أهمية المنافسات الرياضية في المجتمعات
عندما بدأت المنافسات الرياضية عبر تاريخها الأولمبي والدولي، كان الهدف الأساسي منها الترفيه عن طبقات محددة في المجتمع، ومع تطور أنظمة وقوانين الألعاب الرياضية تطور الاهتمام بتنظيم الألعاب وإعطاء البطولات أهمية أكبر واعتبارها واجهة لأسماء الفئة الحاكمة وصورة عن قوة الدولة، لذلك كان الاتجاه في هذا الاهتمام نحو ألعاب القوة والألعاب القتالية .
ومع التطور الحضاري الذي شهده العالم تنوعت الألعاب الرياضية لتدخل إلى الساحة ألعاب الكرات وخاصة كرة القدم والكثير من الألعاب الفردية ورياضات تطوير الحالة النفسية والبنية عند ذوي الاحتياجات الخاصة، ومع هذا التطور في المفهوم الاجتماعي للرياضة تطورت البطولات أولمبياً ودولياً وإقليمياً، وتعددت جهات الإشراف على البطولات، كما تطورت وتعددت الأهداف المعلنة وغير المعلنة لتبني الاهتمام بالرياضة لتدخل في الإطار الحكومي والسياسي والصحي والتربوي والاجتماعي والسياحي والتجاري للدول ، وتطور اهتمام الشعوب والجماهير بمتابعة الرياضة ليأخذ جانباً مهماً في تبني استضافة الدول للمسابقات .
وجاءت مسابقات كرة القدم لتبلور هذه الأهمية باستضافة البطولات، ومن هذه النقطة ندخل إلى ساحة مسابقة كأس العالم في قطر لنعكس تطور أهمية هذه البطولة عند الشعوب التي شاركت في المونديال، حيث أضافت بعض الدول أهمية إضافية للرياضة انعكست في الجانب الوطني والعرقي والقومي والديني والاجتماعي، ويتأكد ذلك من خلال بعض العناوين.. تشجيع الجماهير العربية لمنتخب المغرب .. السجود في الملعب شكرا لله على الفوز .. إعلان دور ومكانة الأم والبر بها عند الشعوب العربية عندما قبل اللاعب المغربي يدي أمه ورقص معها.. وقوف الشارع العربي عامة مع الفرق العربية، ما يعزز الحس القومي العربي.. إعلان كريستيانو رونالدو إعلامياً عن دعمه للشعب السوري وأطفال سورية ورفضه الحصار الظالم على سورية.
ومما سبق نجد أن سورية الآن تقف أمام مهام جديدة وطنياً في ظل واقع الاهتمام بالرياضة، وخاصة كرة القدم ثم ألعاب الكرات والألعاب الفردية والقوة،
واعتبار إعداد المنتخب الوطني مهمة وطنية والاهتمام به بشكل علمي بعيداً عن الواسطات والمزاج الفردي للقيادات الرياضية، والإعداد للمونديال القادم يجب أن يبدأ من الآن، وأن ترصد له الإمكانات كعمل وطني، ويجب اعتبار المنافسات المحلية من ضمن أعمال إعداده .