عنصرية كرة القدم
يوماً بعد آخر تتفشى عنصرية كرة القدم، لدى العديد من عشاقها في القارة العجوز، ولم تكن واقعة تعرض كومان وتشواميني لإهانة شديدة على وسائل التواصل بعد الهزيمة في نهائي مونديال قطر، أمام منتخب الأرجنتين بركلات الترجيح، هي الأولى في تاريخ اللاعبين ذوي البشرة السمراء، وعلى عكس ما حصل مع مبابي لاعب باريس سان جيرمان في العام الماضي، تلقى اللاعبون دعماً من الاتحاد الفرنسي ونادي بايرن ميونيخ الألماني، تجاه العنصرية عبر الإنترنت التي وجهت للاعبين، بعد أن أهدر كومان وتشواميني ركلتي ترجيح في نهائي كأس العالم.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيه لاعبو المنتخب الفرنسي للاستهداف العنصري عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث جرى استهداف كيليان مبابي عقب إهدار ركلة جزاء أمام سويسرا في دور الستة عشر ليورو 2020 العام الماضي، ليساهم في خروج بلاده من البطولة القارية. واشتكى مبابي بعد ذلك من عدم حصوله على الدعم الكافي من جانب اتحاد الكرة الفرنسي.
إن التعليقات العنصرية بغيضة وغير مقبولة، واللافت أنها تطول في معظمها دائماً الكتيبة الإفريقية الكروية، التي تدافع عن ألوان الموطن الجديد لها، دافعة ثمن الهجرة وترك بلدانها الأساسية، وحين يتحقق الفوز يخرج الجميع للشوارع ويتم مدح اللاعبين ويقولون: فازت فرنسا فلتحيا فرنسا.. حققتم المجد لفرنسا، ولكن عند الخسارة الكل يهتف ويقول: ” خذلنا الأفارقة..خذلنا المهاجرون غير الشرعيين”
وذهب بعضهم للقول: ” ارجعوا إلى أدغالكم وصحاريكم لتأكلوا أوراق الأشجار اليابسة وتشربوا من البرك العكرة.. أنتم لا تستحقون المجد والبطولات.. عشتم ولا تزالون في القاع”.
أما اللافت للنظر وهو ما آثار حفيظة اللاعبين ذوي الأصول الأفريقية حين صرخ المدرب الفرنسي بكبرياء في وجه كومان كما نقل عنه: “خذلت فرنسا كلها لا تستحق اللعب لبلد عظيم كفرنسا.. اغرب عن وجهي وعد إلى أدغالكم أيها ……( كلمة لا يمكن قولها هنا)”.
فهل تدفع هذه العنصرية البغضاء اللاعبين من ذوي الأصول الأفريقية، للعزوف عن تمثيل منتخبات القارة العجوز (أوروبا)، والعودة إلى موطنهم الأصلي على صعيد التمثيل الدولي للمنتخبات، لتكون الفرصة مواتية عندها كما أشار جوزيه مورينو لفوز أفريقيا بكأس العالم، حين طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم”الفيفا” بمنع اللاعبين الأفارقة من تمثيل دول أخرى غير دولهم الأصلية.