التغيرات الاجتماعية تترك تربية الأطفال لـ”السوشال ميديا”
تشرين – دينا عبد:
ازدادت في الآونة الأخيرة حسابات اليافعين على السوشيال ميديا، ومواقع التواصل الاجتماعي ممن لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة، حيث يشاهدون ويعلّقون على صور ومقاطع فيديو لا تناسب أعمارهم؛ فأين أولياء الأمور ؟ ولماذا لا تتم مراقبتهم بالطريقة التربوية الصحيحة؟
وفي حال كانوا متعلقين بهذه المواقع، لماذا لا ينبههم آباؤهم بعدم التعليق على أي منشور لا يناسب أعمارهم أو تفكيرهم؟
حسب اختصاصيين في الميديا: فإن معظم هذه القنوات والمواقع تشترط لدخولها سناً معيناً، إلّا أن معظم من ينشئون هذه الحسابات يكتبون أن أعمارهم تجاوزت الثامنة عشرة، وسط غياب رقابة الأهل، وأحياناً نجد هذه الحسابات بأسماء مستعارة.
الخطأ من الأهل
أنشأت شادية (موظفة) حساباً لابنها البالغ من العمر١١ عاماً وهذا (خطأ كبير طبعاً)، لكن حسب رأيها بأنها موظفة، وهذه هي الوسيلة الوحيدة للتواصل معه، حين عودته من المدرسة، نظراً لوجود خدمة الإنترنت في المنزل بشكل دائم، الأمر الذي يخفف عنها تكاليف إضافية فيما لو اتصلت مكالمة.
وهنا نتساءل: كيف يمكن للأهل مراقبة أبنائهم في ظل وجود مساحة واسعة ومتسع من الوقت لمشاهدة ما يحلو لهم؟
استشارية تربوية: التعلق بها يؤثر في ذاكرة وذكاء الطفل وتركيزه
الاستشارية التربوية ربى ناصر بيّنت أن كل أطفالنا يملؤون أوقاتهم بما يسليهم ويسعدهم، لكن في الآونة الأخيرة جذبتهم التكنولوجيا، وبالأخص الهواتف الذكية التي يستخدمون عليها كل البرامج، لأنها سهلة التنقل معهم، هذا ما زاد من تعلقهم بها وارتباطهم معها، فهي متاحة في أي مكان وزمان، وهذا ما سبب الاستخدام المفرط للمواقع الإلكترونية، وبرامج وألعاب الفيديو.
متغيرات سلبية
وصراحة إن إدخال عمر الطفل على البيانات الخاصة بالموقع لا يلغي كل السلبيات، فنحن ننتبه للطفل الذي يستخدم الهاتف المحمول، والذي تطرأ عليه مجموعة من المتغيرات السلبية، كاضطراب النوم والقلق والشره للطعام، وضعف التواصل الاجتماعي والانطوائية، وأحياناً وبسبب التنمر الإلكتروني، والعنف اللفظي قد يدخل الطفل في حالات نفسية سيئة جداً، ويؤثر استخدامها بصورة واضحة على التحصيل الدراسي، فكثرة التعلق بالسوشيال ميديا يؤثر في ذاكرة وذكاء الطفل وتركيزه، وبين هذا وذاك يكمن خطر المواقع التي تنشر أخباراً كاذبة ومعلومات مغلوطة، فهي تشتت الذهن، فهذا التواصل الاجتماعي الافتراضي جعل الطفل يبتعد عن أسرته وأصدقائه الحقيقيين، ويتخذ من عالمه المجهول عالمه المفضل، وهذا خطر على سلوكه وشخصيته.
وبيّنت: في الواقع الحقيقي حتى لو اطمأن الأهل لأنهم أدخلوا عمر الطفل الحقيقي على هذه المواقع، فهذا لن يلغي السلبيات الكثيرة، لذلك نرجو من الأهل مراقبة أولادهم، وتحديد موعد معين لتصفح الإنترنت، وتحذير الطفل وتوعيته بالمواقع الخطيرة، ويجب على الأهل استخدام برامج الحماية، التي تمنع هاتفه من الدخول إلى برامج ومواقع لا تتناسب مع قيم مجتمعنا الأخلاقية والتربوية.
وأخيراً يجب على الأهل تعليم الأطفال أن يميزوا بين الصحيح والخاطىء ليكون الوعي ذاتياً وناجماً عن تفكير وإدراك ومسؤولية.
وشددت ناصر على أهمية أن يكون لدى الأهل أسلوب تربوي علمي في تعامل الأبناء مع مواقع التواصل وكل ما يُبث من خلالها، وذلك عن طريق مراعاة التدرج في عملية التربية، بما يتناسب مع المراحل العمرية، والتي هي من أهم عوامل النجاح، واستمرار التواصل والحوار المستمر، وشعور الأبناء بأنهم على ثقة مع آبائهم، واعتبارهم المرجعية والسند لهم، لكون التربية ليست بالعملية السهلة في هذا الوقت، في ظلّ وجود الكثير من المؤثرات الخارجية من؛ مدرسة، محيط اجتماعي، وعالم تكنولوجي افتراضي واسع.