التكية السليمانية في«استراحة» مؤقتة ليستمر التاريخ والتراث
تشرين- بشرى سمير:
في خطوة تدل على مدى الاهتمام بالصناعات الحرفية والتقليدية من الاندثار، قامت وزارة السياحة بنقل ما يزيد على 40 حرفة صناعية يدوية من التكية السلمانية، ريثما يتم ترميمها وإعادة تأهيلها إلى حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية والحرفية، والتي يدل اسمها على أهم مهامها في احتضان الأعمال الصناعية الحرفية الإبداعية، والتي انطلقت قبل عامين على مساحة تقدر بـ13 دونماً، كمشروع تنموي إنتاجي متكامل، بهدف الحفاظ على الحرف التراثية من الاندثار، وتدريب الأجيال الحالية عليها من خلال شيوخ كار تم اختيارهم بعناية، من أجل تخريج جيل من الحرفيين المهرة، الأمر الذي يضيف إلى الحاضنة الكثير من الحرفيين المهرة، ممن سيسهمون في إغناء التراث والصناعات الحرفية بمنتجاتهم الإبداعية.
تجمع لشيوخ الكار
حسبما أشار المدير التنفيذي للحاضنة لؤي شكو، فالحاضنة هي تجمع لشيوخ كار الحرف التراثية، مهمتها تعليم وتخريج حرفيين وصقل مواهب الشباب السوري لضمان استمرار وصون الموروث الثقافي السوري للأجيال القادمة، وتحقيق التكامل للصناعات الصغيرة، والتي هي أساس تطوير الصناعات المحلية. وأشار شكو إلى أن هناك فرعاً جديداً للحاضنة في جمهورية أبخازيا ونطمح لفروع أخرى، لافتاً أن الحاضنة تضم ما يزيد على 38 حرفة وكل حرفة تضم أكثر من 20-30 مهنة متفرعة عنها، منها على سبيل المثال صناعة الصابون وتركيب العطور، تصميم الأزياء، قص على الليزر على المعادن الثمينة والخشب، وحفر على الخشب، إضافة إلى الصابون والغار اليدوي، وأغلب الحرف التي تشتهر بها محافظتا دمشق وريفها، والحاضنة تمثل أشهر الحرف التي تشتهر بها دمشق وريفها، وتتألف من عدة أقسام منها أكاديمية الأسد للفنون الحرفية، إلى جانب مشاغل للحرفيين، ومركز ثقافي وصالة معارض، ومركز تجاري مهمته الترويج والتسويق للمنتج الحرفي في الأسواق المحلية والخارجية، لافتاً إلى اهتمام الحاضنة بذوي الشهداء والجرحى من الجيش العربي السوري، فهناك جمعيات تعمل على تدريب هؤلاء على الحرف والمهن التراثية التي تتناسب مع كل منهم، إضافة إلى مركز أبحاث حرفي مهمته تطوير ابتكارات وإبداعات الحرفيين، ويهتم بدراسة الجدوى الاقتصادية وربط المبدعين والمبتكرين من الحرفيين بالاستثمار، وإنشاء جيل مؤهل فنياً وقادر على الاستمرار بهذه الحرف ودعم سوق العمل، وخاصة مع وجود ندرة في الحرفيين المهرة، مشيراً إلى أن الحاضنة كانت قبلاً بطور التأسيس، وبتعاون كافة الوزارات المعنية للحفاظ على الصناعات التقليدية والتراث، فوزارة الاقتصاد قامت بالدعم باتجاهين الأول:
نقل 40 حرفياً وشيخ كار إلى حاضنة دمر للفنون التراثية
