الحب والثقافة والتربية السليمة في وصايا الأم
تشرين- د.رحيم هادي الشمخي:
كانت أماً سليمة، ولذلك لابدّ من ثقافة أسرية بتربية زوجية سليمة، وعلى أساس علمي وديني في الوقت نفسه، كما أن وصايا الأم قد تؤثر، ولكن بنسبة قليلة جداً قد لا تتعدى ١% من المشكلة، وحقيقة الأمر أن لكل إنسان طبيعة خاصة، كما أن لكل فرد تربية مختلفة، وهذا يمكن أن يلي دوراً في محاولة كل واحد أن يجعل الآخر صورة عنه، وهذا بالطبع مستحيل علمياً لأن لكل فرد تكوينه ونشأته، وكذلك لكلّ فرد والدان مختلفان، وبالطبع تركيبة وبيئة كل أب وكل أم مختلفة عن الآخرين، إضافة إلى ذلك الظروف الاقتصادية التي يمر بها الزوجان، وكذلك النشأة التعليمية وغيرها، وطلب أن يكون الزوج والزوجة صورة واحدة فهو شيء مستحيل، وتالياً تصبح المشكلة هنا من قلّة الوعي، فعلى الرغم من درجة التعليم التي نصل إليها إلّا أننا نعدّ أميين ثقافياً، فهناك أشخاص جهازهم النفسي راقٍ جداً على الرغم من كونهم فلاحين أو عمالاً أو من بسطاء المجتمع، بينما هناك آخرون جهازهم النفسي سيئ جداً مع إنهم ربما يكونون قد وصلوا إلى أقصى درجات السلّم التعليمي، فالمشكلة تكمن في عدم التوافق النفسي.
ويرى خبراء الأسرة أن وصايا الأم وتأثيرها ليس واحداً في كل فئات المجتمع، وهي ذات تأثير كبير في الزوجة غير المتعلمة أو الفتاة في مجتمعات معينة تفتقر إلى الخبرة في التعامل، كالمجتمعات المغلقة التي تعد الفتاة فيها منعزلة عن المجتمع ليس لها مكان خارج نطاق الأسرة، وهنا يمكن أن يفتقر الجميع إلى الخبرة في التعامل، كما أن هناك كثير من الأمهات العاملات لا يعطين لبناتهن وقتاً للنصيحة أو مصاحبتهن حتى يقوّمن ما يشذّ من تصرّفات للابنة في مرحلة المراهقة، كما أن بعض الأمهات أنفسهن يفتقرن إلى الخبرة ذاتها، وهنا فاقد الشيء لا يعطيه، ولذلك لابدّ من التأكيد على قيمة الأسرة، وأن يتم ذلك من خلال المناهج التعليمية، فنغذي أبناءنا بقيم الوفاء والتضحية ومراعاة الآخرين من أفراد الأسرة، ولابدّ من غرس مفهوم أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، كما أننا بحاجة إلى الوصايا التي تعمل على الحد من الخلافات، وخاصة أن نسبة كبيرة من الناس أصبح الزوجان بالنسبة لهم مشروعاً استثمارياً.