الولايات المتحدة تبطئ مساعدات أوكرانيا بمجرد مغادرة زيلينسكي

بعد ساعات من الخطاب «التاريخي» للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي أمام الجلسة المشتركة للكونغرس الأمريكي، علق الأخير عملية المضي قدماً بسرعة في حزمة المساعدات بقيمة 45 مليار دولار لكييف.
جاء ذلك فيما نقلته وكالة «بلومبرغ»، حيث نشرت أنه كان من المتوقع أن يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي على المساعدات كجزء من حزمة إنفاق إجمالية مقدارها 1.7 تريليون دولار في وقت متأخر من ليلة أمس، إلّا أنه تم تعليق هذه الخطط بعد رفض الديمقراطيين لاقتراح السيناتور الجمهوري مايك لي بتعديل يتطلب تمويلاً إضافياً للامتثال لقيود فيروس كورونا عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
ويشير مقال «بلومبرغ» إلى أن إقرار قانون التمويل المؤقت سينقل قرارات الإنفاق الرئيسة إلى العام المقبل، ويمنح الجمهوريين المحافظين فرصة لخفض الإنفاق، وبالتالي ربما خفض المساعدات لأوكرانيا.
إلى ذلك، أعلن زعيم الجمهوريين في مجلس النواب الأمريكي، كيفن ماكارثي، الذي يدعو إلى تخفيض المساعدة الأمريكية إلى أوكرانيا، أن موقفه من هذه المسألة لم يتغير بعد خطاب زيليسنكي في الكونغرس.
ونقلت قناة «سي إن إن» عن ماكارثي قوله: ” لم يتغير موقفي أبداً.. أدعم أوكرانيا، لكنني لا أؤيد أبداً شيكاً فارغاً «على بياض».. نريد التأكد من وجود المسؤولية عن كل الأموال التي ننفقها على أوكرانيا”.
وأفادت صحيفة «بوليتيكو»، سابقاً، أن السلطات الأمريكية تحاول استخدام الأساليب المختلفة بما فيها تكنولوجيات «blockchain» للتحقق إلى أين تذهب المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لأوكرانيا.
وكان الجمهوريون قد قدموا، في تشرين الثاني الماضي، مشروع قانون لاختبار تخصيص الأموال لمساعدة أوكرانيا، حيث أوعز عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل كول، بزيادة الرقابة واتباع نهج أكثر مسؤولية تجاه مساعدات أوكرانيا.
وفي تعليق على الزيارة، قال أناتولي أنتونوف، السفير الروسي في واشنطن: إن زيارة فلوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة تدل على أنه لا هو ولا القادة الأمريكيون يريدون السلام، وأنهم غير جاهزين لإحلاله.
وشدد أنتونوف في بيان على أن كييف والولايات المتحدة تهدفان إلى استمرار الصراع ومقتل الجنود وزيادة ربط النظام الأوكراني طويل الأمد باحتياجات واشنطن، لافتاً إلى أن الطروحات التي تظهر في وسائل الإعلام الأمريكية بأن روسيا غير مهتمة بتحقيق السلام خاطئة، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي عبّر مراراً عن موقف موسكو.
وفي السياق، قالت صحيفة «التلغراف» البريطانية إن زيارة الرئيس الأوكراني إلى واشنطن مؤشر على أن بعض الدول الغربية بدأت تتعب من الصراع في أوكرانيا ما دفع كييف لتكثيف جهودها من أجل الحصول على دعم.
وأوضحت الصحيفة في مقال أن استعداد بعض الدول الأوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، لتقديم تنازلات لروسيا هو مؤشر على النجاح المحتمل للاستراتيجية التي اختارتها موسكو على المدى الطويل.
وأشار كاتب المقال إلى أنه من غير المرجح أن تكون أوروبا قادرة على تحمل أزمة شتاء أخرى بسبب العقوبات ضد ناقلات الطاقة الروسية.
كذلك تطرق المقال إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانتخابات رئيس الوزراء البريطاني، وأوضح أن إطالة أمد الصراع في أوكرانيا ستؤثر حتماً في فرص إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك.
على صعيد آخر، قال أندريه ماروتشكو، قائد في قوات لوغانسك الشعبية: إن القيادة الأوكرانية أرسلت تعليمات إضافية لقواتها والهياكل المدنية، لإخفاء الخسائر الحقيقية للجنود الأوكرانيين في ساحات القتال، مضيفاً: قبل كل شيء.. يُحظر نقل الجثث خلال ساعات النهار.. ويسمح باستخدام مركبات مدنية بمقطورات مغلقة.
وأوضح ماروتشكو أنه، وفقاً لمعلومات استخباراتية، صدرت أوامر لجميع العاملين الطبيين الأوكرانيين بعدم نشر بيانات عن عدد القتلى وحالة الجنود.
وتابع ماروتشكو: تم منع العاملين الصحفيين في أوكرانيا من إعطاء معلومات حول عدد وحالات الجرحى بين صفوف الجنود، ومنع أي تصوير أو تسجيل مقاطع فيديو في المؤسسات الطبية، من دون طلب رسمي وإذن من السلطات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار