«ليوبارد٢» تدخل على خط تصعيد الأزمة الأوكرانية

هبا أحمد

تتصدر أخبار إرسال دبابات «ليوبارد 2» إلى أوكرانيا العناوين، وأحدثت قضية إرسالها وامتناع ألمانيا في الفترة السابقة عن إرسالها قضية رئيسة، ويدخل ذلك في إطار التصعيد الغربي_ الأمريكي اللامحدود للأزمة في أوكرانيا واللعب بالنار.

في التفاصيل، ذكرت صحيفة «غلوب آند ميل»، نقلاً عن مسؤول، أن كندا قد تزود أوكرانيا بما يصل إلى خمس دبابات «ليوبارد 2»، لكنها لم تتخذ القرار بعد.
وحسب الصحيفة، يمتلك الجيش الكندي 112 دبابة من طراز «ليوبارد 2»، منها 82 مركبة قتالية، و30 أخرى مصممة لإقامة أو تدمير العوائق وأداء مهام أخرى.
في الوقت نفسه، تضيف الصحيفة أن القائد السابق للجيش الكندي، الجنرال المتقاعد أندرو ليزلي، قال إنه وفقاً لبعض التقارير، فإن نحو 20 دبابة كندية في حالة جيدة، والباقي في المخزن أو في انتظار إصلاح قطع الغيار.
كما ذكرت قناة «سي بي سي» التلفزيونية نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى أن كندا تدرس تسليم أربع دبابات وقد تعلن عن توفير مركبات اليوم الخميس، وأخبر أحد المصادر القناة أن كندا سترسل على الأرجح نسخة A4 من الدبابات، وهي الأقدم في الخدمة.
وبعد إعلان الحكومة الألمانية يوم أمس عزمها تزويد أوكرانيا بـ 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2»، والترخيص لدول أخرى بتزويد كييف بدبابات من الطراز نفسه من ترساناتها الخاصة، نُظمت مسيرة حاشدة في ميونيخ الألمانية، الليلة الماضية، وخرج المئات من السكان المحليين إلى شوارع المدينة، معارضين تزويد نظام كييف بالدبابات وأنواع أخرى من الأسلحة.
وتم تنظيم هذا الحدث من قبل حركة «قيام ميونيخ»، وأبلغ النشطاء عن ذلك على قنواتهم في «تلغرام».
وسار المتظاهرون في شوارع المدينة على قرع الطبول وتجمعوا في الساحة المركزية أمام مبنى الإدارة المحلية، وحملوا ملصقات تنتقد السلطات الألمانية، التي قررت تزويد أوكرانيا بمركبات «ليوبارد 2» المدرعة.
وأعلن المنظمون أن موضوع الاحتجاجات يمكن أن يكون السلام حصرياً، ودعا ممثلو الحركة إلى عالم بلا سلاح وإنهاء الحرب الاقتصادية.
وأمس أكد الجانب الروسي، في تعليقه على قرار برلين توريد الدبابات، أن هذه خطوة خطيرة للغاية تنقل الصراع في أوكرانيا إلى مستوى جديد من المواجهة.
إلى ذلك، قال الخبير الألماني يورغن روزيه، إنه من المستبعد أن تتمكن ألمانيا بواسطة تقديم 14 دبابة من مساعدة أوكرانيا على قلب مجرى الأعمال القتالية لصالحها.
وبرر يورغن روزيه، وهو ضابط ألماني سابق برتبة مقدم، قوله هذا بوجود تعقيدات لوجستية وبخصوصية النزاعات الحديثة، مشدداً على أن عمليات التسليم هذه يمكن أن تساعد في انعطاف حاد في مسار الحرب، مشيراً إلى أن مثل هذا العمل يهدف فقط إلى ضمان عدم تفكك الفعالية القتالية والروح المعنوية للجيش الأوكراني.
ووفقاً له، يستغرق تدريب طاقم الدبابة في الجيش الألماني، وفقاً لمعايير الناتو، سنة واحدة على الأقل، ويتطلب تحضير ونقل وتسليم الدبابات كذلك الكثير من الوقت.
وقال: من المعروف أيضاً، أن الدبابة القتالية غير مجدية في ساحة المعركة عندما تكون وحدها.. يجب تنفيذ مجموعة من الأعمال المنسقة للقوات المدرعة والميكانيكية، وهذا عمل جماعي على أعلى مستوى، وكل ذلك يتطلب التدريب العملي الطويل، وهو أمر لا يمكن تحقيقه خلال عدة أسابيع، ومن المعروف أن هذه الدبابات تستهلك كميات كبيرة من الوقود الذي يعاني جيش أوكرانيا مشكلة في توفيره.
ويرى الخبير، أن الدبابات تصبح هدفاً سهلاً لأنظمة الصواريخ المضادة للدبابات ذاتية التوجيه وللدرونات الطائرة، وخاصة في منطقة برج الدبابة بسبب عدم سماكة الدرع هناك.
ونوه الخبير بأن إصلاح وصيانة هذه الدبابات في الميدان مستحيلة عملياً ويجب نقلها إلى ورش الصيانة الموجودة في سلوفاكيا وهي مهمة ليست سهلة.
