“هيا نزرع لمستقبل أخضر” حملات التشجير تطول 2230 هكتاراً هذا العام في كل المناطق

تشرين – أيمن فلحوط:

بات عيد الشجرة يوماً اعتاده السوريون منذ سنوات عديدة، ويمثل لهم رمزاً لتعميق دور الغابات – المصانع الطبيعية الضخمة لإنتاج الأوكسجين من خلال التركيب الضوئي، كما تؤثر الغابات في تكوين الترب وصيانتها والحفاظ على خصوبتها وحمايتها من الانجراف المائي.

ولا ننسى تأثيرها في المناخ، حيث تحدّ من سرعة الرياح، وتزيد كمية الرطوبة الجوية عن طريق النتح، إضافة لدورها في تنقية الأجواء من الملوثات، وتنظيم المياه حيث تخفض من الانسياب السطحي لمياه الأمطار.

يوم دولي للغابات

من هذا المنطلق ونظراً لأهمية الغابات اعتمدت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بدءاً من عام ٢٠١٣ يوم ٢١ آذار  يوماً دولياً للغابات، والتزاماً من الجمهورية العربية السورية ممثلة بوزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالمقررات الدولية، وخاصة فيما يخص الغابات، فقد جعلت من عيد الشجرة احتفالية لا تقتصر على زراعة الأشجار، وإنما للتنويه لأهمية الغابات وفوائدها، كما يشير لذلك مدير الحراج في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي الدكتور علي ثابت في حديثه لتشرين، مبيناً أهمية الشجرة في حياتنا وإيماناً بدورها الحضاري والاجتماعي والبيئي والاقتصادي.

وسعياً للمحافظة على تنمية ثروتنا الحراجية واستدامتها، أطلقت الوزارة حملات التشجير الوطنية لإعادة تحريج المواقع الحراجية الجديدة والمحروقة والمتدهورة وزيادة رقعة المساحات الخضراء، وتحتفل بعيد الشجرة الحادي والسبعين في اليوم الخميس الأخير من العام ٢٠٢٢  تحت شعار “هيا نزرع… لمستقبل أخضر”.

تكريس مفهوم الاستدامة لمساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي من خلال تعزيز التنوع الحيوي

مفهوم الاستدامة

كما تسعى وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي إلى تكريس مفهوم الاستدامة في زراعة الشجرة الحراجية، التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني والأمن الغذائي، من خلال تعزيز التنوع الحيوي، عبر دعوة وزارات الدولة والجهات الحكومية والمؤسسات والمنظمات الدولية والمحلية والجمعيات الأهلية والاتحادات والنقابات والجامعات، وممثلي المجتمع المحلي للمشاركة بحملات التشجير الوطنية، التي أطلقتها الوزارة  مطلع شهر تشرين الثاني وتستمر لنهاية آذار من العام القادم.

5 حملات 

ويعدد مدير الحراج في الوزارة عناوين الحملات لهذا العام على النحو التالي:

حملة تشجير عيد الشجرة المركزي والفرعي تحت شعار : “هيا نزرع … لمستقبل أخضر”. وحملة التشجير الأسرية .. رب الأسرة مع أفراد عائلته وأقاربه تحت شعار : “حباً بالأرض.. نغرس الشجر”. وحملة تشجير الأراضي التابعة للمدارس للجامعات تحت شعار : “بالأمل نغرس الشجر”. وحملة تشجير النقابات والهيئات والمنظمات والمؤسسات تحت شعار : “لمناخ أفضل .. نغرس الشجر”.

وحملة توزيع خمس غراس حراجية مجانية لكل أسرة تحت شعار : “محبة – عطاء – نماء” .

جهاز فني 

ولنجاح هذه الحملات تم تكليف جهاز فني من دائرة الحراج في كل من مديريات الزراعة والإصلاح الزراعي، وفي الوزارة ممثلة بمديرية الحراج قبل البدء بها لاستقبال المتطوعين، وتسجيل الأسماء ونوع المشاركة المطلوبة وهاتف صاحب العلاقة ليتم إبلاغهم لاحقاً بمكان وموعد التنفيذ بالتوافق مع رغبة كل جهة.

الأنواع المستخدمة 

يتم استخدام الأنواع المحلية ذات الانتشار الطبيعي في سورية وفقاً للدكتور ثابت، مثل أنواع السنديانات العادي والبلوطي والرومي وشبه العذري، بالإضافة لأنواع الصنوبريات الحلبي والبروتي، كما نستخدم الأنواع متعددة الأغراض وذات الانتشار المحلي مثل الخرنوب والغار، فالأولوية هي استخدام الأنواع المحلية، وتأتي الأنواع المتعددة كمرحلة ثانية في المواقع الحراجية القريبة من التجمعات السكنية، والتي يمكن الاستفادة منها من قبل السكان كالصنوبر الثمري علي سبيل المثال، والأنواع الرحيقية مثل الأوكالبتوس، والروبينيا وزهرة العنقود، والخرنوب والغار.

مديرية الحراج تستهدف المناطق المتضررة ضمن خطتها السنوية

وفي المرحلة التالية نستخدم في التشجير الأنواع المدخلة التي أثبتت جدارتها في مواقع التحريج الاصطناعي في المناطق المحررة في السنوات السابقة، وخير مثال على ذلك الصنوبر الثمري، ولكل نوع احتياجاته المائية، وتالياً يتم توزيع هذه الأنواع حسب كميات الهطل السنوي في كل منطقة، فالأنواع المستخدمة في المنطقة الساحلية تختلف عن الأنواع المستخدمة في المناطق الداخلية، والأنواع المدخلة كما ذكرت هي الصنوبر الثمري، الروبيني، زهرة العنقود، الأوكالوبتوس.

المناطق المتضررة

أما على صعيد المناطق المتضررة سواء كانت ناتجة عن الحرائق أو الكسر أو التعدي، فهي مستهدفة ضمن خطتنا السنوية، لكن ضمن الإمكانات المتاحة والمتوافرة، لأن عملنا الآن يقوم على تحريج مساحة معينة والحفاظ عليها وتقديم الرعاية والسقاية لها، لنضمن استمراريتها في المستقبل، بدلاً من تحريج مساحات كبيرة ولا نستفيد منها أو يصعب تخديمها، فما يهمنا النوعية أكثر من تحرير المساحات الكبيرة والتي لا نستفيد منها.

منذ بدأت علميات التشجير في عام 1977 وتشكيل اللجنة العليا للتشجير مرت بأربع مراحل، وكنا ننتج قبل الحرب على سورية ما بين 24-30 مليون غرسة سنوياً، ويتم توزيع على الجهات الحكومية والأهلية.

أما الآن فلدينا في مشاتلنا 4.7 ملايين غرسة، ولدينا خطة لإنتاج مليون ونصف المليون هذا العام، لتكون جاهزة العام القادم.

خطة العام الحالي

ويبين مدير الحراج في الوزارة أن خطة وزارة الزراعة هذا العام تحريج 2230 هكتاراً في كل مناطق سورية، والمتوسط العام لكل هكتار 600 غرسة، وهذه المساحات يضاف لها الحملات التي تقام ضمن المدارس والمعاهد والجامعات، والتي نقدم لها الغراس مجاناً في المناطق التي تخصها.

100 ألف غرسة مجاناً العام الماضي ضمن حملة التشجير الأسرية

وفي العام الماضي ضمن حملة توزيع الغراس مجاناً بمعدل 5 غرسات لكل أسرة قمنا بتوزيع 100 ألف غرسة، وتم البدء في التوزيع خلال شهر شباط من العام الحالي، أما في العام الحالي فبدأنا التوزيع مبكراً من 20 كانون الأول الحالي، لكن لظروف المحروقات اقتصر التوزيع حتى الآن على المواطنين القريبين من أماكن المشاتل المنتشرة في المحافظات، فلدينا 30 مشتلاً في الخدمة، في حين كان عدد المشاتل الإجمالية في سورية 49 مشتلاً، أي هناك 19 مشتلاً خارج الخدمة.

وقمنا العام الماضي بتسيير سيارات على محاور الوحدات الإرشادية ومراكز دوائر الزراعة والمخافر الحراجية ومراكز الحماية، لوضع الغراس فيها، لتكون في متناول المواطنين وفق قوائم اسمية تم اعتمادها بالتعاون مع الإدارة المحلية، لتوزيعها مجاناً أو بيعها للمشاتل الخاصة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار