 8.
وتمّ أيضاً ضبط 11 مُعتَمداً مُشتركين بالجرم عبر تمكين صاحب المخبز من قطع بطاقاتهم الإلكترونية الخاصة بهم لإخفاء تهريب 4350 كغ دقيق وعدم الإبلاغ عن المخالفة، إذ تم تغريم المخالفين بنحو 680 مليون ليرة سورية.
هذا في شهرٍ واحدٍ!.. ومن خمسة مخابز فقط! و١١ معتمداً متعاوناً مع هؤلاء المهربين!.. فكيف لو اتسعت الدائرة؟!
لا تمتهن المخابز الآلية والاحتياطية أفعالاً كهذه، لأن إدارات هذه المخابز تخاف من العمال والفنيين و(المناهضين) لها من إبلاغ الجهات المعنية ، ولأنهم بالأصل ليسوا على قلب رجلٍ واحد، وخوفاً من جولات (الدهم المفاجئة) التي كانت نتائجها مخالفات بالملايين حتى في حال عدم وجود مخالفة، بل إن من يتجرأ على فعل كهذا هو الأفران الخاصة، فهو صنعتها بطبيعة الحال.
قلنا كثيراً عن نقص الوزن وإنتاج رغيف سيئ في المخابز الخاصة.. صحيح إن ما قلناه شكل حافزاً لمديرية التجارة الداخلية في طرطوس، وقامت بمخالفة عدد من الأفران من خلال (فَزعة) محدودة العدد ومناطق الأفران.
تحدثنا عن محضر الـ(١٥١٠٠) كغ طحين الذي اجتمع لأجله، وأنتجه جهابذة في فنون العجن، فكان أن وصل برداً وسلاماً إلى أسماع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ولأنها لم تكلف نفسها مجرد السؤال، كان أن استفحلت المخابز الخاصة في إنتاج خبزٍ، أو يقال عنه كذلك.
قلنا سابقاً إن ضبط نقص الوزن في أي مخبز يجب أن يقابله – بل البحث عن زيادة في كميات الطحين تعادل الكمية المضبوطة، وهي قد هربت، أو أعدّت للتهريب، وتقابلها أيضاً زيادة في كمية المازوت الذي يقدم لها بسعر ٧٠٠ ليرة (وهو مغر جداً) ليباع في السوق السوداء، وهو إما تمّ تهريبه، وإما يعدّ للتهريب، وكذلك عن الخميرة وأكياس النايلون التي تقدم لها مجاناً من الشركة العامة للمخابز .. هذا يعني أن هناك سرقاتٌ موصوفة ومتاجرة بمواد مدعومة، ويغضّ النظر عنها ، إما جهلاً، وإما عن سابق إصرار لتغييب القانون ٨ ، وهذا أيضاً وصل إلى أسماع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، لكن يبدو أنها مثل مديريتها في طرطوس لا تحب (المشاكل) ..؟!
هذه نتائج اللعب بالطحين، فلو كانت هناك مديريات مسؤولة وأعضاء مكاتب تنفيذية مختصة تقوم بواجبها.. لكانت مخالفات تهريب الدقيق التمويني تعادل أضعاف ما تم ضبطه في حماة.. أو تعادل على الأقل ما تمّ (تحريره) في المحضر المشؤوم، ليس طحيناً فقط ، بل مازوتاً و خميرة وأكياس نايلون..؟!

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار