بانتظار الحسم النهائي.. الانتخابات التركية تنطلق في جولتها الثانية
افتتحت صباح اليوم مراكز الاقتراع في تركيا لإجراء عمليات التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي يخوضها الرئيس الحالي رجب أردوغان ومنافسه مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو.
واختتم المرشح الرئاسي عن «تحالف الشعب» الحاكم، أردوغان، والمرشح الرئاسي لـ«تحالف الأمة» المعارض، كيليتشدار أوغلو مساء أمس السبت الحملات الانتخابية، وبدأ الصمت الانتخابي الذي يستمر حتى مساء اليوم الأحد.
وذكرت تقارير صحفية، أن الأطراف السياسية ركزت في حملاتها الانتخابية، على استقطاب ثلاث فئات رئيسة، هي: أولاً، الشباب، وخاصة الذين يصوتون للمرة الأولى في انتخابات هذا العام.
ثانياً، الذين امتنعوا عن التصويت في الجولة الأولى، ونسبتهم تقريباً 11% ممن يحق لهم الاقتراع، وعددهم نحو 10 ملايين ناخب، أما الفئة الثالثة فهي فئة «القوميين المتشددين» الذين باتوا عنصراً مؤثراً في المعادلة الانتخابية.
وطغى ملف اللاجئين على الحملات الانتخابية، على كل الملفات الأخرى، التي تراجعت رغم أهميتها، كالاقتصاد والسياسة الخارجية.
وقبل أسبوع، أعلن المرشح الرئاسي السابق عن تحالف «الأجداد» سنان أوغان، أنّه سيدعم أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وطلب أوغان، الذي حاز 5.2% من الأصوات في الجولة الأولى، من الناخبين الذين صوّتوا له في الجولة الأولى أن يصوّتوا لأردوغان في الجولة الثانية.
وستؤدّي أصوات الكتلة الناخبة لتحالف «الأجداد» دوراً أساسياً في حسم الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وحسب وسائل إعلام فإن هذه الانتخابات تحدد ليس فقط من سيقود تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي يبلغ عدد سكانها نحو 85 مليون نسمة، بل أسلوب حكمها، وإلى أين يتجه اقتصادها وسط أزمة غلاء المعيشة المتفاقمة، كما ستحدد مسار سياساتها الخارجية.
وفيما يتعلق بالشؤون الخارجية، استعرضت تركيا قوتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وخارجها في ظل حكم أردوغان، وأقامت علاقات أوثق مع روسيا، بينما شهدت العلاقات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توتراً على نحو متزايد.
كما توسطت تركيا والأمم المتحدة في اتفاق بين روسيا وأوكرانيا لاستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية، وأعلن أردوغان يوم 17 أيار تمديد الاتفاق لمدة شهرين.
ووفقاً للدستور التركي يعد رئيس الدولة، الحاكم الفعلي للبلاد، وهو ينتخب خلال انتخابات مباشرة تجري في آن واحد مع الانتخابات البرلمانية.
ويجب على المرشح للرئاسة أن يكون حاملاً لشهادة تعليمية عليا ولا يقل عمره عن 40 عاماً، ومدة ولاية الرئيس خمس سنوات، ولا يجوز انتخاب الشخص نفسه رئيساً لأكثر من مرتين متتاليتين، وإذا قرر البرلمان إجراء انتخابات قبل نهاية الفترة الرئاسية الثانية، فيمكن للرئيس الشاغل منصبه أن يصبح مرشحاً مرة أخرى.
وفي انتخابات 2023 أعلن أردوغان ترشحه للرئاسة للمرة الثالثة، واعتبرت وزارة العدل التركية ترشيحه قانونياً، لأنه بعد اعتماد التعديلات على الدستور بشأن إدخال الشكل الرئاسي للحكم في عام 2017، خاض أردوغان الانتخابات مرة واحدة فقط، لذا في عام 2023 يمكنه المشاركة مرة أخرى في الانتخابات.
وتملك حق ترشيح المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية، الأحزاب التي حصلت على 5٪ على الأقل من الأصوات في الانتخابات النيابية الأخيرة، وكذلك التحالفات السياسية، ولا يجوز أن يكون الشخص نفسه مرشحاً لمنصب رئيس ونائب مجلس النواب، ويمكن لأي حزب أو مجموعة سياسية تسمية مرشح رئاسي واحد فقط.
وفي الجولة الثانية للانتخابات افتتحت اليوم عملية التصويت في الساعة 8:00 صباحاً وتستمر حتى الساعة 5:00 من المساء، ويحق للمواطنين الأتراك الذين بلغوا سن الـ18 والمسجلين في سجل الناخبين التصويت، ولا يحق للجنود وضباط الخدمة الفعلية، والطلاب العسكريين، الموقوفين والمدانين، والمحتجزين في أماكن الاحتجاز، المشاركة في التصويت.
ويصوت كل ناخب بنفسه في محل إقامته، ويحق أيضاً للمواطنين الذين يعيشون في الخارج التصويت في السفارات والقنصليات والممثليات التركية.
ويعدّ فائزاً في الانتخابات، المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات، وإذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية مطلقة من الأصوات فيتم إجراء جولة ثانية في غضون أسبوعين، والمرشحان اللذان حصلا على أعلى نسبة من الأصوات في الجولة الأولى يشتركان في الجولة الثانية، ويصبح المرشح الحاصل على أكبر عدد من الأصوات رئيساً.
وفي حال انسحاب أحد المرشحين من المشاركة، يشترك مكانه المرشح الذي يليه من حيث عدد الأصوات التي حصل عليها في الجولة الأولى، وفي حالة مشاركة مرشح واحد فقط في الانتخابات، يتم التصويت على شكل استفتاء، ويعد المرشح منتخباً إذا حصل على تأييد أغلبية الناخبين، وإذا لم تكن هناك أغلبية فسيتم التصويت الثاني في غضون 45 يوماً.
وفي الجولة الثانية التي تخاض اليوم تم تجهيز أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، في 973 منطقة و 1094 مجلساً انتخابياً في جميع أنحاء البلاد.
ويحق التصويت داخل البلاد لنحو 61 مليون ناخب، وفي خارج البلاد حوالي 3 ملايين و500 ألف ناخب.
وسبق أن أُغلقت صناديق الاقتراع في الخارج مساء الأربعاء الفائت، فيما يستمر التصويت عند النقاط الحدودية حتى الخامسة من عصر اليوم.
وحصل أردوغان في الجولة الأولى التي جرت في 14 الشهر الجاري على نسبة 49.52%، بينما حصل كيليتشدار أوغلو على نسبة 44.88%، فيما حصل المرشح الثالث بالانتخابات، سنان أوغان على 5.17% من أصوات الناخبين.
وبلغت نسبة المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات نحو 89%، ويتوقع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة في جولة الإعادة اليوم مرتفعة أيضاً.