شهران مفتوحان؟!

طوال الشهرين المقبلين ستعيش المنطقة على وقع التفاؤل بانتظار أولى نتائج الاتفاق السعودي-الإيراني، وبعض النتائج قد يكون على قدر المفاجأة نفسها التي حققها الاتفاق والذي استقطب توصيفات نهائية جازمة باعتباره «نقطة تحول تاريخية في المنطقة» وبأنه من الآن وصاعداً لا يمكن لأي حدث أو أمر يقع فيها إلّا وأن يكون مربوطاً بالاتفاق أو نتاجاً له.
صحيح أن مدة الشهرين المقبلين مرتبطة بشكل أساس بترتيب قضايا استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران، لكنها بلا شك ستكون حافلة، فإذا ما كانت الخواتيم سعيدة، ويبدو أنها ستكون كذلك، فإنّ المنطقة، والدول العربية، مقبلة على حالة استقرار وسلام على كل الصعد.. هذا التفاؤل لا يخرقه سوى ترقب ما سيكون عليه رد الفعل الأميركي- الإسرائيلي.
لا شك في أن الطرفين لم يُقدما على توقيع هذا الاتفاق برعاية من الصين، من دون أن يكونا قد توصلا إلى توافقات تامة حول جميع القضايا العالقة البينية والعربية والإقليمية، ولا شك أنه جرى حساب لكل العواقب والتداعيات، والأهم من ذلك أيضاً الفوائد التي سيحصلان عليها ضمن منطقة لا بدّ من تحقيق الاستقرار والسلام فيها لضمان تحقيق كل الخطط والطموحات الاقتصادية الكبيرة، ومن هنا ينبع التفاؤل، خصوصاً مع الإرادة الصلبة التي يبديها الطرفان ومعهما الراعي الصيني.
لا نعتقد أن أحداً نسي تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بين عامي 2018 و2019 بحق العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، ولا أحد نسي تصريحات سلفه جو بايدن بجعل السعودية مملكة منبوذة.. اليوم ترد السعودية الصاع بمئة، لتري العالم من الأبقى في المنطقة ومن الأقوى، ولتتفضل الولايات المتحدة وترينا كيف يمكن للسعودية أن تنهار بأسبوعين إذا رُفعت الحماية الأميركية عنها.. ولترينا ما هي فاعلة إزاء اتفاق السعودية مع أشد خصوم أمريكا في المنطقة «إيران» وفي العالم «الصين»؟.
لذلك ربما كان التوصيف الأدق للاتفاق، والأهم بالنسبة لنا هو أن «السعودية تتغير استراتيجياً» وأن الصين حققت ضربة قاصمة للولايات المتحدة في المنطقة، وأن تكون السعودية وإيران قادرتين على الاتفاق والتوافق فهذا يعني أن أطرافاً أخرى قادرة على ذلك، وأن اتفاقات أخرى قادمة، وبما ينعكس حالة استقرار وسلام في المنطقة، من سورية إلى اليمن إلى لبنان والعراق وليبيا والسودان…الخ. ماذا عن اتفاق مماثل بين إيران ومصر؟ هذا أمر طرح مباشرة بعد توقيع الاتفاق السعودي الإيراني، وإذا ما تم توقيع اتفاق بين مصر وإيران فهذا سيكون بمنزلة ضربة ثانية للولايات المتحدة في المنطقة، وللكيان الإسرائيلي بطبيعة الحال.. وبقدر ما سيعني ذلك استدارة كاملة للمنطقة بعيداً عن الولايات المتحدة الأمريكية، سيعني تعزيز وتعميم حالة السلام والاستقرار المتوقعة باتجاه حالة من الازدهار الاقتصادي والرفاه الاجتماعي.
وبالنسبة لنا في سورية، لا تخفى أهمية الاتفاق السعودي -الإيراني، أقله سحب «ذريعة إيران» من كل عملية تقارب أو تعاون، وكان من شأن تصريحات السعودية الأخيرة بشأن وجود عمل عربي مشترك باتجاه سورية، أن رفع مستوى التفاؤل.. وعسى أن تكون سورية البداية.
شهران حاسمان بانتظارنا، وبقدر ما سيكون فيهما من ترقب وترصد ومتابعة، سيكونان مفتوحين على كل الاحتمالات.. وعلى ما لا يمكن توقعه؟!.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
أكثر من 42 ألف مهجر دخلوا عبر معبر جديدة يابوس مع لبنان محافظة اللاذقية تشكل لجنة مؤقتة لإغاثة العائلات الوافدة من لبنان.. وتجهز 4 مراكز إقامة أكثر من ١٨٠ مهجراً لبنانياً بضيافة أبناء مدينتي حماة ومصياف في منازلهم جلسة حوارية حول  تغطية زلزال شباط وقانون الإعلام السوري مؤتمر رابطة الأطباء النفسيين يبدأ أعماله اليوم المقداد يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية السعودي هنأه فيه بتوليه منصبه الجديد الخارجية: عدوان الاحتلال على المنطقة يعكس استمرارية العقلية الإجرامية لديه واستهتاره بالقانون الدولي الوزير صباغ يبحث في نيويورك مع عدد من نظرائه التعاون الثنائي والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الدولي  الـ22 لطب الأسنان الحديد: ركيزة مهمة لعرض مايستجد من أبحاث متخصصة في علاج الأسنان والترميم والجراحي وزيرة العمل: ضرورة جهوزية مديريات الشؤون في المحافظات المعنية لاستقبال الوافدين من لبنان