لمسات المرأة الريفية تنجح في مضمار «البزنس البسيط».. مشاريع رائدة والفواكه المجففة علامة فارقة
تشرين- بشرى سمير:
تجلس أم زيد المرأة الخمسينية التي رسم الزمن بعض خطوطه على وجهها الأسمر اللطيف على قارعة الطريق، لتبيع الفواكه المجففة من تين وزبيب وجوز ولوز إضافة إلى المشمش، سعياً منها لمساعدة أسرتها في تحسن المعيشة وتلبية احتياجات أولادها.
أم زيد رغم بساطتها تدرك جيداً فائدة الفواكه المجففة وأهميتها، وخاصة في فصل الشتاء، وتقول إنها اختارت هذا العمل مع عدد من نساء قريتها في نبع الفوار، لأن التجفيف الحل الأمثل للحصول على الفواكه، والمحاصيل لفترة طويلة بعيدة عن تلفها السريع في الشكل الطبيعي، ويمكن أن تباع على مدار العام، وليس فقط في مواسم محددة, ورغم ارتفاع أسعارها حسب عدد من الباعة الذين التقيناهم، إلّا أنها تلقى رواجاً من الزبائن ولو كانت عملية الشراء بكميات قليلة.
اختصاصي صحة عامة: مصدر طاقة بديل وأفضل بكثير عن الشوكولاتا والحلويات
وتوضح فاطمة حسن- أمّ لستة أطفال أنها تأتي من قريتها في الصباح الباكر، لتبيع ما قامت بتجفيفه خلال فصل الصيف، من تين وتمر وجوز، لتعيل أسرتها وتوفر احتياجات أولادها، ولفتت إلى أن سعر كيلو الزبيب المجفف 15 ألف ليرة، والتين المجفف 12 ألف ليرة، فيما سجل اللوز 12 ألفاً، والجوز بقشره حوالي 40 ألف للكيلو غرام، والمكسر 55 ألف للكيلو غرام، مشيرة إلى ارتفاع أجور النقل، وخاصة أنها تقطن في منطقة بعيدة، وأضافت: إنّ عملها في الفواكه المجففة وفّر عليها عناء البحث عن عمل بعيداً عن أسرتها وأطفالها، وهو يحتاج إلى صبر وجهد ليصبح المنتج جاهزاً للبيع.
وبيّن المهندس الزراعي عبد الرحمن الخطاب أن الفواكه المجففة تعدّ من المشاريع الزراعية الصغيرة الناجحة، لأن مشروع تجفيف الفواكه والخضراوات والمحاصيل الزراعية تحافظ عليها من دون أي تلف لها، أو إحداث خسائر وخاصة في الفترة الزمنية القصيرة التي تعقب جنيها وجمعها من الأراضي الزراعية، وخلال فترة وصول هذه المحاصيل لتجار الجملة والموزعين إذ سرعان ما تتعرض للتلف في حال عدم تجفيفها، وتالياً تتسبب بخسائر للبائع، وحسب الخطاب الحل يكمن في تجفيفها للحفاظ على المحاصيل لكل من التاجر والمستهلك معاً، وتجنباً للخسائر لكليهما، ولتبقى الفواكه صالحة للاستخدام وفي حالة ممتازة لأطول فترة ممكنة، حيث يتم الاعتماد على الطاقة الشمسية في تجفيفها، أي لا توجد تكاليف عالية لتجفيفها، لذا فإن مشروع تجفيف الفواكه والمحاصيل الغذائية من أفضل المشاريع التي تعمل على مدار العام، حيث يتم شراء المحاصيل في مواسم زراعتها وتجفيفها مباشرة.
ولفت خطاب إلى أن مشاريع التجفيف ليست منتشرة كثيراً في العالم العربي، مقارنة بانتشارها بكثافة في الدول الأوروبية مع إنّ السوق بحاجة إليها دائماً، وخاصة في مواسم محددة، مثل الشتاء وفي شهر رمضان لكونها تدخل في صناعة الحلويات مثل الفستق والجوز واللوز والزبيب والتمر، وأنواع أخرى من الحلويات التي تعتمد على المجففات.
مهندس زراعي: مشاريع التجفيف ليست منتشرة كثيراً في العالم العربي
فيما ينصح الدكتور بشير المصري اختصاصي صحة عامة بتناول الفواكه المجففة قبل القيام بأي نشاط بدني، أو في حال انخفاض مستوى السكر في الجسم، لاحتوائها على تركيز مرتفع من السكر يمكّنها من توفير الطاقة الفورية، مشيراً إلى أن الفواكه المجففة تعد غنية بالألياف التي تُعزز النشاط المعوي السليم، كما أنها غنية بالمعادن، مثل: الفوسفات، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، وفيتامين أ، وفيتامين ب، والحديد، والأحماض الدهنية.
ولفت المصري إلى أن الفواكه المجففة هي مصدر طاقة بديل، وأفضل بكثير عن الشوكولاتا والحلويات، لمن يعانون من نقص الوزن.
وأشار المصري إلى أن الفواكه المجففة والمكسرات يمكن أن تكون وجبة خفيفة ومغذية عند تناولها بصورة مدروسة.
محذراً من الإكثار من تناولها، لأنها تفقد فيتامين ج الموجود فيها أثناء عملية التجفيف، حيث يتحلل كما أنها غنية بالسعرات الحرارية بالنسبة لوزنها، حيث تصل كمية السعرات الحرارية فيها إلى ما بين 5-7 أضعاف الكمية الموجودة في الفواكه الطازجة، مثلاً: المشمش المجفف يحتوي على 238 سعرة حرارية لكل 100 غرام، والمشمش الطازج يحتوي فقط 48 سعرة لكل 100 غرام