«أبو علي» والجهدُ الفكريّ..؟! 

يقول أبو علي يونس (متقاعد) كان يعمل في قطاع وزارة النفط .. حقول نفط وغاز … مصافي تكرير.. ومراكز تعبئة الغاز : لقد كسبنا أغرب دعوى قضائية في تاريخ وزارة النفط ، وغيرها من القطاعات، ففي عام ١٩٩٢ – ١٩٩٣ اتفق نحو ١٦٠٠ – ١٧٠٠ عامل ومهندس على إقامة دعوى قضائية لتحسين أجورنا، خاصة أن الأغلبية العظمى من هذا العدد كانت تعمل على الحفارات في حقول الرميلان والجبسة وبقية الحقول .

ويقول: لقد بحثنا كثيراً في نوعية الدعوى، وكيف يمكن إقناع الزملاء بالمشاركة فيها، إلى أن اهتدينا إلى تسمية تعويض ( الجهد الفكري )!

وعندما سألته: أنتم تعملون على آلات الحفر.. أين الجهد الفكري في الموضوع ..؟

قال: عندما يعلق رأس الحفارة بطبقة الإسفلت على عمق ٣٠٠٠ – ٤٠٠٠ متر، حينها لن ينفع أن تجلس، وتدخن «سيكارة» .. بل سوف تشغل عقلك بأقصى طاقته حتى لا يجمد الإسفلت ويعلق رأس الحفارة ، وتالياً ضياع أيام من العمل والتعب المضني .. ؟!

وأضاف: تم إقناع وزير النفط آنذاك، وهو معروف بمهارته في الاختصاص وقربه من العمال والفنيين في الوزارة بالدخول معنا في الدعوى القضائية مع زملائه المهندسين والعمال ، إضافة إلى صغار الكتبة (والوشيشة) وأولئك الذين لا يعجبهم العجب، حتى لا يكتبوا معلومات مغلوطة إلى ( جهاتهم الرقابية ).

يقول أبو علي: بعد جهد كبير وسنوات من تقديم المرافعات والمذكرات والانتظار انتهت القضية بأن حكم لنا بزيادة تعادل نسبة ٢٥ % من الراتب طول الحياة .. وها نحن والزملاء نتنعم بـ ٢٥ % من رواتبنا التقاعدية زيادة عن العاملين في وزارة النفط وكل من يعمل تحت ( إمرة ) قانون العاملين الأساسي.. نستذكر هذه الحادثة أو الواقعة ونحن نحتفل بيوم الصحافة السورية، إذ عجزت كل المذكرات والكتب واللقاءات والمراسلات عن زيادة طبيعة العمل الصحفي ولو ليرةً سورية واحدة.

في عيدنا هذا العام ذهبنا إلى حلب ومدرج غرفتها التجارية لإقامة حفل استقبال (مركزي) ، لكن الحكومة كانت مشغولة بإعادة توزيع الثروة علينا من جديد، فلم تتمكن من أن تلحقنا إلى حلب وتهنئنا بعيدنا ؟!

لقد نجحت مجموعة من العمال والمهندسين والفنيين في الحصول على ٢٥ % زيادة على رواتبهم .. «جهد فكري» ، وعجز الأدباء والشعراء والصحفيون والمعلمون وكل من يعمل في هذه المجالات عن الحصول على أو تقييم نتاجاتهم على أنها نتيجة جهد فكري .. نعم نحن المقصرون .. لم نستطع إقامة الحجة على أن عملنا يقوم على الجهد الفكري ، حتى اقتنع الجميع بأن ما نقدمه هو

(حكي جرائد) .. !؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار