بانتصاف رمضان.. نصف ذمة ونصف ضمير يستحكم بأسواقنا.. ألبسة العيد تقليد قديم انزلق في هاوية النسيان!!

تشرين- -منال الشرع:

بدأت حمى ارتفاع الأسعار المزمنة تصيب سوق الملابس مع انتصاف الشهر الفضيل وحلول أعياد الفصح المجيد حيث يزداد الطلب على التبضع وخاصة (الألبسة ) خلال هذه الأيام
وأجمع معظم المواطنين الذين التقيناهم بالأسواق والمحلات الخاصة ببيع ملابس الأطفال أن الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالأعوام السابقة ولا يمكن لأصحاب الدخل المحدود أن يجاروها فالأسواق باتت للفرجة فقط.
وحسب بعض المواطنين، فإن أسعار ألبسة الأطفال هذه السنة قد فاقت القدرة الشرائية و ارتفعت ١٠٠ ٪ وإننا على مشارف انتصاف شهر رمضان الذي هو الآخر كانت مصاريفه ثقيلة على معظم الأسر.
رقابة
على المستوى الرقابي يؤكد مدير حماية المستهلك في دمشق تمام العقدة أن الوزارة وضعت برنامج عمل، وأعطت التوجيهات اللازمة لمديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك في المحافظات ليتم تشديد وتكثيف دوريات الرقابة التموينية في الأسواق على مدار الساعة لرصد أي مخالفة تخل باستقرار الأسواق وتوازنها متمنياً تعزيز ثقافة الشكوى لدى المواطنين.
ولفت العقدة إلى أنه في حال وجود مخالفة يتم تنظيم ضبوط بحق المخالفين حسب المنصوص عليه بالقانون رقم 14 لعام 2015، مضيفاً: بعد تنظيم الضبوط تحال إلى القضاء وخاصة المخالفات في المواصفات والتركيب، ويتم دفع غرامة مالية تصل إلى 150 ألف ليرة، أما بالنسبة للإجراءات الإدارية فهي إغلاق تتراوح مدته من ثلاثة أيام إلى شهر.
وقائع
إلا أن وقائع السوق تشي بحالة بالغة العشوائية، فمثلاً تؤكد إحداهن وهي ربة منزل، أن أسعار ملابس الأطفال لا تسر الخاطر، إذ بلغ سعر كنزة ولادي قطن ٥٠ ألفاً وما فوق، والفستان البناتي يتراوح ما بين ٧٥ ألف ليرة و ١٠٠ ألف والأحذية متوسطة الجودة من ٦٥ ألفاً إلى ١٢٥ ألفاً، أما الملابس النسائية فلها نكهة أخرى فلا يوجد بنطال أقل من ٩٠ ألف ليرة، هذا في الأسواق الشعبية التي لطالما كانت ملاذنا فما بالك في الأسواق الأخرى التي لها أهلها وناسها ولا نقترب منها، فالناس تتقدم بصعوبة مع مصاريف رمضان
فكيف يتدبر رب الأسرة الذي لديه أكثر من طفل؟
وفي نفس السياق يوضح أبو حسام وهو أب لثلاثة أطفال، أن أسعار الملابس في الأسواق لا تعرف سوى القفز إلى الأمام موضحاً أن الأسعار مرتفعة جداً، رغم إعلان بعض المحال عن تنزيلات إلا أنها وهمية لا تمس الواقع بصلة فضلاً عن تحول متعة التسوق إلى الحيرة والدهشة، والأسواق باتت للفرجة و الشراء لمن استطاع إليه سبيلاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة

إعادة تدوير
أما ازدهار فقد أشارت إلى أنها تقصد الأسواق الشعبية ولم تتمكن من شراء ملابس العيد هذا العام والأسعار فلكية ورغم أن لديها ولدين فكان الحل الأنسب لديها إعادة تدوير ملابس أطفالها من الأكبر سناً للأصغر وهذا حال معظم العائلات.

وأرجع بعض المواطنين غلاء الأسعار إلى غياب دور الرقابة على التجار والمحلات، هذا وقد اتهم عدد من المواطنين التجار بالجشع، لاستغلالهم اقتراب مناسبة العيد لمضاعفة الأسعار، وذلك لعلمهم المسبق بأنهم سيبيعون بأي طريقة ما دام أن أغلب الآباء والأمهات يضطرون لفعل أي شيء من أجل إسعاد أبنائهم يوم العيد ما يثقل كاهلهم أكثر وأكثر

التجار يبررون
فيما يبرر تجار الملابس الذين لم ينكروا “زلزال الأسعار” هذا العام الركود الذي تشهده الأسواق معللين ذلك بأنهم يتحملون العبء الأكبر من المعاناة، ويعمل لديهم عشرات العمال وكلهم محتاجون لرواتب، أيضاً هناك التزامات ضريبية، وقلة الإقبال هي سيد الموقف وتختلف البضاعة من موديل إلى آخر، وكل شخص يأخذ ما يناسبه وفق الدخل الخاص به ووفق أولوياته واحتياجاته و نحن نعمل بخسائر للأسف، وإن وجدت أرباح فهي عبارة عن شيء بسيط وأصبحنا نقدم البضاعة للمستهلك ولا يعرف المستهلك الأعباء المترتبة علينا من شراء المازوت و أجور النقل وأجور التعرفة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار