تسول بألف سؤال وسؤال.. ماذا يحدث في باب توما؟
تشرين- محمد النعسان:
ظاهرة غريبة وغير مألوفة، ينتشر رحاها في دمشق، وتكثر في أماكن الليل والسهر وخاصة في حيي باب توما وباب شرقي التاريخيين..!
ففي وقت متأخر وعند قدومك أو مغادرتك مع عائلتك من المطاعم والمقاهي المنتشرة بكثرة هناك، يتوافد عليك عشرات من الأطفال المتسولين من كلا الجنسين، بطريقة احترافية لا تصدق، يهجمون عليك بلغة الاستجداء و الاستعطاف وبكلمات أكبر من عمرهم، و يطلبون المال بحجة أنهم أيتام أو من دون مأوى أو طعام أو أهل، ولايتركونك إلا بعد أن يحققوا غايتهم ومأربهم.
(تشرين) رصدت إحدى تلك الحالات، واستجوبتها برفق ولين دون أن تشعرها بشيء، لتؤكد أن وراء جميع هؤلاء الأطفال (معلمين) ، يقاسمونهم الغلة والمال مقابل رعايتهم في المنطقة وحمايتهم، إضافة لمراقبة عملهم عن بعد وتعليمهم كيف يستغلون رواد تلك الأماكن والتي غالبيتهم من الطبقة المخملية، بأساليب وطرق لا تخطر على بال.
المشكلة أن القضية كانت سابقاً عبارة عن عدد بسيط من الأولاد لا يهتم لأمرهم ، أما اليوم فأصبح تعدادهم كبيراً ومقلقاً، ويزدادون بشكل لافت وبخبرات مدروسة، كون المسألة بسيطة ليس فيها عناء أو تعب، وبالتالي تحقق ريعاً خيالياً للطفل و”معلمه”.
نترك هذه القضية الهامة للجهات المسؤولة للمتابعة والتحقيق، وإيجاد حل جذري لهؤلاء العصابات ومن يساندهم، قبل أن تفقد تلك المناطق قيمتها الأثرية والسياحية التي تسكننا جميعاً، وتصبح مرتعاً للشللية واللصوص.