جمود كبير في سوق العقارات بطرطوس مقابل نهضة عمرانية! الاستثمار في سوق العقارات أكثر أماناً وعشرات الشقق غير مأهولة بالسكان
تشرين – رفاه نيوف:
رغم الجمود الذي يطول سوق العقارات في محافظة طرطوس بشكل عام ومدينة طرطوس بشكل خاص، تشهد المدينة نهضة عمرانية كبيرة، ففي كل اتجاه ترى البرجيات الحديثة والمجهزة بأفضل التجهيزات، لكن أغلبها غير مأهولة بالسكان، وقد تزيد هذا الجمود أكثر كارثة الزلزال التي جعلت كل من يريد شراء عقار يبتعد عن الأبنية العالية.
جمود سوق العقارات بالمقابل نشاط عمراني كبير، ثمة مفارقة في هذه المعادلة، فهل تعاني طرطوس فعلاً من جمود في سوق العقارات؟ وما مسوغ وجود العمران الجديد غير المأهول؟
حركة العقارات دون الوسط
أكد القاضي بشار دغمة مدير المصالح العقارية في طرطوس لـ«تشرين» أن حركة العقارات ضمن مدينة طرطوس دون الوسط، مشيراً إلى وجود جمود في سوق العقارات، وردّ الأسباب إلى الارتفاع الكبير في أسعارها، خاصة بعد ارتفاع أسعار مواد البناء.
ولفت إلى أنه بلغ عدد المعاملات الفنية في المديرية خلال العام الماضي ١٠٤٤٠ تكليفاً، وعدد العقود في مكاتب التوثيق (بيع – شراء – رهن..) ٥٨٩٨٢ عقداً، وقيمة الرسوم المستوفاة أكثر من مليارين و٤١٦ مليون ليرة، وقيمة الرسوم الفنية المستوفاة ١٦ مليوناً و٦٣٨ ألف ليرة.
أسعار نار
يؤكد أبو إبراهيم صاحب مكتب عقاري لـ«تشرين» أن سوق العقارات في طرطوس نار، والأسعار في رأيه (تشليف) ولا تطاق، مشيراً إلى أن من حق المالك طلب سعر مرتفع لعقاره، وخاصة في ظل الارتفاع الكبير بالأسعار، الذي يقاس بسعر الصرف، لكن يجب أن تكون الأسعار ضمن المنطق و المعقول، وقد وصل سعر المتر المربع في بعض أحياء المدينة لـ/٥ / ملايين ليرة وبيع بيت مساحة ١٦٠ (على العضم) بـ٨٠٠ مليون ليرة في إحدى البرجيات، ووصل سعر المتر المربع في أطراف المدينة إلى ما بين ٥٠٠ ألف و مليون ليرة.
انخفاض عدد عقود البيع
من جهته أكد أمين السجل العقاري ورئيس دائرة السجل المؤقت في مجلس مدينة طرطوس نادر جبور انخفاض عدد عقود البيع، مع الإشارة إلى أنه خلال العام الماضي ٢٠٢٢ سجل ٦٩٣ عقداً، مقارنة بعام ٢٠٢١ الذي سجل / ٨٢٦/ عقداً.
وعزا السبب في هذا التراجع إلى زيادة الضرائب على العقارات، وقانون البيوع، وصدور عدد من القوانين والقرارات التي حدّت من عمليات البيع، إضافة إلى تلاشي الطبقة الوسطى التي كانت تعتمد على القروض العقارية لشراء منزل، والذي بات من المستحيلات لعدم القدرة على تسديده.
يضاف إلى هذا ضعف القوة الشرائية لدى أغلبية سكان المحافظة نتيجة تدني مستوى الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة والتعليم.
الاستثمار في سوق العقارات أكثر أماناً
أكد صاحب مكتب العمران للتوثيق العقاري غيث عمران ونائب رئيس جمعية المجازين العقاريين، أن أصحاب الأموال ما زالوا ينظرون إلى أن الاستثمار في سوق العقارات هو الأكثر أماناً، لذا نرى الكتل الإسمنتية ترتفع في كل مكان من مدينة طرطوس، كأننا نعيش ظروفاً طبيعية.
تبييض أموال
إضافة إلى توجه بعض أصحاب رؤوس الأموال إلى تبييض رؤوس أموالهم في سوق العقارات، من هنا نرى مئات الشقق فارغة، فهي للاستثمار فقط، مشيراً إلى أن الجمود الكبير في سوق العقارات وحركة البيع والشراء هو بسبب ضعف القوة الشرائية لدى الشباب وعدم قدرتهم على شراء منزل حتى في أطراف المدينة.