«سندريلا وكوزيت» هما بطلتا مخزوني الثقافي وتسالي يومياتي الطفوليّة التي خزّنها عقلي الجمعي في منطقة اللاوعي والحاضرة أبداً وقت الاستجداء العاطفي وتبرير النقص الترفيهي الذي لازم أيام طفولتنا، ولم يصل حدّ العقد النفسية إذا ماقورن بممارسات وسلوكيات جيل اليوم ومساحة الترفيه غير المحدودة المتاحة أمامه.
ومابين لعبة «بيت بيوت» وساعة الكرتون و«الطميمة» وخيارات ترفيه اليوم، لفتتني لعبة تدعى (قول وفعل)، وهي لعبة ورقية منمقة مطبوعة بورق مقوّى وملونة، وحسب الهامش المعلوماتي لشرح اللعبة، فهي حرفياً «مجرد أسئلة تسمّ البدن، في حين أوراق الفعل أوامر تنفذ في حال امتنعت عن إجابات أسئلة القول..»
اللعبةُ أقلّ من عادية، ويمكن أن تكون مملة، لكنها، ولفئة عمرية معينة تعني لهم الكثير، وهي مضحكة ومسلية.
ولأن سندريلا وكوزيت تقفزان دائما في جغرافيتي الوجدانية، فلابدّ ستحرضانني على ارتكاب (القول والفعل) حرفياً ومجاراة صبايا في عمر الورد.
بلعبة، أكيد أنا فيها الخاسرُ الأكبر، لكنّ سؤالاً فيها عما إذا صار عندي super powar تستطيع هذه القوة الخارقة أن تجعلني أختفي،إذ ماذا كنت حيالها سأفعل؟!
سؤالٌ حرّض ذائقتي الشعرية، ومخيلتي الروائية، وبدأ العداد الترفيهي عندي بالعمل وتمنيت لو أنني أختفي مثلاً:
في تصفيات كأس العالم المقبلة وأحرّك الكرة وعناوين الأخبار الرياضية لتصير (مبروك تأهّل سورية).
وتمنيت أيضاً، حضور اجتماعات المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي وتغيير عنوان مسابقة الأفلام التلفزيونية لتصير عن الحرب على نحوٍ عام وعدم اقتصارها على حرب تشرين التحريرية، لتكون المشاركات منوعة مابين أجيال عاشت الذكرى الخمسينية لذكرى التشرين وحرب اليوم الكونية على سورية.
أما الأمنية الأكثر قرباً من أبهر وجدانياتي المهنيّة، فكانت تمنّي الاختفاء في المكاتب الإعلامية الوزارية و«علوااه» لو كنت حاضرة جلساتهم المتلفزة لأقطع التيار الكهربائي عن سابق قهرٍ وإصرار «ميكرفون» التصريحات الخلبية.
(فعل وقول) لعبةٌ أجمل مافيها مساحةُ الخيال والتمنّي والتشفّي الآنية، لكن سندريلا وكوزيت لم، ولن تغيبا عن واقع يومياتنا الخلبية.
وصال سلوم
72 المشاركات