تحويل التعليم ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك

تشرين-أيمن فلحوط: 

أفكار عديدة قدمها المشاركون في ورشة العمل الوطنية التي تقيمها وزارة التربية، بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وشبكة الآغا خان للتنمية في سورية بعنوان: تحويل التعليم ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك، بحضور عمداء كليات التربية والآداب والعلوم الإنسانية، وممثل عن نقابة المعلمين، ومديري الإدارة المركزية والتربية في المحافظات، وممثلي المنظمات الشعبية المعنية.

وزير التعليم العالي: اعتماد منهاج جديد يواكب تطور القرن ال 21 في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة

تركزت تلك المحاور حول إعادة التفكير في هدف ومحتوى التعليم في القرن ال 21، و تحويل أنظمة التعليم لتلبية أغراضنا العليا، وتسخير الثورة الرقمية لصالح التعليم العام، والاستثمار بشكل أكثر إنصافاً وكفاءة في التعليم.

ولذلك تم بعد العروض المقدمة من الجهات المشاركة، تشكيل مجموعات عمل للنقاش وفق محاور عدة هي: التقويم في المناهج المدرسية، ونظم التعلم، والتقويم البنائي وقياس المهارات والأنشطة، والتقويم الوجداني الاجتماعي، والتقويم الرقمي، وتطوير اختبارات نهاية كل مرحلة، والتقويم المهني.

إضافة لمجموعات عمل أخرى حول تطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين والمجالات الأربعة للتعلم مدى الحياة، والمسارات التعليمية، والبيئة المدرسية، وطرائق التدريس.

وزير التربية: الورشة شاملة لكل مناحي التعليم من مرحلة  التعليم المبكرة وانتهاء بالوصول إلى سوق العمل

تأتي الورشة تنفيذاً لتوصيات قمة تحويل التعليم المنعقدة في نيويورك خلال الفترة ١٦-١٩/ايلول /٢٠٢٢  المتضمنة تعزيز الانسجام بين متطلبات العملية التربوية من كفاءات المعلمين ومهاراتهم من جهة، والإعداد الأكاديمي للمعلمين في المرحلة الجامعية من جهة أخرى، وضرورة وضع خطة عمل مشتركة للتعاون بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي.

ورشة مهمة

وزير التعليم العالي د. بسام إبراهيم عبر عن سروره لحضور الورشة المهمة بحضور الاختصاصيين الفنيين، للقاء ببعضهم وتقييم المناهج والخطط الدرسية وأساليب وطرائق التدريس، بحيث يتم اعتماد منهاج جديد يواكب تطور القرن الواحد والعشرين في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة، وأن يعتمدوا على أساليب التحليل والتفكير والابداع والتميز وليس التلقين الروتيني بشكل عام.

وأضاف وزير التعليم العالي : الحقيقة أن الفرق الفنية المجتمعة في الورشة وجدت من أجل أن يقوم كل فريق بوضع رؤية واستراتيجية مستقبلية في هذا الإطار، بغية الوصول إلى إجراءات تنفيذية، في وزارة التربية ولاحقا في وزارة التعليم، لأن مدخلات وزارة التعليم العالي هي من وزارة التربية، ومخرجات وزارة التعليم العالي، سواء في كليات العلوم الأساسية والتربية والآداب تصب أيضا في وزارة التربية.

مرتبطون بسوق العمل

وحسب وزير التعليم العالي فنحن نعمل دائما بالتنسيق مع النقابات والقطاعات الأخرى، لأن تكون سياسة الاستيعاب الجامعي والخريجين مرتبطة بسوق العمل، وحسب حاجته سواء بالتعليم المهني التقني، أو بالتعليم الطبي والهندسي والعلوم الأخرى، ونسعى جاهدين في هذا الإطار لردم الهوة وتقليصها بشكل كبير، بين خريجي وزارة التعليم العالي وحاجة سوق العمل ومتطلباته لهؤلاء الخريجين.

وأشاد د. إبراهيم بتميز الطلاب في قطاعي التربية والتعليم العالي، فلديهم  تميز واضح وإبداع، ودائماً نشهد مسابقات الأولمبياد، ونواكب هذه المسابقات التي تقيمها هيئة التميز والإبداع في خمسة اختصاصات أساسية رياضيات فيزياء كيمياء علوم الأحياء والمعلوماتية، وطلابنا يحصدون جوائز متميزة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتشارك وزارة التعليم في المسابقات البرمجية العالمية أيضاً من خلال كليات الهندسة المعلوماتية في جامعاتنا، ومركز البحوث العلمية، وينالون جوائز متميزة، فطلابنا متميزون ومبدعون، وسنقدم لهم كل الدعم لاستمرار تميزهم  في المستقبل.

ورشة شاملة

وزير التربية الدكتور دارم طباع أوضح أن الورشة شاملة لكل مناحي التعليم من مرحلة  التعليم المبكرة وانتهاء بالوصول إلى سوق العمل، وتضمن كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي والجامعي بما فيها مرحلة الطفولة( للتأكد).

