الحالة الهجينة لاتصنع استدامة.. تأمين الاحتياجات المائية الكبيرة للزراعات المدارية والاستوائية تحد أكبر أمام توطينها

تشرين – ليال أسعد:

يتجه الكثير من المزارعين إلى التخلي عن الزراعات التقليدية التي بقيت مسيطرة فترة طويلة من الزمن على تفكير هؤلاء المزارعين والاتجاه نحو زراعات بديلة عنها تكون غير مألوفة في بيئتها كالزراعات الاستوائية.
وحول توطين الأصناف الزراعية الجديدة بحكم المتغيرات التي تحدث بيئياً ومناخياً أوضح الدكتور أسامة حسين العبد لله مدير إدارة بحوث البستنة في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أن إدخال وتوطين زراعات جديدة بحكم المتغيرات المناخية يعتبر عملية معقدة وتحتاج إلى كثير من الدراسات لجهة اختيار النبات المدخل وهل يمكن أن يحقق الهدف المرجو منه في البلد الجديد وهذا الاختيار يجب أن يلحظ مشاكل  النبات المدخل في البلد الأصلي مثل الأمراض والآفات والتنافس والغزو للنبات المدخل إليها (نبات غازي).
ومن جهة أخرى يجب إجراء دراسات تنبؤ لمعرفة هل هذه المتغيرات المناخية مستقرة لصالح النبات المدخل أم إنها تغير مفاجئ يمكن أن تعود الدورة المناخية إلى سابق عهدها وتؤدي إلى استبعاد هذا المدخل وعدم نجاحه.
ولدى سؤالنا عن ضبط ادخال هذه البدائل أو الأصناف أوضح العبد الله أنه يتم من خلال دراسات ضمن ظروف مسيطر عليها لمعرفة مدى تأقلم هذا المدخل مع البيئة الجديدة وليس فقط لجهة النمو بل أيضاً لجهة الإنتاج والقيمة الاقتصادية المضافة وتتم هذه الدراسات في الهيئات البحثية وتحت إشراف فنيين يخضعون لدورات تدريبية عن النبات المدخل وأساليب وطرائق التعامل معه و بالنسبة للزراعات الاستوائية والمدارية المدخلة (الأفوكادو والمانجو والجوافة والبابايا والقشطة والدراغون إلى سورية) فهي تعتبر من نباتات المناطق الحارة الاستوائية والمدارية وموطنها الأصلي الهند وسيلان وأمريكا الجنوبية وهي حساسة للانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة ما دون الصفر وبالتالي فهي حساسة لموجات الصقيع والتي تكون متكررة في الساحل السوري.
كما أكد مدير إدارة بحوث البستنة أنه رغم نجاح هذه التجربة لدى بعض المزارعين لأنواع محددة من هذه الزراعات ورغبتهم في التوسع ونشرها نظراً للقيمة الغذائية والفائدة الطبية إضافة إلى القيمة الاقتصادية والمنفعة الربحية الناجمة عنها الا أنه لا توجد دراسات اقتصادية من قبل مختصين تؤكد ذلك حيث  شكل تدني أسعار الحمضيات خلال السنوات السابقة عاملاً محفزاً لبعض المزارعين لزراعة الأنواع المدارية المدخلة.
وارتفاع أسعار هذه المنتجات الزراعية خلال السنوات السابقة يعود بالدرجة الأولى إلى انخفاض المعروض منها.. غير أن التوسع في الزراعة سيؤدي حكماً إلى ارتفاع الإنتاج وبالتالي زيادة المعروض وهذا سيقابله بالتأكيد انخفاض في أسعار هذه المنتجات علماً أن التغيرات المناخية التي شهدتها سورية خلال السنوات الخمس السابقة تشجع على إدخال الزراعات المدارية والاستوائية ويبقى التحدي الأكبر الذي يواجهها هو تأمين الاحتياجات المائية الكبيرة لهذه الزراعات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار