الضمان الصحي للرياضيين
عندما تم تأسيس الاتحاد الرياضي العام كانت الأهداف المعلنة والحيثيات الداعمة للتأسيس أن تتبع الرياضة لمنظمة شعبية يدعمها نظام حزبي يعطيها الصلاحيات للتحرك بقرارات ذاتية بعيداً عن الروتين والبيروقراطية الوظيفية، ووجدت الرياضة متنفساً في اتخاذ القرارات التي يتطلبها العمل الرياضي وخاصة في مواضيع الموازنات المالية للألعاب وسهولة تشكيل المنتخبات وقرارات السفر للمشاركة في النشاطات الخارجية وتوقيع بروتوكولات التعاون الرياضي مع الدول الصديقة.
وتوجهت المنظمة في مراحل التأسيس نحو الجانب الاجتماعي الذي يؤمن الاستقرار والراحة النفسية وضمان المستقبل للرياضيين فبدأت بإحداث جمعية سكنية للرياضيين قطعت مراحل الإحداث والتنفيذ بسرعة قياسية ورسمت أفق مستقبل مريح للعمل الرياضي. وبدأ التوسع في التخطيط لإحداث نظام يهتم بالجانب الصحي والتعليمي للرياضيين.
ومع مرور الزمن بدأت مراحل التكاسل في هذا المجال فأصبح الاتجاه واضحاً ومركزاً على البحث عن النتائج والفوز والميداليات وتناسي العوامل الأساسية التي توصلنا إلى الانتصارات وهي الجوانب الاجتماعية والصحية، واقتصر الجانب الصحي على الاهتمام بكل حالة على حدة ومعالجتها بالمتابعة الشخصية للقيادة الرياضية المعنية .
ومع توالي الأيام أصبحنا نسمع ونقرأ عن أوضاع مؤلمة اجتماعياً لبعض نجوم الرياضة السورية الذين وصلوا إلى حالات أشبه بالاستجداء لتأمين تكاليف علاجهم من إصابات أو أمراض أو حالات صحية تعرضوا لها، وكانت تتم المتابعة في علاج بعض النجوم بالتعاون مع الإعلام الرياضي للبحث عن مصادر للدعم المادي الذي يؤمن العلاج أو العمل الجراحي عن طريق أهل الخير من الشخصيات الرياضية أو الاجتماعية أو بمتابعة شخصية من القيادة الرياضية أو باقتراح تأمين مساعدات مالية من المنظمة.
وأمام كل الحالات التي سمعنا وقرأنا عنها بدأ المجتمع الرياضي يبحث عن الحلول التي تضمن صون كرامة الرياضيين وضمان مستقبل لائق بهم وحتى لا نسمع أن بطلاً رياضياً دولياً سورياً قد تحول إلى ما يشبه المتسول، وأهم هذه الحلول هي إصدار نظام الضمان والتأمين الصحي للرياضيين وهو يضمن المعالجة والمتابعة الصحية أثناء فترة عطائه كلاعب أو مدرب وحتى بعد اعتزاله الرياضة وفق شروط يحددها هذا النظام. وبعد ذلك تتم المتابعة في الجانب الصحي بالتفكير بإحداث مركز طبي متكامل لجميع الأمراض والاختصاصات الإسعافية والعلاجية وفق نظام يضمن استفادة الرياضيين منه، إضافة إلى باقي فئات المجتمع وفق نظام مالي خاص وقد نجحت هذه التجربة في قطاعات اجتماعية وتحولت هذه المراكز إلى ما يشبه المستشفيات العالمية المتكاملة. ترى هل نكون متفائلين ونسمع عن قرار بتشكيل لجنة لصياغة نظام الضمان الصحي للرياضيين أو مقترح بإحداث المركز الطبي المتكامل؟