وتبرز أهمية الورشة في أنها تضع خطوطاً تنفيذية للقائمين على العمل،  من الميدانيين، عمداء كليات التربية، والمديرين المركزيين والخبراء العاملين في الإدارات التي تعنى بعملية تنفيذ متطلبات السياسات التربوية.

ونأمل من هذه الورشة أن تضع خطوطاً لنا، ووثيقة عمل ومشروعاً مستقبلياً يتضمن أهدافاً لهذا المشروع، مخرجات هذا المشروع المتوقعة، الأنشطة التي تقود إلى هذا المشروع وكيفية تنفيذها، وما هي الإجراءات على المدى القصير والمتوسط  والبعيد، لتحقيق خطة متكاملة، يمكن أن تكون في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي ، وفي مرحلة التعليم الجامعي، ويكون هناك تكامل لتحسين حياة المجتمع والوصول مباشرة إلى سوق العمل، والحفاظ على هذه الكوادر والقوى البشرية التي تدمجها هاتين الوزارتان.

وبين د. طباع أن وزارة التربية ستعمل مستقبلاً مع تحسن الوضع الاقتصادي لتكون المدارس بيئة حاضنة للطلاب يتلقون فيها الدعم التكنولوجي، بتوفير مستلزمات العمل من أجل الوصول إلى سوق العمل في المستقبل بشكل أيسر وأسرع، لافتاً إلى الاهتمام الحكومي الكبير في بناء بنية رقمية متكاملة للتعليم، فلدينا الآن أكثر من 2500 مدرسة دخلت للخريطة المدرسية ضمن نظام سميس، وهم مرتبطون بالوزارة والأهل، وخطتنا الدخول لكل مدارس سورية، بشكل علمي وبالتنسيق مع وزارة الاتصالات، ومع القدرات الاقتصادية المتوافرة لدينا.

إلى وضعها الطبيعي

بدوره الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سورية غطفان عجوب أوضح أن فلسفة الشبكة تقوم على أن التعليم هو الحامل الرئيس للتنمية ولا سيما بعد النزاعات أو الحروب، وعليه يقع على عاتق التعليم ضمان إعادة هذه المناطق إلى وضعها الطبيعي، لذلك فإن وكالة مدارس الآغا خان تدير أكثر من مئتي مدرسة في العالم، وبرنامج الأكاديميات حيث يوجد حالياً خمس أكاديميات كبيرة تدرس إضافة للمناهج الوطنية منهاج البكالوريا الدولية، التي تهدف إلى رفع مستوى المدرسين والطلاب، ليكونوا بمستوى يجاري التحولات المختلفة في التعليم، لافتاً إلى أن العمل الحالي للشبكة موجه نحو التنمية المجتمعية والاقتصادية والثقافية، ولا سيما إدخال هذه البرامج التعليمية إلى سورية.

الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سورية : فلسفة الشبكة تقوم على أن التعليم هو الحامل الرئيس للتنمية

من جهته قدم مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة التربية غسان شغري فكرة موجزة عن تحويل التعليم وبداياته ولا سيما خلال أزمة كورونا، والبدء بالتعليم أون لاين، واستمرار العملية التعليمية في سورية، والعمل على إعادة النظر بمنظومة التعليم كاملة، ثم عقد ورشتي عمل تشاوريتين تحضيراً للمشاركة في القمة، وصولاً إلى تشكيل الوفد السوري للمشاركة بورقة تحت عنوان تطوير التعليم التحويلي في ظل الحروب والكوارث-التربية والتعليم في الجمهورية العربية السورية مثالاً.

معايير التحول

وتناولت مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الدكتورة ناديا الغزولي في العرض الذي قدمته معايير التحول في التعليم، ومبادئ إعادة التفكير في هدف التعليم في القرن ال 21، و المجالات التي يدعمها التحول في التعليم وهي نتعلم كيف نتعلم، نتعلم كيف نعيش معاً، نتعلم أن نكون، نتعلم أن نفعل، وتعزيز التعليم كمسمى عام مصلحة مشتركة للجميع.

في حين استعرض مدير مركز القياس والتقويم التربوي الدكتور رمضان محمد درويش دراسة حملت عنوان تحويل أنظمة التعليم لتلبية أغراضنا العليا، مبيناً أن أنظمة التعليم تحتاج إلى التكيف مع المهارات المتنوعة المطلوبة في المجال المهني، وتطوير المواد والموارد التعليمية لعكس هذه التحولات، وإتاحة الفرصة أمام المتعلمين والمعلمين لظهور الإبداع والابتكار عبر مجموعة من الخطوات.

كما استعرض المشرف العلمي لمركز الفيزياء التطبيقية باسل سلطان برفقة الطالب المتميز أحمد صادق أيمن البساتنة تجربة رعاية المواهب في المركز، واقتراح تطوير التجربة لتعميمها.

تصوير: طارق الحسنية