الذئاب تفتك بالثروة الحيوانية في القلمون
تشرين – علام العبد:
تسود حالة من القلق والرعب في مدن وبلدات وقرى القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق، إثر مهاجمة قطيع من الذئاب سكان منطقة الغوادر في دير عطية حيث تكثر هناك مزارع تربية الدواجن وحظائر الاغنام و للمرة الثانية على التوالي، خلال 48 ساعة، فيما يعزو مربو الاغنام وأصحاب المداجن هناك أن ظهور الحيوانات المفترسة إلى الجفاف الذي تعاني منه البادية السورية.
وفي حادث نادر الوقوع، هاجم، ليلة أمس الأول، قطيع من الذئاب مزارع دير عطية في منطقة الغوادر، ما أدى إلى إصابة العديد من رؤوس الأغنام، بينها أغنام ولود .
وفي التفاصيل، أفاد محمود زغيب من أهالي مدينة دير عطية، لـ”تشرين” بأن الحالة هذه ليست الأولى من نوعها، لكنها قد تفتح الباب واسعاً أمام هجمات مماثلة فالقطيع من الذئاب يقدر بنحو خمسة أو ستة، هاجم مزارع المدينة الواقعة جانب محطة المعالجة وتلك الواقعة شمالي المتحف الوطني وقد قضت تلك الذئاب على عدد من الأغنام، مضيفاً: أن المزارع نائية، وتقع في منطقة تعاني الجفاف، حيث فوجئ السكان بهجوم القطيع من الذئاب، وبعض أهالي المزارع، هربوا من المزارع خوفاً على حياتهم.
ويرى المواطن رائد زرزور أنه بات من الضرورة تشكيل قوة متخصصة بعمليات الصيد لتجنيدها ليصار إلى مواجهة الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع التي باتت تنتشر بكثرة وتهاجم مدن القلمون، وسط حالة من الذعر والخوف سيطرت على الأهالي، تحسباً من هجوم مماثل.
هذا وأظهرت صور متداولة لأغنام مقتولة من قبل الذئاب لم يتمكنوا أهالي المدينة من قتلها فيما تحدثوا عن وجود أعداد وأصناف كثيرة منها في محيط المدينة، ويعزو سكان محليون انتشار تلك الحيوانات في بعض مدن القلمون الغربي، إلى التصحر واتساع رقعة الجفاف، وهو ما يدفع بعض الحيوانات نحو الأحياء السكنية، أو القرى المأهولة بالسكان، بحثاً عن الطعام والشراب.
وقال زغيب: إن الذئاب بدأت نشاطاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، ولجوئها إلى السكان هذه المرة، لأن أغلب سكان القرى باعوا المواشي التي كانت في السابق هي الهدف الأول للذئاب، لكنها هذه المرة انتقلت إلى الإنسان.
وأكد زغيب أن مزارع دير عطية من الآن استنفر جميع أبنائها، وانتشروا في عدة مواقع تحسباً من هجمات الذئاب، كما وجهوا مطالبات للجهات المختصة بضرورة التدخل العاجل، وهذا الحدث هو الخامس من نوعه، خلال الأشهر الماضية، إذ هاجمت الذئاب البرية مزارع زراعية شمال دير عطية، في محافظة ريف دمشق، وأصابت الكثير من رؤوس الأغنام .
بدورها، ترى، المهندسة ليلى مرمر رئيسة وحدة زراعة دير عطية، أن شح المياه في البادية السورية، تسبب في اقتراب الحيوانات المفترسة من سكان القرى والأرياف، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة خطيرة، ليس على البشر فقط، لما تحمله من مخاطر، وإنما على الحيوان كذلك، لأننا في تلك الحالة سنفقد التنوع الأحيائي المهم، داخل البادية السورية، وحتى المناطق النائية، التي تعيش فيها مثل تلك الحيوانات، ولفتت إلى أن الجفاف الذي تعانيه البادية السورية حالياً هو الأقسى بسبب تداعياته الكبيرة.