وصول الحالة الفنية لمستوى خطير دفع إلى ترميمها… التكية السليمانية ستكون مقصداً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً وسياحياً ودينياً
تشرين- بشرى سمير:
لاطلاعهم على الوضع الفني للتكية لسلمانية بكل أجزائها وحجم الضرر الذي لحق بها وتراكم منذ التسعينيات وحتى اليوم ولاسيما خلال سنوات الحرب، نظمت محافظة دمشق جولة ميدانية لممثلي وسائل الإعلام المحلية والخارجية داخل التكية بحضور محافظ دمشق المهندس طارق كرشاتي.
وأشار المحافظ خلال الجولة إلى أن الهدف من أعمال الترميم التي تجري حالياً في التكية السليمانية هو الوضع الراهن الذي آلت إليه وهو ليس وليد الساعة، وإنما نتيجة تراكم سنوات طويلة قبل الحرب وخلالها، حيث ساهم وصول الحالة الفنية لهذا المكان إلى مستوى خطير من الضعف والتهالك والذي كان من الممكن أن يتسبب بسقوط أجزاء كبيرة من منه، ما استدعى تدخلاً سريعاً وعاجلاً ومدروساً لوقف التدهور وإطلاق عمليات تنفيذ أعمال مشروع ترميمها بهدف حماية وإعادة إحياء هذا الصرح التاريخي التراثي الهام للسوريين من خلال معالجة المشاكل الإنشائية وتحقيق الاستقرار الهندسي للمباني عبر حلول هندسية بناء على المواصفات والقوانين والمقاييس العالمية لأعمال الترميم لحماية المبنى الأثري من التشويه والمحافظة على ديمومته لإعادة عمل الحرف اليدوية في قاعات تراثية مرممة. ولفت كريشاتي في تصريح للإعلاميين إلى أن الترميم سيستند إلى هوية التكية وطابعها المعماري والتاريخي والثقافي وسيحافظ على هذه الهوية وسيضيف الترميم بصمة من الزمن الذي نحن فيه كما سيحافظ على الوظيفة الأساسية للتكية كمعلم تاريخي وتراثي.
محافظ دمشق: سيتم تخصيص مكان لاحتضان أصحاب الحرف التراثية
وتطرق المحافظ إلى وجود أماكن وأجزاء في التكية كانت مهملة ومنسية وتالياً الترميم سيحمي هذه الأماكن التي يمكن وصفها بالميتة، إضافة إلى ترميم الأجزاء الرئيسة المتصدعة مؤكداً أنه سيكون في أجزاء من التكية مكانٌ يحتضن أصحاب الحرف التراثية ويحتضن المناسبات والفعاليات المرتبطة بالصناعات التراثية، وختم كريشاتي بالقول: نتطلع بعد الترميم أن تكون التكية مقصداً ثقافياً وتراثياً وتاريخياً وسياحياً ودينياً للسوريين وللزوار من الخارج.
وقدمت خلال الجولة الدكتورة عبير عرقاوي أستاذة في كلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق شرحاً حول ما تم إنجازه من أعمال ترميم مبينة أن الحالة الإنشائية للتكية بحاجة إلى عناية وترميم متكامل بشكل ضروري، لكون المبنى متضرراً بسبب الهبوطات الحاصلة في التربة المقام عليها، ما أثر سلباً على القبب والأقواس الموجودة فيه، وأحدث فيه تفسخات وتشققات، إضافة إلى التعرجات في أرض المبنى، الأمر الذي جعله آيلاً للسقوط، مؤكدة عدم وجود أي استثمار خاص للمبنى، وأن الوقت اللازم لإنهاء ترميمه مرتبط بواقع دراسة واستكشاف التربة والأساسات المقام عليها البناء.
ولفتت إلى أن الترميم شمل التكية الكبرى والجامع الرئيس فيها ثم تم الانتقال إلى التكية الصغرى حيث تطلب المشروع وجود أعمال تدعيم وإدخال آليات ثقيلة وأعمال حفريات، وحرصاً على سلامة الشاغلين تم الإخلاء التام للموقع قبل البدء بالعمل على عكس ما جرى في المرحلة الأولى من مشروع ترميم التكية الكبرى التي كانت خالية من أي إشغالات وبعد قطع مرحلة متقدمة في ترميم التكية الكبرى تم الانتقال لترميم التكية الصغرى بما يتيح توصيل الخدمات والأنظمة لكلا القسمين وإنجاز المشروع على أكمل وجه وإعادة الألق للتكية السليمانية.
من جانبه نذير عوض مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف بيّن تعرض موقع التكية المجاور لمسار نهر بردى خلال العقود الماضية إلى هبوط المياه الجوفية بسبب شح المياه، وتالياً انجراف في طبقات التربة تحت منسوب تأسيس المباني، نتجت عنه هبوطات كبيرة ظهرت على شكل تشققات وتصدعات في كثير من أسقف وقبب التكية وأعمدتها وجدرانها ما استوجب إجراء أعمال الترميم للحفاظ على هذا المعلم الأثري التاريخي.