آخر أسبوع من رمضان.. موسم تجاري للبسطات يشعل غيرة أصحاب المحلات
تشرين – نور ملحم:
يخرج معتز الحسيني طالب في كلية الحقوق إلى سوق الحميدية ، حاملاً أكياساً كبيرة من الملابس والحقائب، ليبيعها بأسعار مقبولة تحقق له ربحاً بسيطاً بعد أن يشتريها من المعامل بسعر منخفض.
ويشكل الأسبوع الأخير من شهر رمضان من كل عام، موسماً تجارياً وفرصة عمل للشباب لتوفير مصروفهم في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة، بالمقابل يستفيد الكثير من العاملين في التجارة ومنهم أصحاب (البسطات)، الذين يحاولون الاستفادة من بيع أنواعٍ مختلفة من السلع.
يعرض الشاب العشريني بضائعه على أحد الأرصفة ويؤكد لـ ” تشرين” يجب أن ندرس المكان قبل فرش البضائع لكي لا نزعج أحداً سواء من المحالات أو المسؤولين على السوق وغيرهم كما علينا مراعاة كثافة الرواد من مواطنين للمكان الذي نقف به لبيع أكبر كمّ من البضائع.
تتضمن بضائع معتز تشكيلة واسعة من الألبسة النسائية والأطفال وبعض الحقائب، بينما يبيع آخرون ألعاباً وأطعمة مختلفة وعصائر وحلويات شهر الصيام، قبيل وبعد أذان المغرب.
يشير الشاب، إلى أن البضائع التي يبيعها أرخص من المحالات بحوالي 10 آلاف ليرة تقريباً ورغم ذلك فهو يكسب ولا يخسر، مبرراً بيعه بهذا السعر لعدم وجود أي نوع من الضرائب أو حسبة للكهرباء أو الوقود أو حتى آجار للعمال الذين يبيعون بحكم عدم وجود وسيط بينه وبين المعمل الذي يشتري منه البضائع.
حملات مستمرة ..
يشاركه بالرأي جاره في البسطة والذي يبيع ألعاباً للأطفال ليوضح لـ ” تشرين” أنه يعد موسماً للعمل وخاصة بعدما تم صرف منحة مالية للموظفين ولكن يوجد نوع من المضايقات من قبل أصحاب المحلات التجارية إذ يرونها منافسة غير عادلة، فنحن نبيع بأسعار أرخص ولا نتحمل أعباء الضرائب والفواتير وأجور الشحن وغيرها لذلك يقوم البعض بالشكوى للضابطة المسؤولة في السوق التي تداهم المنطقة بين الحين والآخر في حملاتٍ مستمرة، وتطرد أصحاب “البسطات”، إلا أنها “تغض الطرف عنا قبل فترة العيد.
تنتشر في دمشق بسطات تبيع مختلف أنواع البضائع من الألبسة المستعملة (البالة) إلى المواد الغذائية إلى الأدوات المنزلية الكهربائية وغيرها، وتتركز نقاط انتشارها في مراكز انطلاق الباصات ككراج العباسيين وكراج السيدة زينب في شارع ابن عساكر وكراج السومرية في المزة وسوق الحميدية ولكن الانتشار الأكبر في منطقة البرامكة على رصيف كلية الحقوق وتمتد على الرصيف المؤدي إلى كلية العلوم وصولاً إلى إدارة الهجرة والجوازات.
رؤى العلي مدرسة لغة فرنسية لا تجرؤ على الشراء من هذه البسطات رغم أن أسعارها أرخص من المحلات وذلك لأنه لا رقابة على بضائعها حيث تبين لـ ” تشرين” أنه رغم قلة حركة البيع فيها نظراً لأسعار بضائعها الرخيصة قياساً بالمحلات ولكن تبقى مجهولة المصدر ونخب ثالث أو رابع كما يقال ولذلك يجب أن يتم وضع رقابة عليهم فالعديد من أصدقائي تعرضوا للغش من قبلهم.
مبينة، أن البسطات تشكل مظهراً غير حضاري فهي تحتل الأرصفة، فيضطر المواطن في الكثير من الحالات للمشي وسط الشارع نتيجة الازدحام على الأرصفة.
لا تصل لمستوى المحلات
وكانت تصريحات كثيرة قد صدرت عن أعضاء مجلس محافظة دمشق توعدت بإزالة هذه البسطات وأيضاً الاكشاك غير المرخصة و تحديد المواد المسموح بيعها، كما كشفت عن مخططات لأسواق بديلة لهذه البسطات في مناطق الزاهرة والدحاديل ونهرعيشة، إلا أن كل هذه التصريحات لاتزال مجرد كلام على ورق والبسطات تزداد يومياً دون رقابة أو تنظيم.
بدوره أكد رئيس جمعية حماية المستهلك بدمشق عبد العزيز معقالي في تصريح لـ “تشرين” أن البضائع التي تعرض على البسطات شديدة التنوع لدرجة أنه يمكن لها أن تغطي معظم حاجات الناس وتغنيهم عن الدخول للمحلات العادية، لكن الانتقاد يتركز على نوعية وجودة المعروض، فهي لا تصل لمستوى البضائع المباعة في المحلات النظامية، وخاصة فيما يتعلق بالألبسة والأحذية والجزادين، كما قد تجد لدى بعضها أنواع معلبات غذائية وزيوتاً غير معروفة النوع وغير منتشرة.
مبيناً أن عدد البسطات زادت في الفترة الأخيرة وهناك غض نظر عنها على الرغم من تأثيرها على المنظر العام للمدينة أثناء مواسم السياحة، إلا أن المسؤولين تركوا الجميع يسترزق للتخفيف من مشاكل البطالة، لافتاً إلى أن فكرة القيام بأسواق خاصة بهم هي الخطة الوحيدة التي ستحافظ على مصدر الرزق الوحيد لأصحاب البسطات الموجودة على الأرصفة.