“لحمة الفقراء” في ميزان الربح والخسارة!!.. البطاطا الخريفية تُعدِّل مزاج الأسواق على حساب مزارعيها
تشرين – عمار الصبح:
شهدت أسعار البطاطا في الأسواق انخفاضاً واضحاً وصل إلى ما يقارب الـ50% مقارنة من تلك التي كانت سجلتها قبل أسبوعين تقريباً، في ظل ما وصفه مزارعو المحصول في محافظة درعا من وجود صعوبات تسويقية، وتخمة في المعروض تزامناً مع ذروة قطاف المحصول في عروته الخريفية.
وتدنت أسعار البطاطا في الأسواق إلى أقل من 1200 ليرة للجملة و1700 ليرة للمفرق بعدما كانت تجاوزت 2500 ليرة، وهو ما دفع مزارعي المحصول إلى تخزين قسم كبير من الإنتاج إلى حين تحسن الأسعار.
وقال أحد مزارعي البطاطا في بلدة “القنية” في الريف الشمالي للمحافظة: إن الأسعار الحالية لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج المرتفعة التي ترتبط بشكل مباشر بتوافر المحروقات، إضافة إلى التكاليف المرتفعة التي ازدادت بشكل ملحوظ بسبب غلاء الأسمدة وأجور النقل واليد العاملة، وبالتالي فإن الأسعار الحالية تتسبب بخسارة للمزارعين، عازياً سبب انخفاض الأسعار إلى كثرة المعروض من المادة في الأسواق بما يفيض عن الحاجة، فضلاً عن تزامن إنتاج المحافظة من محصول العروة الخريفية مع إنتاج محافظات أخرى ما تسبب في حدوث إغراق بالأسواق.
وأشار المزارع إلى أن أبرز المستفيدين من انخفاض الأسعار هم أصحاب منشآت الخزن والتبريد والذين لديهم الملاءة المادية الكافية لشراء كميات كبيرة من الإنتاج وتخزينه إلى حين ارتفاع أسعاره وطرحه في الأسواق، داعياً إلى فتح قنوات جديدة لتصريف المادة والمحافظة على أسعار مجدية للمزارعين.
بدوره أوضح مزارع آخر إلى أنه فضّل بيع كميات كبيرة من إنتاجه للتجار وبشكل مباشر في المحافظة وبأسعار متدنية، لعدم تمكنه من توريده إلى سوق الهال الرئيسي في دمشق كما جرت العادة، وذلك بسبب ارتفاع أجور النقل التي تضاعفت مؤخراً والتي وصلت إلى أرقام قياسية بالتزامن مع أزمة المحروقات الأخيرة، والتي أثرت أيضاً على ارتفاع أجور قلع المحصول ونقل العمال إلى حقول الإنتاج، على حد قوله.
ويعد محصول البطاطا بعروتيه الرئيسية والخريفية من أبرز محاصيل الخضار المنتجة في درعا ويأتي ثانياً بعد محصول البندورة من حيث المساحات المزروعة أو كميات الإنتاج.
وأوضح مدير زراعة درعا المهندس بسام الحشيش أن مزارعي البطاطا الخريفية بدؤوا بقلع محصولهم، حيث تجاوزت المساحة المقلوعة 600 هكتار من أصل المساحة المزروعة البالغة 1150 هكتاراً، فيما تبلغ تقديرات الإنتاج منها 23 ألف طن.
تبقى الإشارة إلى أن استقرار الأحوال الجوية السائدة خلال الفترة الماضية ساهم في تسريع وتيرة قطاف مزارعي البطاطا لإنتاجهم، ومن المحتمل أن تشهد الأيام القادمة جني مساحات أكبر من المحصول مع استمرار الأجواء الخريفية المحتملة، ما يعني تدفقاً لكميات أكبر من البطاطا إلى الأسواق.