علاج أمراض الشيخوخة والتوحد بالحيوانات الأليفة.. اختصاصي أمراض نفسية وعصبية: العلاج يكون بديلاً أو تكميلياً

تشرين– بشرى سمير:
تلعب تربية الحيوانات دوراً مهماً في معالجة العديد من الأمراض النفسية عند الأطفال وكبار السن، مثل التوحد وأمراض القلب والاكتئاب، ولهذا السبب نشطت في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل تجارة الحيوانات الأليفة، من قطط وكلاب وأرانب، حيث وصل سعر القط الصغير(الكتن) من نوع شيرازي إلى 100 ألف ليرة، والهملايا إلى 150 ألف ليرة ونوع انغورا بـ75 ألفاً، حسبما أشار أحد باعة الحيوانات الأليفة في دمشق.
تقديم المساعدة
إلى أي حدٍّ هذه الحيوانات الضعيفة قادرة على تقديم المساعدة للإنسان، يجيب عن هذا السؤال الدكتور فايز توتنجي اختصاصي أمراض نفسية وعصبية، مبيناً أن العلاج بمساعدة الحيوانات هو علاج بديل، أو تكميلي يستخدم الحيوانات كجزء من العلاج، وخاصة الحيوانات الداعمة للعاطفة والحيوانات الخدمية والمساعدة، والمقصود هنا الحيوانات المدربة التي تساعد وتدعم الأنشطة المرتبطة بالحياة اليومية.
وأضاف توتنجي: يحتوي العلاج بمساعدة الحيوانات على أقسام فرعية، تعتمد على نوع الحيوان، والأشخاص المستهدفين، وكيفية درج الحيوان في الخطة العلاجية، والأنواع الأكثر استخداماً في العلاج بمساعدة الحيوانات،هي الكلاب والقطط أو الخيول، والهدف من العلاج تحسين الأداء الاجتماعي والعاطفي أو الوظائف الإدراكية للمريض.
طريقة العلاج
وأشار الدكتور توتنجي أن طريقة العلاج تتم باختيار حيوان ذي مواصفات معينة، يستخدم بشكل أساسي في العلاج، تتم إدارة هذا العلاج من شخص مختص في الخدمات الإنسانية أو الصحية، هذه الطريقة العلاجية مصممة لكي تدعم التحسن الجسدي والاجتماعي والعاطفي والفكري عند المريض، ويتم هذا من خلال تطبيق جلسات مختلفة.

مرضى السرطان والتوحد
لفت الدكتور توتنجي إلى أن هذا النوع من العلاج لا ينجح إلّا مع بعض الحالات مثل أطفال التوحد، مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي، أو أمراض الشيخوخة وكبار السن المقيمين في مرافق الرعاية طويلة الأجل، أو المرضى الذين يعانون قصور القلب المزمن، وأحياناً بعض المحاربين الذين يعانون اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة الحروب، كما يعدّ هذا النوع مفيداً في علاج الأطفال الذين يخضعون لإجراءات جسدية أو أسنان، إضافة إلى ضحايا السكتة الدماغية والأشخاص الذين يخضعون للعلاج الطبيعي لاستعادة المهارات الحركية، والأشخاص الذين يعانون اضطرابات الصحة العقلية.

خفض التوتر
ولفت الدكتور توتنجي إلى وجود العديد من الحالات التي تبين الأثر الإيجابي لتربية الحيوان على المرضى النفسيين، من حيث خفض التوتر، فقد أثبتت البحوث بأن امتلاك حيوان أليف، أو حتى اللعب معه، ولمسه يساعد في التقليل من أخطار أمراض القلب، ويساعد في خفض درجة ضغط الدم وحتى الكوليسترول، كما يسهم في تحسين المهارات الحركية، وحركة المفاصل، إضافة إلى تحسين الحركة المساعدة أو المستقلة، وكذلك زيادة التواصل اللفظي بين الطفل أو المريض وأسرته وتطوير المهارات الاجتماعية، وزيادة الرغبة في الانضمام إلى الأنشطة، وتالياً تحسين التفاعل مع الآخرين وممارسة الرياضة، ما يسهم في تخفيض حالة الاكتتاب والشعور بالسعادة، وتحسين النظرة للحياة، وعدم الشعور بالعزلة والوحدة والبعد عن الملل، وتعزيز مهارات الأطفال في التعاطف ومساعدة الآخرين.
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة
ويرى الدكتور أنه في الدول المتقدمة يتم تدريب هذه الحيوانات لأنهم يعرفون بأن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة قد يتعاملون مع الحيوانات بخشونة فهم يختبرونها إما بشد ذنبها، أو الجلوس عليها، أو الصراخ في وجهها، وحتى رمي الأشياء عليها ليروا ردة فعل الحيوان، التي قد تكون أحياناً مؤذية، لكن في بلادنا يتم اختيار الحيوانات الصغيرة، مثل القطط أو الكلاب الرضيعة التي يتم قص أظافرها، حتى لا تكون مؤذية للأطفال، وعلى الأهل مراقبة أطفالهم الصغار حتى لا يؤذون الحيوان أو يتعرضون للأذى.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار