أول نظارات شمسية تعود إلى ألفي عام
أصبحت النظارات الشمسية واحدة من أكثر إكسسوارات الموضة انتشارا في العالم، ولا يمكن الاستغناء عنها، وجميعنا يحبّ ارتداءها، فهل خطر في بالك يوماً وأنت تسير في الشمس واضعاً نظارتك الشمسية على عينيك عن سّر هذا الاختراع؟
حماية العينين من أشعة الشمس ليست موضة فقط، بالعودة إلى الوراء نجد أن بعض الشعوب القديمة عرفت النظارات الشمسية، مثل الشعوب التي عاشت في مناطق جليدية أو صحراوية أو مناطق تكسوها المياه مثل مدينة البندقية الإيطالية.
وتشير الأبحاث إلى أن أول استخدام للنظارات كان قبل 2000 عام على يد شعب الإسكيمو لحماية أعينهم من وهج الضوء المنعكس عن الثلج وكانت مصنوعة من الخشب الطافي المنحوت أو العظام أو عاج الفظ أو قرن الوعل، ثم انتقلت تلك النظارات إلى كندا مع الاسكيمو “ثقافة ثول” قبل حوالي 800 سنة.
في المتحف الكندي للحضارة توجد أقدم نظارة شمسية في التاريخ عثر عليها في شمال جزيرة بافن، وهي مصنوعة من العاج الخالص ويعود تاريخها إلى ما بين 1200 م و1600 م، وهي مصممة لحماية العينين من عمى الثلوج الناجم عن أشعة الشمس في الربيع.
وتؤكد الأبحاث أن النموذج الأول من النظارات الشمسية ذات العدسات الحاجبة للأشعة فوق البنفسجية بتصميمها الحديث المتعارف عليه ظهر لأول مرة في القرن الثامن عشر في مدينة “فينيسيا” الإيطالية عندما شعر النبلاء في المدينة بضرورة حماية بشرتهم وأعينهم من انعكاسات الشمس على مياه الجنادل في فينيسيا، فقد كان السادة في فينيسيا حريصين على حماية لون بشرتهم “الشاحبة” حيث كان شحوب البشرة دلالة على النبل، والوضع الاجتماعي المرتفع، إضافة إلى إدراكهم بأن الشمس تسبب شيخوخة البشرة، فابتكروا أداة تشبه مرآة اليد الكبيرة مع عدسة زجاجية خضراء اللون، كانوا ينظرون من خلالها أثناء التنقل بين قنوات الجنادل في فينيسيا، أطلق على هذا النوع من النظارات “نظارات الجندول” وكانت هذه هي المحاولة الأولى لحماية العينين والبشرة من أشعة الشمس.
ثم بدأ إنتاج النظارت الرجالية بعد ذلك بالتصميم الحديث مع ذراعين مثبتتين خلف الأذنين، وعدستين زجاجيتين معقودتين على أعلى عظمة الأنف، ويعرف هذا النوع من النظارات الشمسية بنظارات “جولدوني”، وتقول الأسطورة إن الاسم يعود للكاتب المسرحي الإيطالي الشهير كارلو جولدوني، حيث كان يرتدي تلك النظارات وهو يتمشى في جميع أنحاء المدينة.
الشيء الاستثنائي فيما سبق أن الأشعة البنفسجية تم اكتشافها عام 1870 أما نظارات فينيسيا فقد سبقت ذلك حيث ظهر منها في القرن السابع عشر بزجاجها الأخضر الفريد الذى يحمي العيون بكفاءة عالية كما في الإصدارات الأحدث من النظارات الشمسية تماماً.