بالتزامن، قال دبلوماسيون إن الدول الغربية بدأت مناقشة احتمال إرسال مقاتلات إلى أوكرانيا، لكن العديد يخشون تصعيد الصراع.
ووفقاً لصحيفة «بوليتيكو»، نقلاً عن مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين غربيين، فإن المناقشات التي بدأها الجانب الأوكراني حول توريد مقاتلات نفاثة إلى كييف جارية.
وقال دبلوماسي من دولة شمال أوروبا: ستكون الخطوة الطبيعية التالية «لدعم أوكرانيا» تسليم المقاتلات.
في الوقت نفسه، تشير الصحيفة إلى أن المناقشة ستكون أكثر توتراً من مناقشة توريد الدبابات في وقت سابق.
وأشار عدد من المسؤولين الأوروبيين إلى أن سلطات بلدانهم تعتبر هذه الفكرة فاشلة، وما زالت مخاطر التصعيد عالية.
كما قال أحد المسؤولين: يمكننا مناقشة هذا في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع”.
وأمس الأربعاء، اقترحت دولة أوروبية إرسال ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا لاعتقادها بأن هذا النوع من الأسلحة المثيرة للجدل يمكن أن يساعد القوات الأوكرانية في ساحة المعركة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المسؤول الأوروبي الذي لم يرغب في الكشف عن هويته واسم دولته: إن حكومته وافقت على الشحنة وكانت تعمل للحصول على إذن من ألمانيا التي شاركت في إنتاج هذه الذخائر.
وتحظر معاهدة أممية تدعمها معظم الدول الغربية استخدام ونقل القنابل العنقودية التي تنثر عدداً كبيراً من القنابل الصغيرة المتفجرة وغالباً ما تشكل تهديداً لفترة طويلة حتى بعد انتهاء النزاعات.
وفي السياق، أعلن المدير العام السابق لشركة «روس كوسموس»ورئيس الفرقة الخاصة من المستشارين العسكريين «ذئاب القيصر» دميتري روغوزين، أن روبوت «ماركر»، الذي سيدخل منطقة العمليات الخاصة في أوكرانيا في شباط القادم ، سيتمكن من اكتشاف وضرب المعدات الأوكرانية تلقائياً، بما في ذلك دبابات أبرامز الأمريكية و«ليوبارد» الألمانية.
وقال روغوزين: «النسخة القتالية من روبوت ماركر، تحتوي على “كتالوج” إلكتروني في نظام التحكم مع صور للأهداف في كل من النطاق المرئي والأشعة تحت الحمراء، وبناء عليه، يمكن للروبوت تحديد معدات العدو تلقائياً، على سبيل المثال، بمجرد تسليم شحنات دبابات أبرامز ودبابات ليوبارد للقوات الأوكرانية، سيتلقى ماركر، صورة إلكترونية مناسبة وسيكون قادرة على اكتشاف وضرب الدبابات الأمريكية والألمانية تلقائياً باستخدام الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
وأوضح أن «ماركر» يمكنه أيضاً تحديد أولويات الأهداف تلقائياً، مضيفاً: لنفترض أنه اكتشف دبابة T-64 وناقلة أفراد مدرعة وبعض المعدات الأجنبية على خط التماس، سيختار الروبوت بشكل مستقل هدفاً حسب الأولوية، أيهما هو الأكثر أهمية، ويضربه بقوة النيران المناسبة.
وأعلن روغوزين، أنه سيتم تسليم أربعة روبوتات من طراز “ماركر” إلى دونباس في شباط ، في نسخ الاستطلاع والضرب، أولاً، سيتم اختبارها في ساحة التدريب، وبعد إزالة الأخطاء المحتملة، سيتم إرسالها إلى ساحة المواجهة.
وتمتلك «ماركر»، وحدة قتالية دوارة قادرة على الدوران حول 540 درجة في ثانية واحدة، مصحوبة بتحديد الأهداف، ويمكن تجهيز الوحدة بمختلف أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات وقاذفات القنابل والمدافع الرشاشة الثقيلة وغيرها من الأسلحة.
وتم تطوير روبوت “ماركر” بواسطة شركة «أندرويدنايا تيخنكا» بالتعاون مع مؤسسة الأبحاث المتقدمة، ويمتلك الروبوت الذي يزن حوالي 3 أطنان أكثر مهارات الحركة المستقلة تقدماً في روسيا مع التعرف على الأشياء استناداً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ويتم ضمان استقلالية النظام الأساسي من خلال نظام رؤية معياري متعدد الأطياف، حيث تتم معالجة البيانات بواسطة خوارزميات الشبكة العصبية.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار