هل ينتهك استخدام الأطفال في الإعلانات التجارية حقوقهم؟
تشرين- دينا عبد:
يحتل الأطفال مكانة خاصة في نفوس الناس ببراءتهم ولطافة حركاتهم، فهم يجذبون العقول والقلوب؛ المشهد إيجابي يحيي الأمل ويخلف مشاعر السعادة وابتسامة تكسر الرتابة اليومية، لكن المشهد ذاته تحول إلى باب لاستغلال الأطفال في مجالات تتطلب جذب الناس ولفت انتباههم، سواء كانت تجارية أو غير ذلك، ومنها استغلالهم في الإعلانات التجارية، وفي حملات كسب التعاطف والتضامن مع فئات معينة، فضلاً عن جمع “اللايكات” على وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، فهل يشكل ذلك انتهاكاً لحقوقهم؟
د. ياسر كلزي عضو اللجنة الوطنية لحقوق الطفل، بيّن خلال حديثه لـ” تشرين” أن قانون حقوق الطفل السوري الصادر بالقانون رقم ٢١ لعام٢٠٢١ حظر استخدام الطفل في المواد الإعلامية والإعلانية والفنية استخداماً ينتهك خصوصيته أو يؤثر سلباً في نمائه.
وبناءً عليه فإن ظهور الأطفال على أي وسيلة إعلامية وإعلانية أو تواصل اجتماعي مقيد بعدم انتهاك خصوصيته، أو التأثير السلبي على نمائه ما يعني جواز ظهور الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وقد عاقب قانون الجرائم المعلوماتية في المادة ٢١ كل من قام بوساطة إحدى وسائل تقانة المعلومات بنشر معلومات على الشبكة تتعلق بالخصوصية، من دون رضا صاحبها حتى لو كانت صحيحة؛ ويشمل ذلك نشر الصور لكونها تتعلق بالخصوصية.
بالنتيجة بحسب د.كلزي: لا يوجد ما يمنع من نشر صور الأطفال في القانون السوري، لكن بشروط في مقدمتها ألّا ينتهك النشر خصوصية الطفل أو يؤثر في نمائه سلباً من دون تحديد المقصود من ذلك.
وأخيراً لابدّ أن تكون هناك موافقة على النشر من ذوي الطفل على اعتبار أنه قاصر؛ وتحظر الاتفاقيات الدولية استخدام صور الأطفال للترويج لأغراض جنسية أياً كانت، وبخاصة على شبكة الإنترنت وطالبت الدول بتجريم هذه الممارسات.