عمل دورة دبلوم تصدير احترافي للحرفيين لتعليمهم مبادئ التصدير، والأرقام الجمركية إضافة إلى تخصيص مساحات في معرض أكسفو دبي، وساهمت الحاضنة فيه بنجاحات متميزة حققها الحرفيون بمعرضاتهم الإبداعية هناك، منوهاً بمشاركة هيئة المشاريع الصغيرة، من خلال معارض الحرفيين الداخلية، إضافة إلى دعم وزارة الصناعة التي تشكل الجناح الرئيس للحاضنة، التي ستقوم بالتسويق والترويج للحرفين، ومنحها الترخيص السياحي الذي سيسهم بشكل قانوني في دخول وزارة السياحة بدعم الحاضنة، وإقامة معارض داخلية وخارجية، والاشتراك في معرض الفنادق الكبيرة في سورية، إضافة إلى تأمينها مواصلات نقل داخلي من جسر الرئيس إلى الحاضنة، منوهاً بأن أهم ما نقوم به هو دعم عناصر الحاضنة، ثم يأتي الدعم المادي لكون الحرفي لديه التراخيص لتجاوز عقبات كبيرة، ثم يأتي موضوع التمويل كموضوع آمن مثل المصرف الممول عندما يمول حرفي من الحاضنة، يكون هناك ضمان من الحاضنة للحرفي بآلاته ومعداته ومواده الأولية بما يجعل القرض الذي يأخذه من المصرف آمن، حيث يأخذ الحرفي من الحاضنة كتاباً خطياً بضمان آلاته ومعداته، وعدم خروجها خارج الحاضنة، ولم يخفِ شكو وجود ازدواجية في قرارات وزارة السياحة التي قد تتسبب في اندثار الحرف اليدوية.
وأشار شكو أن منظومات الحواضن من شأنها التشجيع على حصول الحرفيين على قروض وتمويل من المصارف، لأن الضمان موجود والخبرة لدى الحرفي موجودة، والحاضنة تفتح أبوالها لأي شخص يرغب بانضمام إليها وعمل دورات شريطة أن يكون لديه رغبة وحب للعمل واحتراف مهنة، وفيما يتعلق بأجور المحلات في الحاضنة بيّن أنها رمزية ومغرية جداً، وتناسب جميع الحرفيين وتقدر حسب المساحة والموقع، ويمكن أن تتم مشاركة الحرفي المبدع بنسبة 5% من منتجاته على سبيل المثال، من دون أن يسدد أي أجر للحاضنة، لأن هدف الحاضنة استقطاب الحرفيين المتميزين والمبدعين والأكفاء.
مدير الحاضنة: تم تجهيز مشاغل للحرفيين الذين سيغنون المنتج الحرفي والصناعي
لجميع الشرائح
وبيّن مدير حاضنة دمر للحرف التراثية أن عمل الحاضنة يقوم على توفير الإمكانية لجمع مختلف شيوخ الكار والحرفيين في مكان واحد، الأمر الذي يؤدي إلى توليد أفكار جديدة من خلال هذا التلاقي والتقارب والوصول إلى مشاريع جديدة، وإلى تطوير المنتج المحلي الحرفي ولديهم معلومات غنية في معالجة المشاكل بشكل إيجابي جداً، ومن هنا يصبح من السهل توفير الدعم للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر على امتداد الوطن، وفي كل مدينة وقرية وبذلك يتحقق التكامل في تطوير الحرف التراثية والنهوض بها، وخاصة مع قدوم حرفيي التكية السلمانية، الذين سيسهمون في إغناء عمل الحاضنة، وتكون مليئة بخبرات تغني الصناعة، وبالتالي اقتصاد البلد وسيجدون مشاغلهم مجهزة بكل ما يحتاجونه من مواد، ووزارة السياحة تتابع أمورهم، وسيهمون في تحسين الموقع الجغرافي للحاضنة وعلى الرغم من أنهم تركوا موقع التكية السلمانية المعروف عالمياً، والذي يتم ترميمه حالياً، والمحافظة على هويته التاريخية، وتعود الحرف المميزة إلى التكية بعد الانتهاء من عمليات الترميم التي ستستمر عامين، وتكون الحاضنة بوجود حرفيي التكية مقصداً سياحياً وصناعياً، مؤكداً ضرورة تأمين مواد أولية للصناعات الحرفية التي تصدر إلى الخارج.