رائدُ الصحافة الاستقصائيّة الإعلاميّ ابراهيم ياخور في ذمّة الله… باسم ياخور في رحيل والده: لن أتذكرك إلا في أجمل صورك
تشرين- ميسون شباني:
«وداعاً أبي.. رحلة الأيام الأخيرة كانت صعبة مؤلمة ومحبطة، مايعزي قلبي هو أننا تحدثنا كثيراً، وأخبرتني أشياء لم تخبرني إياها ابداً عنك وعني، ابتسمنا ونظرنا في أعين بعضنا طويلاً بصمت أبلغ من آلاف الكلمات، تلّمست شعرك ووجهك المتعب مراراً، ومسحت وجهي ودموعي بيدك المنهكة».
«ما يعزي قلبي هو أننا اجتمعنا أنا وإخوتي بعد غيابات طويلة قربك، وما واساني أيضاً هو كمّ المحبة والاهتمام اللذين غمرنا بهما الأصدقاء الطيبون والأشخاص الرائعون المحيطون بنا.
لن أتذكّرك إلا في أجمل صورك كما يليق بك
أنت اليوم في مكان أفضل بلا ألمٍ ولا أوجاع
روحك ترفرف في قلبي دائماً.. وداعاً أبو البر كما كنا نخاطبك دوماً
وداعاً يا حبيبي»
بهذه الكلمات المؤثرة نعى الفنان باسم ياخور والده الإعلامي الكبير ابراهيم ياخور الذي توفي عن عمر ناهز الـ«80» عاماً ( 1943-2023) وكان الراحل قد تعرض إلى أزمة صحية خلال الفترة الماضية أدخل على إثرها للمستشفى ليفارق الحياة اليوم.
والراحل إعلامي وكاتب وصحفي استقصائي شهير كان من أوائل الإعلاميين الذين عملوا في مجال التحقيقات الاستقصائية في جريدة تشرين ،انتقل بعدها للعمل في الإذاعة والتلفزيون وعرف ببرنامجه «ملفات حارة» وكان أميناً لجوهر العمل الصحفي في الرؤية التلفزيونية بطاقته المتقدة في رحلة البحث عن الحقيقة والغنى الذي يقدمه لمادته، من أساليب البحث والحصول على المادة الصحفية،واستطاع إثارة الجدل فيما قدمه من قضايا اجتماعية وميدانية لامس عبرها مواطن الخلل ، وسلط الضوء على الإشكالات التي كان لها صداها القوي في المجتمع والراحل حاصل على شهادة في كتابة السيناريو عام 2016 من أكاديمية نيويورك للأفلام.
كانت له أدوارٌ قليلة في عالم الفن، إذ كان له دور في مسلسل «أحلام أبو الهنا»، الذي عرض عام 1996 عبر شخصية «الأستاذ مفيد» ،وشارك في مسلسل الجزء الثاني من مسلسل«حمام القيشاني » إخراج هاني الروماني بدور مسؤول حزبي، ودور صغير في مسلسل «الأصدقاء/عودة غوار»عام 1998 من إخراج دريد لحام ومروان بركات ،وعزز حضوره الدرامي في السهرات التلفزيونية الأولى بعنوان «التحقيق: النظارة المكسورة» والتي أخرجها محمد عزيزية والثانية بعنوان «نهاية سعيدة» إضافة لمشاركته في مسلسل «الفندق» إخراج عماد سيف الدين ، وأعمال أخرى.
كانت للراحل تجربة في الكتابة عام 2001 إذ كتب نص مسلسل«أزهار الشتاء» من إخراج محمد الشليان الذي حاكى واقع دار المسنين وشارك فيه العديد من الممثلين منهم: رفيق سبيعي، باسم ياخور ،أنطوانيت نجيب، أيمن رضا، رافي وهبة، سليم صبري،نجاح حفيظ… وغيرهم.
رثاه زميله العزيز الكاتب الصحفي حسن .م يوسف بكلمات مؤثرة:
«ياللخسارة الفادحة!
أعرف الإعلامي القدير والصديق العزيز ابراهيم ياخور منذ قرابة نصف قرن ، وقد كان دائماً أفضل وأنبل وأنظف مَنْ كتب تحقيقاً في الصحافة السورية، كما كان أجرأ من قدموا تحقيقات استقصائية للتلفزيون ، وقد كان في كل ماقام به جريئاً نزيهاً وسورياً وطنياً نظيف اليد والقلب واللسان».
أسرة جريدة «تشرين» تتقدم من أسرة الإعلامي الراحل بأحرّ التعازي .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.