«أكاديمية زراعية» تقترح بدائل العناية بالبساتين.. وتؤكد وجود ظاهرة المعاومة الوراثية

تشرين- يسرى ديب:
ليست البساتين في أحسن أحوالها، والكثير من بساتين الحمضيات أصبح أشبه بالحراج بسبب التكاليف المرتفعة للفلاحة والتسميد والتقليم.
العودة إلى طريقة عمل الآباء والأجداد غير متاحة أيضاً، لأن الأدوات ليست متوافرة (الصمد والحيوانات) وتكاليفها مرتفعة.
اختصاصية البساتين في وزارة الزراعة الدكتورة نوران مصطفى قدمت بعض البدائل الممكنة لرعاية البساتين خلال هذه المرحلة الحرجة، سواء لبدائل السماد أو المبيدات أو الحراثة.
ضمن الممكن
وبينت مصطفى أننا نحتاج إلى رعاية البساتين بطريقة المزج بين القديم والحداثة، وأنه يمكن الاستعاضة عن الأسمدة باستخدام المواد العضوية “الزبل” وأن تأمين هذه المواد يحتاج إلى تعاون بين أفراد المجتمع المحلي ضمن أضيق جغرافيا، لتجنب تكاليف النقل قدر المستطاع، وأشارت إلى أن من يملك بعض الدواجن وبقرة يمكنه العمل على استثمار مخلفاتها قدر الإمكان.
وركزت على ضرورة تخمير هذه المخلفات في حفرة يتم تغليفها بمخلفات النايلون المتاحة سواء من بقايا أغطية البيوت البلاستيكية أو غيرها من قطع النايلون لتقليل التكلفة قدر الإمكان.
وركزت الأكاديمية على ضرورة تخمير المخلفات خاصة مخلفات الدواجن منها،لأنها رغم غناها بالمواد الغذائية والآزوت، إلّا أن استخدامها قبل التخمير الكافي يتسبب بحرق النبات بسبب حرارتها المرتفعة.
وقالت نوران: إن أهم مؤشر في مؤشرات انتهاء التخمير هو اختفاء الروائح المنبعثة من المخلفات وموت الحشرات أيضاً.
وبيّنت أن فعالية الأسمدة العضوية أكثر ديمومة من الكيماوية، لأنها تتحلل ببطء، فالنبات يمتص المواد الغذائية على شكل شوارد وعند تقديمها عضوية بشكل مركبات معقدة تحتاج إلى وقت أطول.
وأشارت إلى جودة المنتجات الخالية من الهرمونات والتي تم العناية بها باستخدام مواد عضوية، وشجعت على استهلاكها لأنها الأفضل حتى وإن ظهرت حبة البندورة مثلاً بشكل أقل جاذبية من الأنواع التي حصلت على الهرمونات.
طرق أخرى
ومن الطرق التي يمكن الاستفادة منها أيضاً قالت مصطفى: بالإمكان الاستفادة من كل بقايا الخضار والفاكهة بتخميرها أيضاً في حفرة مماثلة لمخلفات الحيوانات، وكذلك الحال مع بقايا كل قطفة من الحمضيات أو التفاح، حيث ينتج عدد لا بأس به من الحمضيات المضروبة التي سترمى، وهذه يمكن تخميرها وإعادة استخدامها كسماد للأشجار أو غيرها من المزروعات.

بدائل المبيدات
وإذا كان هذا ما يمكن العمل عليه لتخفيف الحاجة إلى الأسمدة التي ارتفعت أسعارها بشكل أصبح يشكل عبئاً كبيراً على المنتجين، فكذلك الحال مع المبيدات الحشرية.
أشارت الاختصاصية الزراعية إلى عمل وزارة الزراعة على إحلال بدائل للمبيدات الكيميائية من خلال استخدام الحشرات أو اليرقات، وأن هذه المواد يمكن الحصول عليها من وزارة الزراعة ووحداتها الإرشادية في كل منطقة، ولكن هذا النوع من المكافحة يحتاج إلى تعاون بين أصحاب البساتين المجاورة باستخدام نوع علاج واحد، لكيلا يتم قتل الحشرات إذا ما استخدمت المكافحة الكيماوية عند البساتين المجاورة حسب قولها.
ورغم ارتفاع تكاليف التقليم وقلة اليد العاملة، إلّا أن بوران أشارت إلى ضرورة التقليم لتحسين حالة الشجرة والبراعم، وأن يتم ذلك عن طريق التعاون بين سكان المنطقة أو أفراد العائلة قدر الإمكان لأنه يمكن للمزارع أن يعوض تلك التكاليف، فالتقليم يحسن من إنتاجية الشجرة وحالتها.

معاومة وراثية
وأشارت نوران مصطفى إلى زيادة ظاهرة المعاومة في أشجار التفاح والزيتون والفستق الحلبي لأسباب أساسها وراثي يعود لنوعية الأشجار حيث إن 80% من أشجار التفاح يعاني من ظاهرة المعاومة الوراثية، وكذلك الحال مع الزيتون في حلب والفستق الحلبي، وبيّنت أن تخفيض أضرار هذه الظاهرة يحتاج إلى العناية بالشجرة من تسميد وتقليم ومعالجة للأمراض، ويمكن للمزارع أن يعوض هذه الخسائر عندما تنتج الشجرة في العام التالي.
على حسابها
ومن القضايا التي طرحتها د.نوران أيضاً مشكلة تسويق الحمضيات التي جعلت الكثير من العائلات في طرطوس يستبدلون شجرة الحمضيات بأنواع أخرى من الأشجار الاستوائية لأن دخلها أفضل، وقالت نوران إن هذه الأنواع جيدة ولكن يجب ألّا تكون على حساب أشجار الزيتون والحمضيات، وعلى الجهات المعنية أن تجد حلولاً تسويقية تحول دون اللجوء لقلع الأشجار.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار