رئيس قسم الصحافة في كلية الإعلام يدعو للاستثمار الرياضي
تشرين – أيمن فلحوط:
بين الأماني والواقع تختلف القناعات، في النظرة للنشاط الرياضي الممارس والمتابع على المستويات جميعها من وجهة نظر إعلامي أكاديمي، لكن رئيس قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام الدكتور محمد الرفاعي، ينقلنا في حوارنا معه إلى فضاء آخر مهم يتمثل في دعوة القائمين على الرياضة للتنبه إلى أهمية الاستثمار في الرياضة، وجعل الأندية تمول نفسها بنفسها، لكي تحدث النهضة الرياضية الحقيقية، فليس هناك شيء مجاني، فكل شي يجب أن يكون له ثمن، وأن يحصل بجهد، ويعطى مقابله، ويتم الاعتماد على التمويل الذاتي بدلاً من انتظار الدعم الحكومي، وخاصة على صعيد الأندية، حتى تتمكن من إحداث نهضة رياضية ليس في كرة القدم فقط، وإنما في كل الرياضات، وما ينهض بأي نشاط رياضي هو التمويل، وبتأمينه نستطيع النهوض.
والتمويل يجب أن يذهب للرياضيين الذين يحققون إنجازات حقيقية على أرض الواقع، وتكون لهم بصمات واضحة في الميدان الرياضي على أكثر من صعيد.
الأساس أن يكون مأجوراً
يضيف الدكتور الرفاعي: بالوقوف مع أحداث كأس العالم بكرة القدم، والتي تجري منافساتها الآن، وشغف العالم في المشاهدة يمكنني القول: الأساس في أي نشاط رياضي أن يكون مأجوراً، لكن يختلف الأجر وطريقة تسديد الفاتورة، فكان من يريد مشاهدة مباراة كرة قدم أو أي مباراة أخرى عليه الذهاب لمكان اللعبة، ويسدد تذكرة الدخول، كما نذهب لأي مكان ترفيهي تقدم لنا فيه المشروبات أو غيرها.
المقتدرون مطالبون ليكونوا شركاء مع الفقراء لتأمين المشاهدة الرياضية
ومع ظهور الإعلام الجماهيري بدأت المشاهدات تزداد كثافة، مقابل انخفاض نسبي للإقبال على الاستادات الرياضية، فحققت وسائل الإعلام وخاصة التلفزيون والراديو نسبة مشاهدة مرتفعة جداً رغبة منها في دعم الرياضات الشعبية، وقلما نجد نقلاً لمباريات السباحة أو البيسبول إلا في بعض الدول مثل الباكستان والهند، أو الركبي الأمريكية.
البث التلفزيوني واحتكاره
وعمدت كثير من دول العالم وفقاً للدكتور الرفاعي إلى شراء حقوق النقل وتغطيتها من الإعلانات التي كانت غزيرة في كثير من دول العالم، وبدأت تستثمر في الرياضة، علماً أن الاستثمار في الرياضة مكلف جداً في ظل انحسار العائد من التذاكر، ومن الممولين والرعاة منذ سنوات عديدة، عدا التأثر بجائحة كورونا، وفي ضوء ارتفاع أسعار اللاعبين وتكاليف الحياة في كل دول العالم، لذلك كان التفكير منذ حوالى عقدين من الزمن الاستثمار في البث التلفزيوني واحتكاره، مع أن هذا الاحتكار كسره عدد من المخترقين بإجراء عقود لشراء البث وإذاعته وكذلك للتلفزيون، وخاصة على صعيد كأس العالم بكرة القدم، من خلال إذاعته على القنوات الأرضية، وقد رضيت العديد من دول العالم المضيفة بهذه الصيغة، من منطلق أن المحطات الأرضية قد تغطي جزءاً من أنحاء الدولة فقط، ولا يمكن أن يصل البث لديها لدول أخرى، و انحسار القنوات الأرضية جعل رقعة البث الفضائي تتسع، وإلى عدة قنوات فرضت شروطها على المشاهدين من حيث قيمة البطاقات الخاصة للمشاهدة عبرها.
شراء الحقوق
ومن المؤسف حقاً أن يحرم عشاق كرة القدم وفقاً لتلك الطريقة من متابعة حدث كروي بمستوى كأس العالم يقام لأول مرة في بلد عربي، وهذه ليست مشكلة الأفراد كما يراها الدكتور الرفاعي، وكان من الممكن أن تتدخل حكومات العديد من دول العالم، وتحل هذه المشكلة بشراء حقوق البث، وبثه عبر قنوات معينة لينعم بها السكان، فهي شيء من الترفيه مدفوع الثمن، وهذا حقهم في المشاهدة.
مفهوم الربح والخسارة في الرياضة مزدوج
وطالب الدكتور الرفاعي أن يتحمل القادرون على الدفع جزءاً مهماً مما يترتب على ذلك، لينعم الفقراء بخدمات جيدة، وتالياً يكونوا شركاء في تلك الخدمة ويأخذوها بسعر رمزي بمقدورهم سداده.
وعن طغيان المال في هذا المجال بيّن رئيس قسم الصحافة والنشر في كلية الإعلام أن طغيان المال لم يكن أمراً جديداً، فهو المحرك الأساسي في أي عمل فيه ربح وخسارة، ومفهوم الربح والخسارة في الرياضة مزدوج فقد نراه في لحظة ما ربحاً أو خسارة للاعبين، وبوجه آخر هو ربح وخسارة بالنسبة للأندية، وكذلك الأمر على صعيد الجماهير.
الاعتماد على التمويل الذاتي بدلاً من انتظار الدعم الحكومي
وعلى الصعيد المحلي ولترفيه فقرائنا اقترح الدكتور الرفاعي أن يقوم الاتحاد الرياضي العام، أو الدولة بشراء حقوق البث لبعض المباريات المهمة، وخاصة المنتخبات العربية، لتكون متاحة بالمجان على القناة الأرضية على سبيل المثال، وتقوم المؤسسة العربية للإعلان بتغطية جزء مهم من التكاليف، من خلال دعوة المعلنين البارزين للإعلان ضمن مساحات المباريات التي تنقل، وتالياً تتحقق معادلة ما بين الاستثمار الرياضي بالنسبة للدول التي دفعت واستضافت، وطموح الناس في المتابعة والمشاهدة للمباريات الرياضية مجاناً.