نهضةٌ فنيّة مختلفةٌ لكبار النجوم.. فنانون يتحدّون أنفسهم أمام «مايكرفون» الدراما الإذاعية

تشرين- ميسون شباني:
«والأذن تعشق قبل العين أحياناً..»
لم يضع الشاعر بشار بن برد في حسبانه أن التطور يمكن أن يجعل الكثير من الناس يعشقون الصوت ويعيشون توجسّاته وتنهدّاته وآماله وآلامه.. عشق وانسجام أحيته الدراما الإذاعية فينا، واستطاعت بنجاح أن تخاطب وجدان وروح مستمعيها وتنقلنا عبر فضاء الصوت إلى دراماها، وتمكنت بحنكة من جذب وإدهاش المتلقي.
لكن اللافت في الفترة الأخيرة هو توجه معظم الفنانين نحو الإذاعة ومنهم نجوم قادمون من عوالم الدراما التلفزيونية، ويشهد الطابق الرابع في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حركة كبيرة وعودة لافتة ومهمة للكثير من النجوم الدراميين إلى كواليسها ..

يشهد الطابق الرابع في «التلفزيون» حركةً كبيرة وعودة لافتة ومهمة للكثير من النجوم الدراميين إلى كواليسها

ترى ماسرّ هذه العودة؟ هل هو تراجع عجلة الإنتاج الدرامي؟، أم وهج الإذاعة الخلّاب هو الجاذب الأول؟
أم هي محاولة استمزاج فن جديد عبر عوالم الصوت ؟
اختبارٌ للإمكانات
أسئلة يجيب عنها رئيس دائرة الدراما الإذاعية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون المخرج باسل يوسف قائلاً: إن المكان هو محبب لكل الفنانين والوقوف أمام (مايك) الإذاعة هو بمنزلة امتحان للصوت وللإمكانات والإحساس، والإبداع هو القدرة على أن تجعل من الصوت صورة كاملة، وليس كل فنان قادراً على القيام بهذه المهمة، لأنَّ الإذاعة لها عالمها الخاص، والكثير من الناس وحتى بعض الفنانين لا يستطيعون أن يتصدوا للمايك، والموضوع ليس سهلاً كما يتصور البعض، فالمايك يفضح والدراما الإذاعية مدرسة وهي تعلم، وهناك فنانون يتحدّون أنفسهم أمام مايكرفون الدراما الإذاعية، لأن هناك مواصفات معينة يجب أن يمتلكها الفنان، والموضوع بحاجة لدرجة عالية من الحساسية.
مزاجٌ جديدٌ
وبالنسبة لعودة النجوم الكبار إلى الدراما الإذاعية يكمل المخرج يوسف: هم أولادها وهناك حميمية دائماً للأماكن التي تحمل خصوصية في نفوسهم خاصة إذا كان يعمل في الدراما الاذاعية أو يسمعها، وهناك نجوم دخلوا إليها لم يعملوا فيها من قبل، وكانت بمنزلة تحد ومحاولة تجريب لهذه العوالم، فمثلاً النجم باسم ياخور كانت فرصة جديدة له كي يدخل مضمار الدراما الإذاعية.

يوسف: هناك فنانون يتحدّون أنفسهم أمام «مايكرفون» الدراما الإذاعيّة

والدعوة للفنانين كانت عبر مسلسل «حكم العدالة» لكونه البرنامج الأشهر في الدراما الإذاعية، وله متابعوه، وعندما نجد أن هناك حلقة مناسبة لنجم ما، تتم دعوته ودعوة الفنان تأتي عندما يكون هناك دور مناسب للشخصية أو دور محبب، ونحن يهمنا أن يكون أرشيفنا في الدراما الإذاعية لكل الفنانين السوريين، والذي أقوله للبعض إن النجم لا يأتي ليأخذ فرصة غيره لأن الهاشتاغ الذي نتحدث عنه في الدراما الإذاعية «الدراما الإذاعية بيت الكل» والذين نعمل على استقطابهم حالياً هم المتمرنون الجدد الذين انتسبوا إلى نقابة الفنانين أو الخريجون من المعهد العالي للفنون المسرحية، إضافة إلى النجوم العائدين إلى البلد، والغاية أن هذا المكان معروف بحميميته ويجمع كل الناس، وهذه أول فكرة يطرحها الفنان بمجرد مجيئه، وهذا واضح من التجمع في دائرة التمثيليات.

عنقا: نجم التلفزيون يختلف عن نجم الإذاعة، فذاك حاضرٌ بكاريزماه الخاصة والآخر حاضرٌ بصوته الساحر

نجوميّةُ الصوت
ويرى مخرج برنامج «حكم العدالة» محمد عنقا البرنامج الأشهر في تاريخ الدراما الإذاعية أن علاقة الصداقة المتينة التي تربطه بمعظم الفنانين ودعوة المحبة التي وجهتها دائرة التمثيليات ومسلسل حكم العدالة كانت سبباً قوياً لعودة الكثير من نجومنا إليها، ويضيف عنقا: المايكروفون له رهبته، وهناك كثير من النجوم الإذاعيين بأصواتهم الرخيمة، والإذاعة مدرسة لكل الممثلين الذين يعملون في التلفزيون، ونجم التلفزيون يختلف عن نجم الإذاعة، فذاك حاضر بكاريزماه الخاص والآخر حاضر بصوته الساحر.
شغل بالمونة
أنا أخرج هذا البرنامج منذ أكثر من 25 عاماً، ومنذ ذلك الوقت كان الممثلون الكبار يعملون فيه، وقد شاهدنا مؤخراً كلاً من الفنانين دريد لحام ، رشيد عساف ، سلاف فواخرجي، أمل عرفة، بسام كوسا، أسامة الروماني، عباس النوري، صالح الحايك كل هؤلاء الفنانين لبوا دعوة الدراما الإذاعية وبرنامج حكم العدالة بدافع الحميمية وحبّ المكان وعشقهم للدراما الإذاعية.

ياخور: أرغب في تجريب مزاج الوصول إلى ذاكرة المشاهدة عبر «المايكرفون»

والتواصل معهم كان بحكم المونة، فالأجور قليلة وضعيفة ، والعائد المادي شبه معدوم، ومعظم المشتغلين في الإذاعة يعملون خجلاً وحباً بالإذاعة.
أرغبُ في التجريب

الفنان باسم ياخور كان قد أكد في لقاء سابق مع تشرين أن هناك جملة تشدّه لبرنامج «حكم العدالة» وهي إخراج محمد عنقا، وأضاف: إن التنوع في تناول الملفات وأسلوب طرحها جعلاه راغباً في تجريب هذا المزاج في الوصول إلى ذاكرة المشاهدة عبر المايكرفون خاصة أنه لم يسبق له أن دخل عوالمها، فكانت فرصة لاختبار إمكانات جديدة لدي وتجريب هذا النوع.

إبراهيم: ديمومة «حكم العدالة» 40 عاماً جعلته عالقاً في ذاكرة السوريين

الديمومة هي السببُ
الفنان فراس ابراهيم أشار إلى أن ديمومة البرنامج أكثر من 40 عاماً جعلته عالقاً في ذاكرة السوريين، وخاصة جملته الشهيرة للبرنامج «محكمة» وموعده الثابت كل ثلاثاء، وأن الأسلوب الجمالي الجذاب في أسلوب الطرح هو ما كوّن له هذه القاعدة الجماهيرية من المتابعة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار