أميركا قاب قوسين!!.. المقاومة الشعبية تحرق أوراق المحتل الأميركي في سورية

تشرين- بارعة جمعة:
«نحتل سورية للدفاع عن الشعب الأمريكي».. هذه فحوى تصريحات لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، تعقيباً على استهداف المقاومة الشعبية لقواعد الاحتلال الأميركي في الشمال السوري، ولكن ما زلنا حتى اليوم لا ندري كيف تدافع الحكومة الأمريكية عن شعبها في سورية؟ ومتى هددت سورية الشعب الأمريكي؟!.. سورية التي لا تزال حتى اللحظة تدفع ثمن صمودها خسارات متتالية من ثرواتها المهدورة من قبل المحتل الأمريكي مباشرة، من دون النظر لأن التفويض الممنوح من قبل الكونغرس لها عام 2001 كان ظرفياً، أما الأعمال القتالية التي تقوم بها اليوم، فتحتاج تفويضاً آخر لم تحصل عليه عندما دخلت سورية مُحتلة.
حق شرعي
القصف الذي حصل للقواعد الأمريكية شرعي، ومن حق الدولة السورية وفق رؤية القانون الدولي، فمن دخل محتلاً من دون موافقة الحكومة السورية ولضرب وحدة التراب السوري وسرقة خيرات الشعب السوري بالتنسيق مع ميليشيا «قسد»، سيلقى هذا المصير حسب توصيف الأستاذ والدكتور في القانون الدولي أوس درويش، كما أن بند المقاومة الشعبية يحكم لها استخدام وسائل مشروعة وفق القانون الدولي أيضاً.

القانون الدولي يمنح الشرعية للقصف الأخير للقواعد الأمريكية

كما أن بند المقاومة الشعبية يحكم لها استخدام وسائل مشروعة

وتيرة الضربات ستزداد في الفترة القادمة، ولاسيما بعد استنفاد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية لأَمريكا، ما سيجبر الولايات المتحدة على الانسحاب مهزومة من تلك المنطقة، وما حصل مع قوات المارينز في فترة الثمانينيات خير دليل على ذلك برأي درويش، فكيف سيكون حال قوات «قسد» التي ضمت ما تبقى من فلول تنظيم «داعش» الإرهابي- بشكل مقصود – كذريعة ومبرر لوجود الأميركي أمام الكونغرس؟!
ميليشيا «قسد» تقوم أيضاً بسياسة تجويع الشعب السوري، بصفتها مطيَّة لأمريكا، لذا ستكون نهايتها صعبة ومؤلمة جداً، كما ستتخلى عنها أمريكا، والكلام هنا للسفير الأمريكي السابق في سورية روبرت فورد الذي قالها سابقاً: «لن نحميكم للنهاية، وفي النهاية سنترككم ونبيعكم».. فالنهاية محسومة وستكون شبيهة بنهاية العملاء الأفغان عندما فضلت أمريكا كلابها البوليسية عليهم.
حجج باطلة
أَميركا ليست بخير، وما تتوهم القيام بمحاربته بات أمراً مرفوضاً جملةً وتفصيلاً، والمعطيات تدل بأن «داعش» هو صنيعة أمريكا وفق درويش، و«الغرب عادة هو أكبر مستخدم للإرهاب وأكبر مستعمل للإرهاب بالسياسة الدولية» هذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في زيارته الأخيرة لروسيا.

درويش: وتيرة الضربات ستزداد الفترة القادمة

بعد استنفاد أميركا كافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية

منذ إنشاء «داعش» على يد أبو مصعب الزرقاوي بعد دخول أمريكا العراق عام 2014 بحجة محاربته، وهو يتمدد طولاً وعرضاً، بينما كان فضل القضاء عليه لتضحيات بواسل الجيش العربي السوري والمقاومة، هنا يمكننا القول إنّ شماعة وجود “داعش” لتبرير الوجود الأمريكي باطلة، وسط تأكيدات بانضمام الكثير من قواته لـ«قسد»، التي هي أكثر عمالة منه.
المناخ الدولي
الغاية اليوم لم تعد تبرر الوسيلة في قاموس الحرب على سورية، وعملية إعادة تدوير عناصر «داعش» من خلال مخيم الهول، لجعل البادية السورية غير مستقرة، ومحاولة تفتيت الواقع على الأرض بدعم مشروع انفصالي برعاية «قسد» بات مكشوفاً برأي المحلل السياسي بسام أبو عبد الله، واليوم تغيرت قواعد اللعبة بعد حرب أوكرانيا بتجاوز الصدام الروسي- الأميركي قواعد الاشتباك لمنع توسع الحرب.

أبو عبد الله: زيارة مارك ميلي لقاعدة التنف لم تكن

للتأكد من بقاء القوات الأمريكية بل لبحث الانسحاب المستقبلي لها

التصريحات الأمريكية الأخيرة وزيارة رئيس هيئة الأركان مارك ميلي لقاعدة التنف ليستا للتأكد من إمكانية بقاء القوات الأميركية وفق رؤية أبو عبد الله، بل لبحث كيفية احتمالات الانسحاب المستقبلي لها، ولاسيّما أن تجربة العراق أكدت خروج المحتل الأمريكي تحت وطأة المقاومة، وكذلك في أفغانستان.
مصير محتوم
إذا ما أردنا الحديث بواقعية سياسية، لا يمكننا القول إن أمريكا انتهت، بل بدأت بالانهيار الذي سيستغرق وقتاً لا محالة، فهي تمتلك قوة اقتصادية متمثلة بعملتها- الدولار- وعسكرية بامتلاكها 876 قاعدة عسكرية في العالم حتى اليوم، تمثل نقاط قوة بالنسبة لها، إلّا أن ما يمكن تأكيده هو تعرضها للضعف بسبب المتغيرات العالمية المتسارعة والمتمثلة خصوصاً بصعود روسياً والصين بقوتيهما العسكرية والاقتصادية والبشرية.

لا يمكننا القول إنّ أميركا انتهت بل بدأت بالانهيار والجو الاقليمي والدولي يساعد على ذلك

المقاومة الشعبية بدأت تتشكل وتزداد قوّة وتنتقي الأهداف بدقّة، في جو إقليمي ودولي يساعد على ذلك، وكل خسارة لجندي أمريكي بين فترة وأخرى برأي المحلل السياسي بسام أبو عبد الله تؤدي للضغط على الإدارة الأمريكية، بالتزامن مع تصويت قرابة 103 نواب من مجلس النواب الأميركي لسحب القوات الأمريكية من سورية.
الفترة القادمة ستحمل الكثير من المتغيرات على المدى القريب والمتوسط، وعلى ما يبدو هناك قرار إقليمي بين الحلفاء للضغط على القوات للانسحاب، كما أن الأحادية القطبية في نهايتها برأي الأستاذ في القانون الدولي الدكتور نزار درويش، والتحالفات الإقليمية والحلفاء التقليديين للولايات المتحدة كالسعودية بدؤوا بتغيير توجهاتهم الإستراتيجية بعيداً عنها، وهذا بدا واضحاً في «أوبك بلس» والاتفاق الإيراني- السعودي الموقع برعاية صينية، ما شكّل حالة من الرعب لأميركا، فالوضع حولها يتغير وما تستطيع فعله اليوم هو فقط إشغال المنطقة وافتعال الأزمات، كالأزمة الأوكرانية الأخيرة.

اقرأ أيضاً:

المقاومة الشعبية وحلفاؤها.. تثقيل أوراق القوة والردع بمواجهة المحتل الأميركي

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار